سبوبة الـ«الأبلكيشن» فى الجامعات الخاصة.. أرباح بالملايين من النصب على الطلاب

ذات مصر

بعد انتهاء دفعة الثانوية العامة من رحلتهم في المدارس، يبدأ الطلاب مع أولياء أمورهم البحث عن جامعة خاصة بعد فشلهم في الحصول على مجموع يؤهلهم إلى تحقيق حلمهم بالالتحاق بإحدى كليات القمة، أو إحدى الكليات المرموقة.

رحلة البحث عن «جامعة خاصة» مناسبة ليست سهلة أبدًا، فأولياء الأمور بعد الاطلاع على قيمة المصروفات يعتقدون أنها نهائية لكنهم يفاجئون فور التقدم بمطالبتهم بملء «أبلكيشن» برسوم مادية إضافية لا تسترد أو تخصم من المصاريف.

المبالغ المقررة تختلف من جامعة إلى أخرى، فالجامعات غير المعروفة تحدد القيمة بـ500 جنيه، في حين تطالب جامعات أخرى أولياء الأمور بدفع أرقام تصل إلى 7 آلاف جنيه بسبب شهرتها بين أولياء الأمور، ما يمكنها من جنى ملايين الجنيهات.

الجامعات الخاصة في مصر

يوجد في مصر 25 جامعة خاصة معتمدة لدى وزارة التعليم العالي، فضلًا عن الجامعات العاملة باتفاقات دولية وهي الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وجامعة سنجور، وجامعة برلين التكنولوجية بالجونة، والجامعة العربية المفتوحة بالقاهرة، جامعة اسلسكا مصر.

 ويعد التنسيق الخاص بها للقبول في الكليات المختلفة أقل من الجامعات الحكومية، واتجهت أنظار الكثير من الطلبة إلى الجامعات الخاصة، باعتبارها الحل الوحيد بالنسبة لهم للالتحاق بالكليات التي يرغبون فيها بعد فشلهم في الحصول على المجاميع المحددة من وزارة التعليم العالي.

لا يدري أولياء الأمور بالفخ الذي يسقطون فيه، فمصاريف الجامعات لا تقتصر على الرسوم السنوية المقررة بل يضاف إليها العديد من الرسوم تبدأ بـ«الأبلكيشن»، ثم رسم لإجراء اختبارات معينة، ورسم للكشف الطبي، كل هذا أصلًا قبل ضمان الالتحاق النهائي بالجامعة.

الرسوم المفروضة تتعارض مع قرار مجلس الجامعات الخاصة العام الدراسي الماضي، بعدم تحصيل رسوم للتسجيل، والاكتفاء برسوم القيد التي تسدد عند القبول، مشددًا على أحقية الطالب في استرداد رسوم الابلكيشن في حالة عدم قبوله بالجامعة المقدم فيها.

سبوبة الـ«الأبلكيشن»

تروي نيللي حسن، طالبة بإحدى الجامعات الخاصة، أنها فوجئت في بداية تقديمها لإحدى الجامعات الخاصة في مدينة 6 أكتوبر بمطالبتها بدفع الـ1500 جنيه لملء الأبلكيشن، وعند سؤالها عن استرداد الأموال بعد القبول كانت الإجابة «لأ».

تضيف نيللي لـ«ذات مصر»، أن والدتها والعديد من أولياء الأمور اضطروا للدفع على أمل الانضمام خصوصًا أن المبلغ لم يكن كبيرًا مقارنة بجامعات أخرى، على أمل ألا تطالبهم الجامعة برسوم أخرى.

وذكرت أن بعض زملائها الذين دفعوا رسوم الأبلكيشن خلال التقديم لم يحالفهم الحظ بالانضمام إلى الجامعة، وأنهم بعد إخبارهم بعدم قبولهم طالبوا باسترداد أموالهم لكن الإدارة أخبرتهم أن أموال الأبلكيشن غير مستردة.

وقالت إسلام محمد، إنها بعد رحلة الثانوية رغبت في الالتحاق بكلية علوم لكن مجموعها كان أقل كثيرًا لتجد ضالتها في الجامعات الخاصة التي يكون مجموعها أقل، مشيرةً إلى أن إحدى الجامعات حددت الالتحاق حينها بـ70% كحد أدنى لتسارع بالتقديم إليها.

وأضافت أنه دفعت في البداية رسوم الأبلكيشن المقدرة بألفي جنيه، وأجرت الاختبارات اللازمة والتي قدرت بأكثر من 3 آلاف جنيه على أمل الالتحاق بالكلية لكن فوجئت بعدم قبولها بالجامعة بدعوى أن الحد الأدنى أصبح 75% بسبب كثافة المقدمين، مشيرةً إلى أنه طالبت الجامعة باسترداد الأموال التي أخبرتها لترفض الجامعة بدعوى أنها أموال غير مستردة.

أما نوران رزق، فأوضحت أنها دفعت 4 آلاف جنيه لملء الأبلكيشن في الجامعة لكنها خصمت من المصاريف النهائية، مبينةً أن بعض الجامعات والمدارس الخاصة لا ترد الأموال المدفوعة في حالة عدم القبول.

رسوم إضافية

وفي إطار طرق استغلال الإضافية في معظم الجامعات، تجبر الإدارة الطالب بدفع مبالغ تتراوح بين ألف إلى 4 آلاف جنيه، رسوم امتحان تحديد المستوى في اللغة الإنجليزية ومهارات الحاسب الآلي للالتحاق بالمستوى المناسب، فضلًا عن رسوم  الكشف الطبي والخدمات الطلابية التي تتراوح بين 500 إلى ألفي جنيه، بحسب رنا أحمد، طالبة بجامعة أكتوبر الخاصة.

وفق «رنا» لا يقتصر الاستغلال في الجامعات الخاصة على تلك الرسوم فقط لكنه يمتد بطلبات غريبة من الجامعات لإتمام الشيتات المطلوبة والتي تكلف الأسر أموالًا طائلة، مبينةً أن الأزمة لا تنتهي في العام الأول للدراسة لكنه يمتد إلى الأعوام التالية بأساليب أخرى.

وبينت أسماء ربيع، أن الاستغلال في الجامعة لا يقتصر على وجود الطالب داخل المدرسة لكنه يمتد حتى في حال رغبة الطالب في الالتحاق بجامعة أخرى، فيطلب منه دفع رسوم تتراوح بين 500 إلى ألفي جنيه لسحب الملف من الجامعة.

 

إلى هنا لا يتوقف الحد من استغلال الطلاب وأسرهم ماديًا، فالمشاهد الأخيرة لا بد أن يدفع فيها الطالب آلاف الجنيهات للمشاركة في حفلات التخرج بعد انتهاء الدراسة، وتستعين بعض الجماعات بمطربين معروفين لزيادة الأموال المحصلة منهم، وبعضهم ينظم حفلتين لجنى أكبر قدر من الأرباح.

حفلات التخرج أصبحت «موضة»، تحرج أهالي الطلبة مع أبنائهم، لعدم قدرتهم على دفع المبلغ الذي يبدأ من 2000 جنيه فيما أكثر، رغم الانتقادات التي توجه للجامعات من إقرار رسوم كبيرة على الطلاب للحضور، وأيضًا لوجود مرافقين لهم في الحفلة.

وقال طلاب: «كانت معاناة الأهالي تقتصر في بداية العام على الرسوم المدرسية والجامعية، وجاءت تكاليف حفلات التخرج لتزيد من العبء المادي على الأسر، فقد يضطر الكثير من أولياء الأمور للاقتراض، للتمكن من الخروج من هذا المأزق المحرج أمام أبنائهم».

وتساءلوا «أين ذهبت احتفالات الجامعات المصغرة، التي كانت تقتصر على القاعات الخاصة بالجامعة فقط وكيف لطلاب أو طالبات دفع تكاليف مثل هذه الحفلات الكبيرة؟».