حظر "التربية والتعليم" النقاب في المدارس: انتهاك الحرية الشخصية أم حماية للطالبات؟

ذات مصر

في خطوة مفاجئة، أصدرت وزارة التربية والتعليم والتعليم ، يوم أمس الاثنين 11 سبتمبر 2023، قرارًا بحظر ارتداء النقاب في المدارس، سواء كانت حكومية أو خاصة. وجاء القرار في قرار أصدره الدكتور رضا حجازي، وزير التربية والتعليم، إلى جميع مديريات التربية والتعليم بالمحافظات.

وجاء في القرار أن "ارتداء النقاب في المدارس يخالف المادة 148 من قانون التعليم، التي تنص على أن يلتزم الطالب والطالبات بالزي المدرسي المخصص لكل مرحلة تعليمية، ولا يجوز ارتداء أي زي يخالف ذلك".

وأضاف القرار أن "ارتداء النقاب قد يشكل خطرًا على سلامة الطالبات، حيث قد يعرقل عملية التنفس أو الرؤية، وقد يؤدي إلى وقوع حوادث".

وأكدت وزارة التربية والتعليم أن القرار جاء بعد دراسة متأنية لكافة الجوانب المتعلقة به، بما في ذلك الناحية الدينية والاجتماعية.

وقالت الوزارة في بيان لها إن "القرار لا يستهدف أي فئة دينية معينة، وإنما يهدف إلى الحفاظ على سلامة الجميع، وضمان توفير بيئة تعليمية مناسبة لجميع الطلاب".

وأضافت الوزارة أنها تحترم الحريات الدينية، وأنها تحرص على توفير بيئة تعليمية تحترم جميع المعتقدات.

وقد أثار القرار جدلًا واسعًا في مصر، بين مؤيد ومعارض، فقد اعتبر المؤيدون أن القرار خطوة إيجابية، وأنه يهدف إلى الحفاظ على سلامة الطالبات، وحماية الهوية المصرية.

بينما اعتبر المعارضون أن القرار يمثل انتهاكًا للحريات الدينية، وأنه يستهدف المسلمات بشكل خاص. كما اعتبروا أنه قد يؤدي إلى مزيد من العزلة الاجتماعية للفتيات المحجبات.

موقف ائتلاف أولياء أمور مصر

أيدت داليا الحزاوي، مؤسس ائتلاف أولياء أمور مصر، واستشاري صحة نفسية وإرشاد أسري، قرار وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني في حق الطالبات في إختيار إرتداء الحجاب دون اجبارهن من قبل إدارة المدرسة كما كان يحدث سابقًا، وأن يكون الاختيار في يد ولي الأمر فقط ذلك أمر جيد.

وأكدت على أن هذا القرار طال انتظاره لقفل الباب أمام تعنت بعض المدارس في هذا الشأن.

وأوضحت الحزاوي في تصريحات خاصة “لذات مصر” أن الوزارة تركت الحجاب لولي الأمر لأنه "فرض من الله على المسلمات" ولم تقر الوزارة الحجاب في المدارس نظرا لشكوي بعض أولياء الأمور من وجوب الحجاب في الزي المدرسي وإعتبروه تشددًا.

وأضافت الحزاوي : أن حظر النقاب بالمدارس للطالبات من ضمن تعليمات وزارة التربية والتعليم يعد قرار جريء وفي محله، فالنقاب يعمل على إخفاء الهوية ويمكن أن يتم استغلاله من بعض الطالبات في الغش سواء بارتداء السماعات أو حتى حضور الامتحان بأشخاص آخرين.

كما أن العملية التعليمية تتطلب التواصل التعبيري بين المعلم والطالبة، إذ ترى أن تعبيرات الوجه لا غني عنها.

وقالت إن بعض أولياء الأمور  في بعض المناطق يحتاجوا عقد ندوات أو نشرات لتعريفهم الهدف من هذا القرار، وترى من وجهة نظرها أن النقاب ليس فرضًا، وقد يصبح وسيلة يستغله البعض في الأفعال غير المنضبطة وأن الأخلاق والتربية السليمة للطالبات هي الاساس وليس النقاب والحجاب.

ودعت داليا إلي التربية السليمة للطالبات وبث روح التسامح والمحبة وأساسيات التعامل الإسلامي الصحيح، وإعادة مادة التربية الدينية وجعلها في المجموع ومادة أساسية وعودة الدور التربوي للمدرسة.

موقف المجتمع المصري

ومن جهة أخرى أعربت العديد من الطالبات عن رفضهن للقرار، حيث اعتبرنه انتهاكًا لحقهن في ارتداء ما يرغبن فيه،  ورفضن الاتهامات الموجهة إليهن بن حجابهن  يهددن الأمن القومي أو الهوية الوطنية.

قالت إحدى الطالبات، التي رفضت الكشف عن اسمها، لـ"ذات مصر": "أنا بلبس النقاب باختياري، مش بلبسه عشان أخوف حد أو أؤذي حد. أنا بلبسه عشان أنا مقتنعة بيه".

وأضافت: "قرار منع ارتداء النقاب ده ظلم كبير لينا، إحنا طالبات في بلدنا، ومن حقنا نلبس اللي نحبه".

قالت نورهان، طالبة في الصف الثالث الثانوي، إنها تعارض قرار منع ارتداء النقاب في المدارس. وقالت: "أنا أرى أن هذا القرار ينتهك الحرية الشخصية للطالبات، كل طالبة يجب أن تختار ما ترتديه دون تدخل من أحد".

ردود أفعال مواقع التواصل الاجتماعي على قرار منع ارتداء النقاب في المدارس

أثار قرار وزارة التربية والتعليم المصرية بمنع ارتداء النقاب في المدارس ردود فعل متباينة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أعرب العديد من المستخدمين عن رفضهم للقرار، بينما أعرب القيل عن تأييد قرار الوزارة.

وكتب أحد المستخدمين على تويتر: "القرار تمييزي ويحرم الطالبات المحجبات من حقهن في التعليم. يجب السماح للطالبات بارتداء ما يرغبن فيه، طالما أنه لا يؤثر على العملية التعليمية."

وكتبت آخرى على منصة أكس: "نحن في طريقة طمس الهوية الإسلامية، لم يكن حظر النقاب في المدرس هو البداية وإنما هم في منتصف الطريق، وما بعد حظر النقاب هو تدريس الثقافة الجنسية في المدرس إلي أن نصل طمس كلي للدين و الهوية الإسلامية أما بخصوص سكوت المسلمين ف الفيديو دا يختص  الموضوع.

وكتبت أخرى على فيسبوك: "القرار سيؤدي إلى مزيد من الانقسام في المجتمع المصري. يجب على الدولة أن تعمل على تعزيز التماسك الاجتماعي."

بينما دون أحد المستخدمين على أكس قائلا: "القرار صائب، حيث يمكن استخدام النقاب للتستر على الأنشطة الإرهابية، يجب على الدولة أن تحمي أبنائها من أي خطر محتم."

ومن المتوقع أن يكون لقرار وزارة التربية والتعليم آثارًا متباينة على المجتمع المصري.