74 شابًا ضحية إعصار «دانيال».. فاجعة قرية الشريف تهز مصر

ذات مصر

لم يتخيل حسن حينما دخل مخدعه أن يستيقظ على نبأ يخرط قلبه، حينما علم بمصرع أصدقائه الثلاثة في ليبيا في أعقاب إعصار دانيال الذي ضرب مدينة درنة الساحلية، الأحد والاثنين الماضي.

شغلت قرية الشريف التابعة لمركز ببا في محافظة بني سويف، الرأي العام المصري اليومين الماضيين بسبب الفاجعة الكبرى التي تعرضت لها، إذ توفى 75 شاباً منها في إعصار درنة، وما زال عشرات في عداد المفقودين.

تركوا أطفالا صغارا 

قال حسين، في عقده الرابع، في حديثه لـ"ذات مصر" إنه تربى مع أصدقائه الثلاثة محمود وحسن وعبد الرحمن رجب عبد الفتاح، الذين لقوا مصرعهم في ليبيا، وكان ينتظر كل عام أو اثنين حينما ينزلون إلى القرية في إجازة، وأكثر ما يحز في نفسه أن المفقودين الثلاثة تركوا وراءهم أطفالا صغارا.

صباح الأربعاء، تجمع أهالي القرية لاستقبال جثامين 74 شابًا من أبنائهم بعد وصولهم من القرية الليبية المنكوبة،  وعلى قارعة الطريق كان الموكب مهيبا، إذ تمر سيارات الإسعاف والنساء يبكين قبل أن تصل الجثامين إلى مثواها الأخير.

حتى الآن وصل عدد الضحايا في ليبيا إلى 5400 قتيل وعشرات الآلاف المفقودين بين الأنقاض، ولا يزال البحث جاري عن الأحياء.

عائلة تفقد 14 شخصاً في ليبيا

وفي سياق متصل، صرح رامي الضبع، أحد أبناء قرية الشريف، الذي فقد 14 فردًا من أسرته في إعصار دانيال، بأن قرية الشريف  تشهد وجود حوالي 2500 شاب يعملون في مدينة درنة الليبية.

وأوضح رامي خلال مداخلة هاتفية في برنامج "يحدث في مصر" الذي يقدمه الإعلامي شريف عامر ويعرض على قناة "إم بي سي مصر"، في مساء الأربعاء، أن أهالي القرية كانوا يتواصلون يوميًا مع أبنائهم في ليبيا، ولكن توقفت جميع وسائل الاتصال بعد وقوع الإعصار في الساعات الأولى من صباح الاثنين.

وأكمل: هذا الأمر أثار القلق والخوف بين الأهالي حتى وصلتهم أخبار اجتياح العاصفة لليبيا، وأكد رامي أن السكان كانوا نائمين خلال وقوع الإعصار الذي أدى إلى دمار تام للمنازل وإصابة سكانها.

وأشار إلى أن حالة الحزن تسود في كل منزل بالقرية، وأن الأهالي في حالة يرثى لها. وعبر عن أمنيته بعدم ارتفاع عدد الضحايا، وذلك بعد أن تم تشييع ما لا يقل عن 74 جثمانًا في القرية.

وصرح عبد الباسط عبد الصمد، شيخ البلد في قرية الشريف وأحد أقارب ضحايا الإعصار، بأن بين الضحايا أشقاء وأبناء عمومة، وجميعهم ينتمون إلى عائلة واحدة. وأشار إلى أنه تمت استعادة جثامينهم وتسليمها إلى أهلهم ليتم دفنها في مقابر القرية في مسقط رأسهم.

وأوضح أيضًا أن قرية الشريف تابعة للوحدة المحلية في قرية قمبش، التي تقع في مركز ببا بمحافظة بني سويف. ويبلغ عدد سكان القرية أكثر من 10 آلاف نسمة، ويوجد حوالي 3 آلاف شباب يعملون في مجالات المعمار والزراعة في ليبيا.

ولم تكن قرية الشريف الوحيدة التي فقدت أبناءها في ليبيا، فمن الفيوم لقي 3 مصرعهم، وفي المنيا 4 لقوا مصرعهم و17 مفقوداً، وغيرهم في محافظات أخرى، جمع بينهم البحث عن لقمة العيش وعن الرزق الحلال في بلد يشهد انقساما وصراعات أهلية وحربا مع تنظيم إرهابي من أجل العودة إلى بلدهم للعيش في حياة ميسورة، لكنهم ماتوا في الغربة وعادوا إلى مثواهم الأخير في توابيت.