معركة الجواسيس.. الحرب الباردة تشتعل بين الصين وأمريكا

ذات مصر

مازالت العلاقات الصينية الأمريكية تشهد توترات، في ظل صراع الهيمنة والتنافس بميادين مختلفة بين البلدين، واستخدام الجانبان لسياسات أكثر تشدداً في إطار التصعيد المتبادل.

وكان آخر التطورات في هذا الشأن إعلان وكالة التجسس المدني في الصين أنها كشفت عميلاً، يحمل الجنسية الصينية، والذي يُزعم أنه قدم معلومات عسكرية حساسة للولايات المتحدة، فيما وصفته شبكة "سي أن إن" بالحلقة الأحدث في سلسلة الاتهامات المتبادلة بين واشنطن وبكين.

واشنطن تحد من صعود بكين الاقتصادي

بدأت الولايات المتحدة تحد من صعود بكين الاقتصادي منذ عام 2018، وزادت حدة "الحرب التجارية" بين البلدين بعدما فرض الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، قيوداً على الواردات الصينية، عبر فرض رسوم جمركية على السلع، بهدف تقويض بكين اقتصادياً.

وسارت إدارة الرئيس الحالي جو بايدن في هذا السياق، عبر فرض حظر وعقوبات على شركات صينية، تضمنت بشكل خاص قطاع التكنولوجيا، لا سيما أشباه الموصلات.

ويرى الرئيس التنفيذي بمركز كوروم للدراسات الاستراتيجية في لندن، طارق الرفاعي، أن أي شكل من الحظر الاقتصادي عموماً، لا سيما في القطاع التكنولوجي، بين الولايات المتحدة والصين، من شأنه أن تكون له تداعيات شديدة الصعوبة على الجانبين، باعتبارهما أكبر اقتصادين في العالم، ويعتمدان على بعضهما البعض في سياقات مختلفة اقتصادياً، مشيراً إلى أن السياسات الأمريكية قد تنجح على المدى القصير فقط، ويمكن فيما بعد إجراء مفاوضات بين الجانبين في ضوء ما يمثله تبادل الحظر الاقتصادي والتكنولوجي من تداعيات سلبية واسعة.

وتصاعدت التوترات أخيرا بين الصين من جهة والولايات المتحدة وتايوان من جهة أخرى على خلفية لقاءات رسمية بين مسؤولي البلدين، ما أثار غضب بكين.

وحذرت الصين من أنها ستتخذ إجراءات حازمة لحماية السيادة الوطنية وسلامة أراضيها. حيث تخضع تايوان (الصين) للحكم بشكل مستقل عن البر الرئيسي للصين منذ عام 1949. وتنظر بكين إلى هذه الجزيرة على أنها مقاطعة تابعة لها، وتعارض أي اتصالات رسمية للدول الأجنبية معها، وتعتبر السيادة الصينية على الجزيرة أمرًا لا جدال فيه.

اتهامات تجسس متبادلة بين واشنطن وبكين

 قالت وزارة الأمن الداخلي الصينية في بيان لها، يوم الجمعة، أن المشتبه به الذي حُددت هويته بلقبه، تسنج، عمل في مجموعة صناعية عسكرية صينية فى منصب منحه وصولا إلى معلومات سرية حساسة.

 وأضافت الوزارة أن تسينج أُرسل من قبل شركته لتقديم دراساته في إيطاليا. وأثناء وجوده هناك، تواصلوا من قبل أحد مسئولي السفارة الأمريكية، وكشف المسئول الأمريكي عن أنه عميل للسي أي إيه. وعُرض على تسنج أموالا طائلة وهجرة له ولعائلته إلى الولايات المتحدة في مقابل معلومات حساسة عن الجيش الصيني، ووقع اتفاق تجسس مع الولايات المتحدة وتلقى تقييما وتدريبا.

 وتقول "سي أن إن" إن إعلان الصين عن كشف عميل مزعوم للسي أي إيه جاء بعد أسبوع من اعتقال اثنين من البحارة العاملين بالبحرية الأمريكية في كاليفورنيا لمزاعم تقديمهما معلومات عسكرية أمريكية حساسة لمسئولي الاستخبارات الصينية.

وذكرت وكالة رويترز أن العلاقات الأمريكية الصينية قد تدهورت في السنوات الأخيرة حول سلسلة من القضايا تتعلق بالأمن القومي. واتهمت واشنطن بكين بالتجسس وشن هجمات إلكترونية، وهو ما رفضته الصين. بينما أعلنت بكين أيضا أنها تواجه تهديدا من الجواسيس.

 ودعت الصين مواطنيها في وقت سابق هذا الشهر إلى المشاركة في أعمال مناهضة التجسس، بعد توسيع قانون مكافحة التجسس في يوليو الماضي، وهو ما أثار قلق الولايات المتحدة.

 وأشارت “سي أن إن" إلى أن الولايات المتحدة والصين طالما تجسستا على بعضهما البعض، إلا أن التدهور الأخير في العلاقات بينهما قد أدى إلى ارتفاع كبير في نشاط التجسس.

مسابقة لاختراق قمر صناعي عسكري تطلقها أمريكا

أعلن موقع Business Insider الأمريكي، أمس، أن الإدارة الأمريكية قد بادرت إلى تشجيع المتسللين الإلكترونيين الذين يستهدفون أقمارها الصناعية من خلال مسابقة تنظمها القوات الفضائية والقوات الجوية الأمريكية تحت اسم "Hack-A-Sat 4". 

وتتضمن جوائز المسابقة مبلغ 50 ألف دولار للفريق الفائز بالمركز الأول، ومبلغ 30 ألف دولار للفريق الفائز بالمركز الثاني، بينما يحصل الفريق الفائز بالمركز الثالث على مبلغ 20 ألف دولار.

ووفقا للموقع الأمريكي ابتكرت هذه المسابقة في الأصل لتعزيز الدفاعات ضد تهديدات الأمن السيبراني التي تواجهها الولايات المتحدة، وذلك بشكل متزايد، خاصة من القوى الأجنبية المعادية المحتملة. ولتمكين الإدارة الأمريكية من مراقبة طرق اختراق المتسللين لأنظمتها وتعزيز فهمها للقرصنة الإلكترونية المتطورة.

وستتنافس الفرق على اختراق القمر الصناعي Moonlighter التابع للقوة الفضائية. يعتبر هذا القمر الصناعي تجريبيًا وهو مصمم ليكون بيئة اختبار للقرصنة الإلكترونية، مع السماح بتحليل متقدم لتهديدات الأمن السيبراني.