كيف سيتعامل الغرب مع توسعات مجموعة" بريكس"

ذات مصر

باتت مجموعة " بريكس" بمثابة تحالف اقتصادي دبلوماسي تزداد أهميته يوماً بعد يوم للتنمية في دول عديدة، فهي كيان يضم الاقتصاديات الأسرع نموا، فهل تقدم هذه المجموعة بديلا للمنظومة الغربية؟ وكيف سيتعامل الغرب معها؟

مجموعة "بريكس" منافساً لـ "مجموعة السبع"

وفقا لصحيفة “فاينانشيال تايمز” حثت الصين كتلة “بريكس” للأسواق الناشئة لتصبح منافسا لمجموعة السبع، والتي تضم الولايات المتحدة واليابان وألمانيا وفرنسا وكندا وإيطاليا وبريطانيا، فصرح مسؤول صيني رفض الكشف عن هويته أنه "إذا وسعنا بريكس لتمثل جزءا مماثلا من الناتج المحلي الإجمالي العالمي لمجموعة السبع، فإن صوتنا الجماعي في العالم سيزداد قوة".

وسبق وأن أعلنت وزيرة خارجية جنوب أفريقيا ناليدي باندور أنه من الخطأ الشديد اعتبار توسع بريكس المحتمل خطوة معادية للغرب.

وبالرغم من ذلك محتمل أن ينظر الغرب إلى انضمام السعودية ومصر والإمارات وإيران والأرجنتين وإثيوبيا لانضمامهم إلى المجموعة على أنها خطوة لاحتضان حلفاء روسيا والصين.

وأوضح الخبير الاقتصادي أحمد خطاب في تصريحات خاصة لـ "ذات مصر" أن تكتل "بريكس" سيكون ذات نفوذ دولي أقوى من مجموعة السبع (G7)، لأن الدول الداخلة فيه أكثر نموا على مستوى العالم، وذات ثقل اقتصادي أقوى ومع انضمام دول جديدة مثل مصر والسعودية والإمارات، سيصبح ثلث العالم تقريبا متجمع اقتصاديا في هذا التكتل بعمله جديدة تسمى "البريكس" مما سيقلل من الضغط على الدولار.

 ولفت “خطاب” إلى أن مجموعة "بريكس" تمتلك بنك قوى "بنك التنمية الجديد" برأس مال 50 مليار دولار، ولديه مشروعات في الدول بحوالي 31 مليار دولار، بالإضافة إلى نسبة ربحية أعلى بـ 100 نقطة من البنك الدولي، وتقترض الدول الأعضاء بشروط أقل تحكما من البنك الدولي وبدون تدخل في سياسات الدول التي تطلب قروض، وبالتالي ستحدث انفراجة كبيرة على الدول في أفريقيا خاصة مصر باعتبارها دولة محورية في أفريقيا ولها كثافة سكانية عالية وستكون مسئولة عن نقل التجارة من افريقيا إلى الدول المشاركة مثل الصين وروسيا والعكس.

قلق أوروبا من توسع مجموعة "بريكس"

أشار الخبير السياسي في جامعة شيفيلد ماثيو بيشوب في تصريحات صحفية إلى أنه “من الناحية الدبلوماسية، فإن الحرب في أوكرانيا رسمت خطا فاصلا بين روسيا المدعومة من الشرق من جهة وبين الغرب من جهة أخرى، ووفقا لذلك يشعر بعض صناع القرار السياسي في أوروبا والولايات المتحدة بالقلق من أن تصبح مجموعة بريكس بمثابة كيان اقتصادي للقوى الصاعدة التي تسعى للتأثير على النمو والتنمية في العالم، كما يشعرون بالقلق من أن تتحول إلى كيان سياسي يحدده نزعاتها القومية الاستبدادية”.

ويرى “مايهولد” أن الصين تستخدم المجموعة لتعزيز طموحاتها السياسية على الساحة العالمية، لافتاً إلى سعيها للتوسط من أجل إنهاء الحرب في أوكرانيا وإجراء تدريبات عسكرية مشتركة مع روسيا في جنوب إفريقيا.

وقال الخبير السياسي إن الغرب يراقب هذا التغيير ويسعى إلى مواجهته، وأنه خلال قمة مجموعة السبع في ألمانيا العام الماضي، طُرحت دعوة جنوب إفريقيا والهند للعمل على إنهاء الاعتقاد بأن مجموعة السبع ضد مجموعة بريكس.

كيف سيتعامل الغرب مع توسعات "بريكس"

صرح الخبير الاقتصادي أحمد خطاب لـ "ذات مصر" أنه يتوقع تغير موازين القوى الاقتصادية بانضمام مصر والسعودية والإمارات لمجموعة "بريكس"، موضحاً أن الغرب لا يستطيع أخذ أي إجراءات فأوروبا تعتمد في كل مواردها الطبيعية على افريقيا، وروسيا وتعتمد في صادراتها وواردتها على الصين.

وتابع “خطاب” قائلا،: «لن تستطيع أي دولة صنع قيود على مجموعة بريكس، فمن كان متحكم في الدول بسبب البنك الدولي سيبدأ في تقديم تنازلات لان بنك التنمية الجديد سيقدم قروضاً بشروط أسهل، مضيفاً أن كل دولة يمكن أن تقلل حجم تنافسها وسيحول العالم من عالم احادي القطبية يسوده الدولار إلى عالم يسوده الدولار، وعملات أخرى».

 وذكر الخبير الاقتصادي أن الدولار سينهار ولكن ليس دُفعة واحدة وسيكون ذلك على مراحل كما أن الضغط عليه من ثلث سكان العالم سيجعله يتراجع إلى سعره الطبيعي.

وأضاف “خطاب” أن الدول المنضمة إلى "بريكس" لديها عملات ذهبية تعطيها لعملاتها الورقية، وبالتالي سيكون موقفها الاقتصادي أقوى من دول "مجموعة السبع"، والتي تعتمد على قوة هيمنتها العسكرية وليس قوة اقتصادها، وبالتالي من يملك مخزون كبير من الذهب، والموارد الطبيعية كالغاز والبترول مثل: السعودية سيكون هو الأقوى وسيتحكم في مستقبل التجارة والصناعة في العالم.