«السوشيال ميديا» تفضح المصانع والمطاعم.. فئران في اللانشون و«فراخ ميتة» على السفرة

ذات مصر

هل سمعت مرة عن وجود الفئران في أرغفة العيش داخل المخابز، وعن الأغذية الفاسدة المستخدمة داخل المطاعم، والتي تقدم للزبائن مع أنها غير صالحة للاستهلاك؟ هل تسمع عن اللحوم الفاسدة ولحم الكلاب داخل المصانع والمطاعم؟

قبل يومين انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، تعليقات على منشور لناشط طلب من متابعيه أن يحكوا له عما يعرفونه أو شاهدوه من الأغذية الفاسدة المستخدمة داخل المطاعم والفنادق أو المصانع.

جاءت التعليقات على هذا المنشور كالشلال الهادر، وفوجئ كثير من المتابعين من كثرة ما جاء فيها على لسان أصحابها يحكون مشاهد الأطعمة الفاسدة غير الصالحة للاستهلاك الآدمي في المطاعم والمصانع وحتى الفنادق التي عملوا بها.

ومنذ سنوات والناس يسمعون عن الأغذية الفاسدة في مصانع المواد الغذائية واللحوم المصنعة وبعض المطاعم الشهيرة، وحتى المخابز المنتشرة في كل مكان، حتى جاءت وسائل التواصل فازدادت هذه الحكايات وكثرت، ووثّق بعضها بالصور والفيديوهات.

لكنّ ذلك المنشور أثار الجدل والاشمئزاز لدى المتابعين من المطاعم ومصانع المنتجات الغذائية، التي انتشرت عنها على لسان عاملين فيها أو مرتادين لها، وسط تحذيرات من الأكلات السريعة والمطاعم والأطعمة المعلبة.

أغذية فاسدة 

في تعليق له على المنشور يقول سلمان أحمد، إنه كان عاملاً في مصنع لإنتاج اللحوم المصنعة (اللانشون)، مضيفًا: "والمعدات كانت بتضرب الفئران مع اللانشون ومكانش في نظافة نهائي"، واصفاً اللانشون بأنه أفضل الأنواع الموجودة.

وفي تعليق آخر، كتب جمال رزق: "اشتغلت مع مورد سمك، كانت شغلتنا يجيلنا كراتين السمك والجمبري الفاسدين ومنتهين الصلاحية، نشيل الاستيكر بقطر من غير ما نبين خدوش ونحط استيكر بتاريخ صلاحية جديد والعربيات تيجي تحمل وتورد للمطاعم في القاهرة والفنادق والقرى السياحية".

تظهر التعليقات فساد المطاعم ومصانع المنتجات الغذائية الشهيرة المستشري منذ سنوات، في استخدامهم مكونات غذائية منتهية الصلاحية، أو فاسدة لا تصلح للاستهلاك الآدمي.

موت بالآلاف

وذكرت منظمة الصحة العالمية في تقريرها عن السلامة الغذائية، أن نحو 600 مليون شخص، بما يعادل واحد من كل 10 أشخاص في العالم، يصابون بالمرض بعد تناول غذاء ملوث.

وتشير التقديرات أيضًا إلى أن نحو 420 ألف شخص يموتون سنويًا، جرّاء تناولهم أغذية ملوثة. ويتحمل الأطفال دون سن الخامسة نحو 40% من الأمراض المنقولة بالأغذية الملوثة، ويتوفى منهم 125 ألف طفل سنوياً.

نعود إلى تعليقات المنشور، حيث قال أحمد رفاعي، إنه كان يعمل في مطعم مشويات، وكان صاحب المطعم يشتري "الفراخ" الميتة ويقدمها للزبائن مشوية وطازجة.

على أن هذه الحكايات المنتشرة منذ سنوات ليست بالقليلة، إلا أنها لم تلق اهتمامًا من المسؤولين، ولا تقوم الهيئات الرقابية بدورها الكامل في الرقابة والإشراف والتأكد من سلامة الأغذية داخل المطاعم والمصانع والفنادق.

ووصل هذا الفساد إلى المخابز، حيث كتب عمر فتحي، إنه كان يعمل مساعدًا في مخبز، وكان "الصنايعي" الذي يقطع الخبز، ممسكًا بسيجارته حتى وقع العادم منها على عجين الخبز.

ينتشر هذا الفساد أيضًا في مطاعم الوجبات السريعة المشهورة، فيحكي يوسف ربيع في تعليق على المنشور، أنه كان عاملاً في أحد المطاعم المشهورة، وكانوا يستخدمون أغذية منتهية الصلاحية.

وخلال الأشهر القليلة الماضية، انتشرت الأخبار حول غلق وتشميع محال ومطاعم شهيرة بسبب استخدامها أطعمة وأغذية فاسدة وغير صالحة للاستهلاك الآدمي.

إلى جانب ذلك، انتشرت سيارات شراء زيوت الطعام المستعملة من البيوت في القرى والأرياف، لتدويرها واستخدامها مرة أخرى، منذ بداية الأزمة الاقتصادية في مصر نهاية العام الماضي، في غياب لدور الرقابة على استخدام مواد كهذه.