أشهر 5 سفاحين في مصر.. حكايات الرعب من الإسكندرية إلى الصعيد

ذات مصر

"مصر بلد الأمن والأمان " مقولة طالما ارتبطت بمصر، لكن غابت عن أروقة المحروسة في فترات سوداء انتشر فيها الرعب والخوف بين المواطنين، نتيجة لظهور «سفاح» يثير الرعب في نفوس المصريين، ويبدل الإحساس بالأمن والسكينة في قلوبهم إلى فزع وعدم استقرار.

حسب تصنيف "نامبيو" العالمي لقياس معدلات الجرائم، تحتل مصر المركز الثالث عربيًا بعد دولتي ليبيا والجزائر، والـ24 عالميًا في جرائم القتل، بسبب زيادة جرائم القتل العمد 130%، والسرقة بالإكراه 350%، إضافة إلى وجود 92 ألف بلطجي في مصر، والمسجلون خطر ارتفعوا بنسبة 55%.

خلال الفترة الماضية ظهرت قصة سفاح الجيزة، والتي أثارت الرعب في نفوس المصريين، وأعادت إلى أذهانهم أسماء قتلة آخرين بقيت تثير الرعب وتذكرهم بمعاناة الضحايا، رغم انتهاء قصص هؤلاء المجرمين بتنفيذ أحكام الإعدام في حقهم.

سفاح الجيزة

"قذافي فراج عبد العاطي"، اسم لم يعرف الشهرة سوى قبل أيام، وعرف بـ"سفاح الجيزة"، الشاب المولود بمحافظة الجيزة، تخرج من كلية الحقوق ولم يعمل بالمحاماة وعمل بالتجارة والأعمال الحرة وكان يمتلك سلسلة مكتبات ومصنع للعب الأطفال، لكنه تحول إلى سفاح بعد قتله 4 أشخاص في الفترة من 2015 حتى 2018

الضحية الأولي لسفاح الجيزة هو صديقه المقرب، "رضا" كان يعمل مهندس في السعودية، أرسل لـ "فراج" مدخراته لاستثمارها بـ توكيل رسمي، وفي 2015 عاد رضا ليتقاسم المال مع القذافي صديق العمر ومحل الثقة والأمانة؛ ولكن تهرب منه القذافي ورفض رد المال لصديقه، وقام بإنهاء حياته بالسم ودفنه في حفرة بمنزله.

أما الضحية الثانية للقذافي كانت زوجته فاطمة، والتي استولت على 400 ألف جنيه من أمواله، كنوع من التأمين منعًا له أن يتزوج عليها، وبعد مُحاولات لإعادة الأموال والود بينهما، رفضت فاطمة إعادة الـ 400 ألف له، فقرر دفنها داخل منزله وبجوارها مصوغاتها كاملة

"نادين" شقيقة زوجته فاطمة هي الضحية الثالثة للسفاح، وكانت تعمل في إحدى المكتبات التي استولى عليها قذافي من صديقة رضا، ووقفت عائقا أمام زواجه من شقيقتها، وهددته بفضح أمره أمام أسرتها حال قراره بإكمال الزواج ليستدرجها لمنزله ويتخلص منها بنفس الطريقة، ودفنها بجوار صديقه وزوجته.

المتهم أوهم أسرة نادين أن ابنتهم على علاقة بمخرج سينمائي، لأنها كانت تعشق الفن والتمثيل، وهربت إلى إحدى الدول العربية، وذلك جعل الأسرة تتكتم على الأمر حتى لا يتم تحرير محضر بتغيب ابنتهم، في ذلك الوقت انتحل القذافي شخصية ضحيته الأولى المهندس رضا، وباع كل أملاكه وعقاراته التي استولى عليها وتوجه إلى الإسكندرية، وهناك واصل ارتكاب جرائمه.

بعد سفره لمدينة الإسكندرية تعرف علي ضحيته الأخيرة "ياسمين نصر إبراهيم" بعد اكتشافها لعملية النصب والاحتيال التي نفذها ضدها، ليقوم بخنقها، بعد أن اشترك مع خطيبها في بيع شقة تملكها وتقاسموا المبلغ بينهما دون إعطائها أي شيء من الأموال.

وتخلص المتهم  من الضحية من خلال استدراجها إلى مخزن بمنطقة "العصافرة" وخنقها حتى فارقت الحياة، ثم دفنها داخل إحدى الغرف في المخزن.

وعقب ارتكاب جريمته ألقت قوات الأمن القبض على قذافي نتيجة لظهور شريط لإحدى كاميرات المراقبة وهو يسرق محل ذهب يمتلكه والد زوجته الخامسة، وهي طبيبة صيدلانية، وكشف الفيديو أن الأسرة تعرفت على المتهم وأبلغوا الشرطة، ليلقى القبض عليه وفي نفس الوقت كانت أسرة رضا لم تتوقف عن السؤال عنه وكلفت محامي للبحث عنه. 

وصلت معلومة لمحامي الأسرة بصدور حكم قضائي صدر ضد المهندس رضا، وعندما ذهبت الأسرة لمقابلته في السجن بالإسكندرية اتضح أن الشخص المحبوس باسم المهندس رضا، هو قذافي فراج فتقدمت أسرة المهندس بالإبلاغ للتحقيق، وفتح التحقيق من جديد في بلاغ التغيب الخاص بالمهندس رضا.

وبمواجهة القذافي، بجميع المعلومات اعترف بكافة الجرائم التي ارتكبها، و في 14 مارس 2023، لتصدر ضده أحكامًا بالإعدام، لكنه قدم طعنين حتى الآن في محكمة النقض، والتي تستعد لمناقشة القضية من جديد، وإصدار حكمها النهائي في القضية.

ريا وسكينة

 ريا وسكينة علي همام، أختان تعدان أشهر سفاحتين في مصر وتحديدًا الإسكندرية، من خلال استدراج النساء وقتلهن من أجل السرقة في الفترة ما بين ديسمبر 1919 ونوفمبر 1920، مما تسبب في خلق حالة من الذعر في مدينة الإسكندرية، جاءوا برفقة شقيقهن الأكبر "أبو العلا" من صعيد مصر إلى مركز كفر الزيات في محافظة الغربية ثم إلى مدينة الإسكندرية واستقروا بها.

وبدأت الشقيقتان في العمل في الأعمال غير المشروعة مثل تسهيل تعاطي المخدرات والخمور عن طريق فتح محالات سرية، لكنهم لم يكتفوا بذلك وعملوا على استدراج النساء وقتلهن بهدف سرقة مصوغاتهن الذهبية ودفنهن في نفس البيت، بالاشتراك مع "محمد عبد العال" زوج سكينة، و"حسب الله سعيد مرعي" زوج ريا.

ومع الوقت انتشرت الشائعات بين سكان المنطقة التي يسكنون بها، نتيجة لتصرفاتهم المريبة وحياتهم الشاذة غير المشروعة التي عاشوها، مما دفع رجال الأمن وقتها لتتبع المتهمين الأربعة، وبالفعل انتهت قصتهما بالقبض عليهما وإعدامهم.

خط الصعيد

"محمد منصور" خط الصعيد، هو واحد من أشهر السفاحين في مصر، من محافظة أسيوط، ولد سنة 1907، قدر في وقت من الأوقات أن ينشر الرعب والخوف في نفوس الناس، حتى أنه تحدى الشرطة، وكان يسرق ويقتل في عز الضهر، دون أي خوف.

 بدأت أسطورته بخناقه بسيطة مع أحد الرجال، اسمه "طوسون" من عيله "حميد" ونتج عنها قتل واحد من عيلة حميد وبدأت قصة المجرم ، وعندما فقدت عيلة حميد الأمل في إجاد منصور، لأنه هرب إلى الجبل، فأخذوا الثأر من اثنين من أشقائه، ليواصل جرائمه التي أشاعت الرعب في الصعيد.

ولأن كل شيء له نهاية، كانت نهاية السفاح في سنة 1947 بعدما خطف طفل وطلب من أسرته فدية مقابل إطلاق صراحه، وبلغ العمدة رجال الشرطة، التي طلبت منه مسايرته لكي يتمكنوا من القبض عليه، ونجحت قوات الأمن حينها في إعداد كمين له، ودارت معركة نارية بينهم انتهت بمقتله.

سفاح كرموز

في منطقة كرموز في محافظة الإسكندرية، اشتهر الشاب “سعد إسكندر عبدالمسيح”، بوسامته، والتي كانت العامل الرئيسي الذي أوقع به ضحاياه من النساء، 5 سنوات من الرعب والعذاب، في الفترة من 1948 حتى 1953 كانت تخشى السيدات والفتيات الخروج في الشارع خوفًا من سيرة السفاح الذي يستهدف الإناث الجميلات.

كان يوقع السفاح ضحيته بغمزة عين ونظرة إعجاب، ولاحظت الشرطة اختفاء الفتيات بمعدل فتاة كل أربعة أو خمسة أيام، دون وجود أي أثر لهم، مما أثار هذا الموضوع الرأي العام كله، وانتشر الرعب شهورا في شوارع "كرموز" خاصة أن تلك الأحداث مشابهه لأخري كانت تتكرر على يد السفاحتين الشهيرتين "ريا وسكينة".

وجاءت نهايته في عام 1953 بعد أن تمكنت الشرطة من القبض عليه بعد 5 سنوات من الرعب والقلق والهيستريا التي فعلها بين أهالي كرموز، تردد أنه قتل 19 سيدة وفتاة لكنه تمت محاكمته عن 4 جرائم لسيدتين ورجلين، وحكم عليه بالإعدام بعدما حكم عليه مرتين بالمؤبد.

التوربيني سفاح الأطفال

"رمضان عبد الرحيم منصور" الشهير بـ"التوربيني" زعيم عصابة خطف الأطفال واغتصابهم ثم قتلهم، قتل ما يزيد عن 32 طفلًا بعد اغتصابهم بالاشتراك مع "محمد عبد العزيز" وشهرته "السويسي" 17 سنه وبعض المساعدين الآخرين، وقد وصل عدد من قاموا باغتصابهم وقتلهم 24 طفلًا خلال الفترة من مايو 2004 وحتى نوفمبر2007

كانت بداية الكشف عن هذه العصابة في يوم الاثنين الموافق 27 نوفمبر 2006. عندما عثر عدد من العاملين بمحطة مترو أنفاق "شبرا الخيمة" على جثة طفل داخل سرداب أسفل المحطة، وأبلغوا مدير مباحث القليوبية التي ذهب لمكان الحادث للمعاينة، بعد وقت من المعاينة كشفت أن الجثة هي هيكل عظمي لطفل.

بعد فترة من العثور على الجثة الأولي، عُثر علي جثة الطفل محمد إبراهيم سالم 14 سنة علي شريط السكة الحديد في الإسكندرية وكشفت التحريات أن الجثة ألقيت من فوق أحد القطارات، وجاء ذلك مع العثور علي جثة لطفل ثالث ألقي من فوق صهاريج السولار بمحطة السكة الحديد في طنطا.

طلب وزير الداخلية في هذا الوقت تشكيل فريق بحث من ضباط الإدارة العامة للأحداث بوزارة الداخلية وتوصل رجال المباحث إلي أن وراء قتل هؤلاء الأطفال عصابة تتكون من عدد من الأطفال، أُلقي القبض علي أول متهم في هذه العصابة ويُدعى أحمد سمير عبد المنعم في منطقة شبرا الخيمة بالقليوبية، واعترف أنه ينتمي لعصابة قتل أطفال الشوارع.

أصدرت محكمة جنايات طنطا حكمها بإعدام "التوربيني" ومساعده فرج محمد السيد الشهيربـ "حباطة"  واثنين من المتهمين، بعد إدانتهما بالقتل وهتك العرض كما قضت بمعاقبة مؤمن عبد المنعم شحاته وشهرته" مؤمن الجزار" بالسجن المشدد 25 عاما وكذلك معاقبة ثلاثة متهمين آخرين بالسجن المشدد 15 عاما وهم ،محمد شعبان وشهرته "السويسي" - وسمير عبد المنعم وشهرته "بوقو" - وحمادة معروف وشهرته "بزازة" كما قضت المحكمة بإحالة المتهم إبراهيم شعيشع لمحكمة الأحداث بسبب صغر سنه.

قضت محكمة النقض بتأييد الحكم الصادر بالإعدام ضد "التوربيني" ومساعده فرج محمود السيد بالإعدام شنقا في 26 يناير 2009 وجرى تنفيذ حكم الإعدام فيهم يوم 16 ديسمبر2010