هلال عبدالحميد يكتب: سيناريو فشل القوى المدنية المتكرر.. لماذا فشلت القوى المدنية في رئاسية 2012؟!

ذات مصر

بعد انتهاء فترة الطعون وإعلان نتائجها وإعلان الكشف النهائي لمرشحي الرئاسة 2012.

شعرت القوى المدنية الفاعلة بالخطورة، فهناك 13 مرشحًا رئاسيًا من بينهم 9 مرشحين مدنيين بجانب مرشح للإخوان المسلمين الدكتور محمد مرسي ومرشح لحزب الأصالة السلفي عبد الله الأشعل، وعبد المنعم أبو الفتوح الإسلامي المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين والمرشح الإسلامي الرابع الدكتور سليم العوا.

القوى المدنية شعرت بخطر شديد على مستقبل الدولة المدنية، وبدأ الفاعلون فيها يحللون نتائج الانتخابات البرلمانية والتي لم يمر عليها أشهر وكنتيجة طبيعية لتفرق القوى المدنية وتوزيع أصوات ناخبيها بين القبائل حصد الإسلاميون معظم مقاعد الشعب والشورى؛ في مواجهة مجمعة منهم مع المبعثرين من قوائم القوى المدنية ومرشحيها الفرديين.

وجه كبير المدنيين -وكان ينوي الترشح، وأعلن عن نيته ولكنه تراجع ربما بسبب معرفته بتفرق القوى المدنية وتشرذمها.

ما علينا وجه المدني (1) الدعوة لمرشحي القوى المدنية التسعة (كان هناك اختلاف شديد وصل لمرحلة التراشق بالكبايات في الاجتماع الذي نظمه المدني (1): وقال أحد الحاضرين: وهل سنوجه الدعوى للفريق أحمد شفيق (وأنا متعمد أقول فريق)

فرد عليه المدني 2: نعم سنوجه الدعوة له فهو قد ترك الخدمة منذ فترة طويلة (وقلع البدلة من اكتر من 10 سنين فهو مدني إذا، وعايزين نواجه الجماعة بكل القوى المدنية. 0. • منفعلًا قال المدني 3: يا جماعة الثورة سَتضيع وستَضيع معها البلد!!! ونحن نتناقش هنا من هو المدني حتى تنتهي الانتخابات – وأضاف المدني 3 مع استمرار انفعاله: سنتحول لبيزنطة والبلد ستضيع 0

 وبعد نقاش طويل وأخذ ورد اتفق الحاضرون على استبعاد الفريق أحمد شفيق لأنه عسكري ولا يمت للقوى المدنية بصلة وهو فِل ومن أصول فلولية 0

قال المدني 4: طيب وأبو العز الحريري وخالد على وهشام البسطويسى؟! 

وباستغراب شديد تساءل المدني 2: مالهم؟!!!!!

•• رد المدني 4: دول كلهم تبع أحزاب يسارية وشيوعيون فايه علاقتهم بالقوى المدنية والديمقراطية أصلًا!!!!!

بعد نقاش حاد اتفق الحاضرون على استبعاد المرشحين اليساريين الأربعة!!!

• المدني 5: طيب وإيه رأيكم في عمرو موسى دا رجل ليبرالي محترم وممكن يكون مرشح القوى المدنية؟! 

قال المدني 6: هو ينتمي لحكم مبارك وكان وزير خارجيته وعنده 74 سنة، يا جماعة عايزين الشباب اللي عملوا الثورة.

اختلف الحاضرون من القوى المدنية ولكنهم وصلوا إلى استبعاد عمرو موسى للأسباب التي ذكرها المدني 6 وبدأوا يتناقشون في موضوع حمدين صباحي ورأي البعض انه سيكون الحصان الأسود للمعركة الانتخابية وهو القادر على دحر الإخوان وهو يتمتع بدعم كبير بين القوى الثورية، وممكن إن جاء يمثل مرحلة انتقالية مهمة 

لم يعجب هذا الرأي المدني 7 فضرب طاولة الاجتماعات بيديه منفعلًا وقال: حمدين أيه وحصان أيه؟!!! إذا كان هو ناصري ومعبودهم هو من قضى على الديمقراطية بمصر وحل الأحزاب ما عدا حبايبه الإخوان وعاداهم واعتقلهم وأعدم قادتهم بعد ما حاولوا اغتياله فكيف سيكون مرشحًا للقوى المدنية والديمقراطية؟!!! وضرب على الطاولة مرة أخرى فوافقه المدنيون على استبعاد حمدين صباحي •

•(طيب تمام يبقى المرشحون المتبقون من القوى المدنية ثلاثة نتصل بهم ونختار منهم مرشحًا) هكذا شرح المدني 8 وجهة نظره فوافقه الباقون بعد أن لم يجدوا مرشحين آخرين 0

• اتصل المجتمعون بالمرشحين الثلاثة وعرضوا عليهم فكرتهم ودعوتهم للاجتماع ومناقشة أن يتنازل اثنان للثالث وتدعمه القوى المدنية، ولكن الثلاثة طلبوا مهلة للتفكير ولكنهم لم يردوا، وانتفضت من كابوسي فزعًا وشديت اللحاف.

•ما أن أفقت حتى ذهبت السكرة وجاءت الفكرة وبدأت أحلل نتائج المرحلة الأولى للانتخابات الرئاسية 

•وكنا قد حللنا في مقال سابق، وبالأرقام، لماذا فشلت القوى المدنية في الانتخابات النيابية بعد ثورة 25 يناير، وكيف أن مقاعد كثيرة ضاعت عليها نتيجة لتشتت مرشحيها على الفردي والقوائم، في مقابل وحدة القوى الدينية وقدرتها على توحيد صفوفها.

فهل كانت مقدمات ونتائج الانتخابات الرئاسية هي نفسها أسباب فشل القوى المدنية وسيطرة القوى الدينية على المقاعد النيابية بغرفتيها؟! أم أن أسبابًا أخرى وإضافية جعلت مقعد الرئاسة الثمين يذهب للإخوان؟! 

بالتأكيد نفس المقدمات ستؤدي حتمًا لنفس النتائج؟! 

سنحلل المقدمات والنتائج، وسنتناقش معًا في كيف وصلنا لهذا 0 

المرشحون قبل الاستبعاد

كان كشف مرشحي الرئاسة قبل النهائي يشتمل على 23 مرشحًا تم استبعاد 10 منهم لأسباب مختلفة وكان من بين العشرة المستبعدين مرشحان ينتميان للإسلام السياسي (خيرت الشاطر وصلاح أبو إسماعيل) وسبعة من الممكن تصنيفهم من التيار المدني علاوة على اللواء عمر سليمان.

وتبقى بالكشف النهائي بعد استبعاد العشرة 13 مرشحًا، وكان من المؤكد إن لم يتم استبعاد العشرة أن ينسحب المرشح الاحتياطي لجماعة الإخوان المسلمين (محمد مرسي) لصالح مرشحها الأساسي خيرت الشاطر، ويزيد عدد المرشحين الدينيين مرشحًا واحدًا هو صلاح أبو إسماعيل بينما يزيد عدد المرشحين المدنيين 7 علاوة على اللواء عمر سليمان! 

• فتخيلوا عدد المرشحين المنتمين للتيار المدني وكيف ستتوزع أصوات الناخبين على هذا العدد وكيف ستتركز أصوات مرشحي التيار الديني، هذا ما سنراه في المرحلة الأولى 

نتائج المرحلة الأولى

يقول أستاذنا محمد أبو الغار في كتابه الرائع والهام (سنوات حرجة من تاريخ مصر من خلع مبارك إلى ما بعد عزل مرسي)؟ والذي يحلل لمرحلة هامة ومفصلية من مراحل التاريخ المصري الحديث يقول تحت عنوان انتخابات رائعة ونهاية مفجعة ص 136: (شعرت بسعادة فائقة أني عشت لأرى هذا اليوم الذي أقف فيه في طابور حقيقي وفي نظام جيد لأدلي بصوتي في انتخابات تنافسية حقيقية ولا أحدٍ يعلم بدقة أو يستطيع حتى التخمين من سيدخل معركة الإعادة من بين الخمسة المتقدمين، وهم شفيق ومرسي وأبو الفتوح وحمدين ومرسي).

ويضيف أبو الغار: (وتابعت مع جميع المصريين نتائج الانتخابات أثناء الفرز، وأخذت أفكر بعدما اتضحت الرؤية، فقد كان حزبنا -يقصد المصري الديمقراطي الاجتماعي، وكنت عضوًا بهيئته العليا آنذاك – في حيرة في اختيار مرشح معين، وقررنا عدم التقيد بمرشح محدد، فكان الشباب والكثير من ذوي الأفكار التقدمية يؤيدون حمدين صباحي وكان هناك عدد من الذين رأوا عبدالمنعم أبو الفتوح وجهًا جديدًا يخرج من أزمة الانقسام بين التيار الإسلامي والتيار المدني، ورأي عدد لا بأس به من الحزب-خاصة المحافظين - أن عمرو موسى هو مرشحهم المناسب، ولكن لم يفكر أحد من الحزب في اختيار مرسي أو شفيق) ولم يقل أبو الغار أن نواب الحزب زكوا خالد علي مرشحًا رئاسيا.

 والحقيقة أن ما قاله أستاذنا الوطني العظيم والسياسي النزيه والديمقراطي الأصيل أبو الغار يمثل مواقف التيار المدني خير تمثيل: تشتت وعدم تركيز وعدم قدرة على الحسم عندما تتعدد الخيارات، فجاءت نتائج الجولة الأولى معبرة عن هذا التيار تمامًا وعن تشتته وعن عدم قدرته على اتخاذ مواقف مفصلية في أوقات مفصلية فكان التيار المدني منقسمًا إلى: 

  1. 9 مرشحين يتنافسون فيما بينهم على أصوات الناخبين المدنيين مقابل تنافس 4 من التيار الديني.
  2. فريق يرى السير في طريق الثورة لاستكمالها، وعدم الخوض في الانتخابات التي تبدد جهد القوى الثورية.
  3. جانب منهم يؤيد شفيق.
  4. فريق يؤيد حمدين.
  5. فريق يؤيد (أبو الفتوح).
  6. فريق يؤيد خالد علي.
  7. وبعضهم يؤيد بقية المرشحين المدنيين بنسب متفاوتة فكانت نتيجة المرحلة الأولى كارثية، زادت من تفرق القوى المدنية وتشتتها وتغير مواقفها وظهر (عاصروا الليمون) الذين صوتوا لمرسي ضد شفيق.
  8. وصل عدد المقيدين في الكشوف الانتخابية للانتخابات الرئاسية التي أجريت يومي 23و24 مايو 2012 (50،996،746 ناخبًا).
  9. حضر منهم (23،672،516 ناخبًا)
  10. الأصوات الصحيحة منهم (23،265،516 صوتًا)
  11. والباطل 0،406،720صوتًا)
  12. بنسبة حضور بلغت 46،42٪

 وحصل المرشحون المدنيون -قمت بتفريغ الأرقام من الإعلان الصحفي للجنة العليا للانتخابات وقتها)على: 

نتائج المرشحين المدنيين

م

الاسم

الأصوات

1

أبو العز الحريري

40090

2

محمد فوزي عيسى

23889

3

حسام خير الله

22036

4

عمرو موسى

2588850

5

البسطويسي

29189

6

محمود حسام

23992

7

شفيق

5505327

8

حمدين صباحي

4820273

9

خالد على

134056

 

المجمــــــــوع

13.187.702

 

النسبة المئوية

56.7 %

 وكما هو واضح فقد حصل المرشحون المدنيون على أكثر من نصف الأصوات في الجولة الأولى(56،7٪؜) ولو كان هناك توافق على مرشح مدني لفاز من الجولة الأولى، ناهيك عمن امتنعوا عن التصويت وكانوا يطالبون بأن يكون الدستور أولًا، ومن يرى أن الثورة لم تكتمل ويحب استكمالها ومن ثم فهم لا يدخلون في المعارك الانتخابية 

وقد يُقال إن المرحلة الثانية كانت بين مرشحين أحدهما ديني (محمد مرسي) والأخر مدني هو (أحمد شفيق) وقد فاز الأول بفارق بسيط، وان ذلك كان من الممكن أن يتكرر لو أن المرشحين المدنيين توحدوا منذ المرحلة الأولى!!!

وفي اعتقادي أن تحليل المرحلة الثانية، وسيأتي كان من الممكن أن يفوز فيه شفيق بسهولة، ولكن تشتت القوى المدنية في المرحلة الأولى وما سنراه في المرحلة الثانية سيوضح لنا كيف أن القوى المدنية أصبحت مدمنة على ضياع الفرص.

تراجع فرص القوى الدينية ما بين الشعب والرئاسية

 حصد الإسلام السياسي في انتخابات مجلس الشعب- التي بدأ التصويت فيها في 28/11/2011 وانتهى في 11/1/2012 – حصدوا 224 مقعدًا بالقائمة النسبية، و140 فردي بمجموع =364 مقعدًا بنسبة 71،63 من عدد مقاعد المجلس المنتخبة البالغة = 498 مقعدًا بنسبة =73،09٪؜، بينما حصلت القوى المدنية على 134 مقعدا منها 108 بالقائمة النسبية و25 بالفردي من بينهم المستقلون، بنسبة = 26،91٪؜ من المقاعد المنتخبة 

• وما بين انتهاء الجولة الثانية من انتخابات الشعب في 11 يناير 2012 وما رآه الشعب في قاعة مجلس الشعب من أداء نواب الإخوان والسلفيين جعل الشعب يعرض عنهم ويفقدهم حصة كبيرة من أصواتهم في أقل من 5 أشهر وتحديدًا(4 أشهر و23 يوما هي الفترة البينية ما بين انتهاء انتخابات الشعب وانتهاء الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة في 24 مايو 2012 سنرى تراجعًا كبيرًا في شعبية القوى الدينية والتي خسرت ما يوازي 29،79 ٪؜ في هذه الأشهر القليلة، وأضيفت هذه النسبة نفسها للقوى المدنية في الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة 2012 على الرغم من تشرذم القوى المدنية واختيار أعداد من تيارها الثوري للابتعاد عن المسار الانتخابي وعزوفها عنه، بينما توزعت أصوات الناخبين الداعمين للتيار المدني على 9 مرشحين، مقابل 4 للتيار الديني، كما أن فريقًا من التيار المدني صوتوا لعبدالمنعم أبو الفتوح باعتباره منشقًا عن الإخوان وله أفكار وسطية تناسب بعض المتدينين من التيار المدني.

• أضاع هذا التشرذم لقيادات القوى المدنية،؛وعدم إدراكهم خطورة اللحظة التاريخية من عمر الثورة المصرية على مصر وعلى تيارها المدني وجماهيره الفرصة الكبيرة في حسم مقعد الرئاسة لمرشح مدني منتخب، وهذا التدهور الحاد في شعبية القوى الدينية والذي ازداد تدهورًا بعد فوزهم بمساعدة قطاع مهم من قيادات القوى المدنية واختيار بعضهم المقاطعة باعتبار أن انتخابات الجولة الثانية والحاسمة بين مرسى وشفيق كانت بين فريقين لا يرى قطاع من القوى المدنية له ناقة ولا جمل فيها فاختاروا المقاطعة بينما ركزت القوى الدينية وحشدت اتباعها من كل الاتجاهات لتحصد المقعد بفارق بسيط للغاية

نتائج القوى الدينية في المرحلة الأولى

م

الاسم

الأصوات

1

أبو الفتوح 

4065239

2

العوا 

235374

3

الأشعل 

12249

4

مرسي

5764952

 

المجمــــــــوع

10.077.814

 

النسبة المئوية

43.3 %

 

الجولة الثانية

أوقعت نتائج المرحلة الأولى من الانتخابات الرئاسية القوى المدنية في (حيص بيص) فوجدوا أنفسهم في اختيارات صعبة هم أنفسهم من شكلوها 

ما بين مطرقة محمد مرسي الإخواني الذي فاز تياره بثلثي مقاعد البرلمان بغرفتيه، والذي يراه الكثيرون من القوى المدنية مهددًا للوحدة الوطنية ولمدنية الدولة التي يرغبون في بنائها بعد ثورتهم العظيمة

 وسنديان أحمد شفيق آخر رئيس وزراء للمخلوع مبارك، وممثل الفلول بامتياز كما رأته القوى الثورية آنذاك 

 ارتبك المدنيون – كالعادة – وتشتتت مواقفهم بين: 

  1. المقاطعة وترك الساحة للقوى الدينية تحشد قواها وتحرك وتستميل وتستخدم كل أساليبها الانتخابية في الحشد (أعلن البرادعي المقاطعة صراحة وكان له مريدون كثر في ذلك الوقت خاصة بين الشباب، كما دعا صباحي بعد إعلان نتائج الجولة الأولى للمقاطعة في اجتماعه مع القوى الثورية بمقر حملته الانتخابية، وتبنت حركة 6 إبريل الدعوة للمقاطعة)، وأعتقد أن هذه الدعوات ساهمت في خسارة الفريق شفيق أصواتًا كثيرة كان من الممكن أن تعدل كفة الميزان لصالحه
  2. الذهاب لصناديق الانتخاب وإبطال الأصوات، فمن غير الطبيعي أن تكون الانتخابات بين مرشحين اثنين وتصل نسبة الأصوات الباطلة لقرابة مليون صوت (844252 صوتًا باطلًا) بينما كانت في الجولة الأولى والتي ضمت تذكرتها الانتخابية 13 مرشحًا، كانت الأصوات الباطلة أقل من نصف هذا العدد (406،720) صوتًا باطلًا، والأصوات الباطلة في الجولة الثانية معظمها من اتباع التيار المدني، فقد كان تردد دعاوى المقاطعة بينهم بشكل كبير

 والملاحظة الجديرة بالذكر هنا أن الفرق بين مرسي وشفيق في جولة الإعادة كانت 13230131صوتًا لمرسي، و12347380 لشفيق بفارق (882،751) صوتًا وهي تزيد عن الأصوات الباطلة فقط بـ 39،499) صوتًا فقط 

  1. تمكنت الدولة العميقة من حشد أنصارها لشفيق ونافسهم في ذلك التيار الديني، بينما كان تشتت القوى المدنية يعطي الأفضلية لمرشح الإخوان
  2. بلغ عدد الحضور بالجولة الأولى (23672236 ناخبًا) بينما زاد هذا العدد ليصل في الجولة الثانية إلى (26420763ناخبًا) بفارق كبير وصل لـ 2،748،527 ناخبًا فكانت نسبة الحضور في الجولة الأولى (46.42٪؜)بينما وصلت في الثانية إلى (51،85٪؜) لتزيد نسبة الحضور بـ 5،16٪؜ وهي نسبة كبيرة وتدل على مهارة الإخوان في الحشد نتيجة لمشاركاتهم الطويلة في معظم الانتخابات وتدريب كوادرهم على طرق الحشد وتنوعها، بينما كانت الدولة العميقة تجاريهم ولكنها كانت متعودة على طرق مختلفة في الانتخابات قبل الثورة يقوم معظمها على التزوير واستخدام الأمن والبلطجية
  • (عاصرو الليمون) وهو تعبير شهير يعبر عمن وقعوا في اختيارات أحلاها مر، فمالوا لأقل الاختيارات ضررًا من وجهة نظرهم فاختارت أعداد لا بأس بها من التيار المدني المرشح الإخواني محمد مرسي واعتبروه أخف الضررين، خاصة وأنهم اخذوا عليه تعهدات بالسير في طريق الثورة وتحقيق أهدافها، فحصد مرسي أصوات هذا الفريق ليراكم أصواته التي حشدها من تياره بتنوعاته المختلفة فحسم مقعد الرئاسة بفارق بسيط.

أعتقد أن فشل التيار المدني بعد ثورة 25 يناير كان واضحًا، وكانت مراهقته السياسية عنوانًا عريضًا للمشهد، دفع الشعب المصري بسببه ومازال يدفع أثمانًا باهظة من حياته وحريته ومعيشته ومستقبله.

ومع كل استحقاق انتخابي انظر حولي فلا أرى إلا مشاهد تتكرر وكأننا في حلم بل في كابوس يستعصي على الزوال، نفس التشرذم والشتات والكبر، وعدم إدراك الواقع السياسي أو مجرد القدرة على التعاطي معه.

في كل الأحوال كان الإخوان يفقدون شعبيتهم وظهيرهم الشعبي سريعًا وتتدهور قدراتهم على إدارة دفة البلاد، ولو أجريت انتخابات رئاسية مبكرة لخسرها الإخوان بكل تأكيد، فهم كانوا سيخسرون منذ الجولة الأولى لولا تخبط وتشرذم القوى المدنية.

فهل نتعلم الدرس، ومع اختلاف المعطيات والظروف، هل نستطيع التوحد خلف مرشح مدني ونُصِّر قبل ذلك ومعه على وجود ضوابط وبيئة انتخابية صالحة للمنافسة؟!!