إعصار يقتل 25 ليبيا يتجه صوب الحدود المصرية

ذات مصر

أعلنت الحكومة المكلفة من البرلمان الليبي مدينة «درنة» منطقة منكوبة، بعدما ضربتها العاصفة «دانيال» القادمة من اليونان، والتي طالت تأثيراتها باقي المناطق والمدن في شرق البلاد، حيث بلغت ذروتها أمس الأحد وأسفرت عن وفاة 25 شخصا.

وفي ظل هطول الأمطار بغزارة غير مسبوقة في هذا الوقت من العام، اندفعت المياه بقوة في مجرى وادي درنة، الذي يصب في مياه البحر المتوسط، فيما أكدت مصادر محلية عدم تضرر السدين الرئيسيين اللذين يحميان المدينة من السيول.

السيول

وبجانب تعرض حياة المواطنين للخطر نتيجة حصارهم من السيول، فإن الأوضاع الحالية تهدد المعالم الرئيسية في درنة، خاصة ضريح الصحابة ومسجدها، وشلال درنة، وهو أكبر المعالم السياحية للمدينة.

وسبق أن أعلنت مديرية أمن درنة فرض حظر تجوال في المدينة بدءًا من الساعة السابعة مساء الأحد إلى الثامنة صباح الإثنين، كما وجهت بإخلاء السكان بالمناطق القريبة من شاطئ البحر والأودية، وأماكن صرف مياه الأمطار حرصًا على سلامتهم.

الوضع في البيضاء

ولم يكن الوضع أقل صعوبة في البيضاء، إذ غمرت المياه عدد من البيوت والمرافق الحيوية، ومنها مركز البيضاء الطبي، حيث حاول العاملون فيه نزح المياه، التي تسببت في انهيار سور المركز الجانبي.

وأعلن عميد بلدية البيضاء «صفي الدين هيبة»، خروج الأوضاع عن السيطرة، داعيًا كافة السلطات في ليبيا، بالتدخل العاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، كما طالب المواطنين بالبقاء داخل منازلهم وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى.

وبالتزامن مع ذلك، قال الجيش الوطني الليبي إن الاتصال انقطع مع خمسة جنود وآلية خلال عمليات الإنقاذ في البيضاء، كما فقد جهاز الإسعاف سيارتين جراء سيول المدينة.

وكانت أثار العاصفة "دانيال" أقل إلى حد ما في بنغازي، حيث شاركت فرق أهلية في مواجهة أضرار السيول، إلا أن الوضع في المناطق القريبة من الساحل ظل صعبًا، حيث غمرتها المياه بالكامل، فيما طرحت تساؤلات حول مدى قدرة سد "وادي قطارة"، الذي يبعد 33 كيلومترا فقط عن شرق بنغازي، على تحمل ضغط المياه الكبير، إذ تتجمع عنده كل سيول الجبل الأخضر.

السيول تحاصر مواطنين

تراوحت سرعة الرياح بين 120 و180 كيلومترا على مناطق بنغازي والمرج والبيضاء وشحات ودرنة وطبرق، أذ خرجت استغاثات من البيضاء وشحات ومنطقة "بطة" لإنقاذ مواطنين عالقين وسط السيول.

كل سيول الجبل الأخضر تصب فيه سد وادي قطارة على بعد 33 كيلومترا فقط شرقي بنغازي، يعني في أي لحظة بنغازي تغرق.

العاصفة تتجه إلى مصر

وقال مدير مكتب بالمركز الوطني للأرصاد الجوية، محيي الدين علي، إن آثار المنخفض الجوي المصاحب للعاصفة دانيال بدأ في التراجع اليوم الإثنين، على أن يختفي تماما غدا الثلاثاء، وذلك في ظل انتقال العاصفة إلى واحة الجغبوب في أقصى شرق البلاد، ثم إلى المناطق الحدودية في مصر.