لماذا لم تنجح الحكومة في السيطرة على "جنون البيض"؟

ذات مصر

تشهد أسعار البيض في مصر ارتفاعاً بسبب قلة مستلزمات الإنتاج وارتفاع التكلفة، نتئجة تكدس شحنات الأعلاف بالموانئ،

وارتفعت أسعار البيض الأبيض والأحمر والبلدي اليوم السبت في المزارع، مقارنة بمستوياتها أمس، بحسب بيانات الاتحاد العام لمنتجي الدواجن عبر صفحته على فيسبوك.

وسجل سعر كرتونة البيض الأبيض نحو 104.75 جنيه، ووصل سعر كرتونة البيض الأحمر إلى 106.75 جنيه، بارتفاع جنيه. فيما ارتفع سعر كرتونة البيض البلدي ليصل إلى 120.75 جنيه.

ويعاني المستوردون والصناع منذ نهاية العام الماضي من أزمة نقص مستلزمات الإنتاج بسبب التأخر في فتح الاعتمادات المستندية وخروج الشحنات المكدسة في الموانئ من العلف، والبطء في تدبير العملة الصعبة من قبل البنوك، وهو الأمر الذى دفع أسعار البيض للزيادة الكبيرة خلال تلك الفترة، قبل أن تتدخل الحكومة وتبدأ بالإفراج عن العلف المكدس بالموانئ بداية ديسمبر الماضي.

وقال عضو اللجنه الرئاسية الدائمة للثروة الداجنة، عبدالعظيم بدوي، إنه لابد من "تحركات إيجابية" لحل الأزمة، مشيرًا إلى أن الحل يأتي من أصحاب الصنائع، ولابد من الزراعة لإنهاء الأزمة.

وأوضح بدوي خلال بث مباشر على فيسبوك، أن أصحاب المزارع لا شأن لهم بارتفاع أسعار البيض في الخارج، مشيرًا إلى أن الارتفاع يأتي من الحلقات الوسيطة، ولابد من ضبطها ومراقبتها. وتابع: "البيض بيكسب في ظل سعر العلف".

وذكر بدوي أن الفلاح المصري يعاني مشكلات كثيرة، منها ارتفاع أسعار البذور، والكيماوي، والمبيدات الحشرية، مضيفًا: "الراجل ده ازاي هيزرع والحبوب أو البذور بتاعته غالية"، مشيرًا إلى أن وزارة الزراعة لا توفر هذه المستلزمات بالقدر الكافي، ولابد للوزارة أن توفر البذور التي يحتاجها الفلاح في زراعته.

  لحل الأزمة لابد من زيادة المساحات المزروعة، والتسهيل على الفلاحين في الحصول على مستلزمات الزراعة بأسعار مناسبة، وشراء المحصول منه بسعر عادل حتى يستمر في الإنتاج.

وتابع أن المساحات المزروعة تصل إلى نحو 238 ميلون فدان، ولابد من زيادتها، مشيرًا إلى الحاجة إلى التكافل الزراعي، في حالات الظروف المناخية والوباء، لافتًا إلى وجود قانون رقم 126 لسنة 2014 بهذا الشأن ولا يُطبق.

وطالب عضو اللجنه الرئاسية الدائمة للثروة الداجنة، بوجود خطة واضحة لزيادة المساحات المزروعة من محاصيل القمح، والذرة، وفول الصويا، والقطن، وعباد الشمس، مشيرًا إلى وجود مشاكل في الإنتاج الداجني بسبب النظام التقليدي في المزارع، ما يسبب ضررًا سواء في فصل الصيف أو الشتاء، مضيفًا أنه لابد من جذب أصحاب المزارع لتحويل مزارعهم وحل الأزمة عن طريق شراء المحاصيل بأسعار عادلة.

وفقا لبدوي، لا حل لارتفاع سعر التكلفة الإنتاجية إلا عن طريق الزراعة، مشيرًا إلى أن الأسعار تتحدد على أساس تكلفة الإنتاج، ومنها العلف والأدوية البيطرية والعمالة، كما تتحدد أيضًا على أساس القوة الشرائية للأفراد، وظروف المناخ، وحالات الوباء.