كيف سيؤثر الملء الرابع لسد النهضة على الحياة في مصر؟

ذات مصر

يعتبر سد النهضة أحد أهم المشروعات التنموية في إفريقيا، حيث يهدف إلى توليد الطاقة الكهرومائية، وتوفير مياه للري، وتحسين الأمن المائي لإثيوبيا.

وعلى الرغم من أهمية السد، إلا أنه يثير مخاوف لدى مصر والسودان، اللتين تعتمدان على مياه النيل في الزراعة والشرب والصناعة.

وتعد مصر أكبر دولة مستهلكة لمياه النيل، حيث تحصل على حوالي 55.5 مليار متر مكعب من مياه النيل سنويًا، أي ما يعادل 80٪ من حصتها المائية التاريخية.

أما السودان، فتحصل على حوالي 18.5 مليار متر مكعب من مياه النيل سنويًا، أي ما يعادل 20٪ من حصتها المائية التاريخية.

أثر الملء الرابع لسد النهضة على المياه المصرية

من المتوقع أن يؤدي الملء الرابع لسد النهضة إلى نقص كمية المياه التي تصل إلى مصر بنسبة تتراوح بين 11 إلى 19 مليار متر مكعب سنويًا.

ويرجع هذا النقص إلى أن السد سيحتجز كميات كبيرة من المياه في بحيرة السد، مما سيؤدي إلى انخفاض منسوب المياه في نهر النيل.

وهذا النقص في المياه سيكون له آثار سلبية على مصر في مجالات عديدة مثل التأثير على الزراعة و انخفاض إنتاج المحاصيل الزراعية، وبالتالي ارتفاع أسعار الغذاء في مصر، والتأثير على إمدادات المياه للشرب، ووالتأثير علي الاستخدام المنزلي.

وقال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، إن الملء الرابع لسد النهضة سيؤدي إلى نقص كمية المياه التي تصل إلى مصر بنسبة 15٪، أي ما يعادل 8 مليارات متر مكعب.

وأضاف شراقي أن هذا النقص سيؤثر على الزراعة بشكل كبير، حيث سيؤدي إلى انخفاض إنتاج محاصيل القمح والذرة والأرز، وبالتالي ارتفاع أسعار الغذاء في مصر.

إجراءات مصر للتخفيف من آثار الملء الرابع لسد النهضة

تدرك الحكومة المصرية خطورة الآثار السلبية للملء الرابع لسد النهضة، ولذلك تتخذ العديد من الإجراءات للتخفيف من هذه الآثار، ومنها:

زيادة كفاءة استخدام المياه، إذ تعمل مصر على زيادة كفاءة استخدام المياه في الزراعة والصناعة والمنازل، من خلال تنفيذ برامج ومشاريع لتحسين الري، وترشيد استخدام المياه في الصناعة والمنازل، كما تعمل على تطوير مصادر بديلة للمياه، مثل تحلية المياه، وإعادة استخدام المياه المعالجة، والتعاون مع الدول الإقليمية الأخري مثل السودان، لتنسيق استغلال مياه النيل.