هلال عبدالحميد يكتب: لماذا يحب المعلمون زهران وتكرهه الحكومة؟!!

ذات مصر

ذهبت إليه ليلًا إلى سجن العاشر ٦ الجديد بعد علمي بالافراج عنه، اصطحبته من أمام السجن لبيته بالمطريه، كانت حالته صعبة للغاية، لكننا كنا فرحين بخروجه.

الدكتور محمد زهران معلم مصري، نموذج للمواطن المصري المهموم بقضايا مواطنيه، عرفته مع ثورة ٢٥ يناير، عندما كنا نأتي مجموعة من أسيوط وعلى رأسهم النشيطان عبدالناصر الزيني وبدوي إبراهيم ، وكنا ننضم لزهران في اعتصامه أمام مجلس الوزراء مطالبًا بحقوق المعلمين ، زهران لم يعرفني بشكل شخصي إلا من بضعة أشهر.

زهران يدافع عن مهنة التعليم، وعن المعلمين، وهو بسيط، ولا يمتلك من متاع الدنيا إلا مرتبه المتواضع، ولكنه إذا سمع عن معلم مريض في أسوان يقتطع من مرتبه هذا جزءًا ويسافر إليه ، ويركب أقل المواصلات تكلفة .

يفهم زهران  قضايا التعليم والمعلمين عن ظهر قلب، ويعرف علاجًا لمشكلاته ومشكلاتهم .

تناول زهران  قضية التابلت والمليارات التي انفقت عليه من وزير التعليم السابق  دون إعداد البنية التحتية وذكر أرقامًا محددًة  وفسادًا وأدلة وتوجه للنيابة ليقدم مستنداته، فتم حبسه ١٥ شهرًامن أجل عيون الوزير.

رفع زهران قضية لإلغاء الحراسة عن النقابة ورفع الوصاية عنها، وإزالة الجاثمين على صدور وقلوب المعلمين والقاعدين على تلال مليارات النقابة الأكبر والأغنى ، وبدلًا من مساعدة المعلمين بهذه الأموال التي تخصم من مرتباتهم شهريًا، يقوم المعينون من قبل الأجهزة بإنفاقها على محاسيبهم وعلى من عينوهم، ويقوم هؤلاء بحبس من يطالب بإنهاء هذا الوضع المأسوي.

فنادق وقصور وشقق، ومستشفيات ومئات الملايين تتدفق لنهر حساباتها شهريًا من المرتبات والحوافز ومكافآت الامتحانات، وجزء من مكافآت المعلمين المعارين والمتعاقدين بالخارج ، ومع كل هذه الأموال لا يحصل المعلم بعد خروجه على المعاش إلا على ١١٥ ج شهريًا تصرف كل ٣ شهور وفي معظم الأحوال لا تصرف.

لا يجد المعلمون تأمينًا صحيًا مناسبًا، فيتسولون علاجهم عبر طوابير التأمين الصحي الحكومي،  يطالب زهران وزملاؤه من نشطاء المعلمين بتعيين أقدم ٥ معلمين من النقابة لإدارتها واجراء انتخابات خلال ٦ أشهر وحصلوا على حكم بذلك ، لكن الأجهزة التي تدير النقابة مبسوطة بمن عينتهم، ولا يهمها مصلحة الملايين من  المعلمين وأسرهم.

يحب المعلمون محمد زهران ، لأنه يحمل همهم ويطالب بحقوقهم، وأرسل خطابًا للجالس على مقعد النقيب زورًا وبهتانًا والذي  عينته الأجهزة-أرسل له مذكرة لعمل احتفالية بعيد المعلم المصري -١٠ سبتمبر – ولم يتلق ردًا، فعرض حزب المحافظين -أمين تنظيمه وكاتب هذه السطور معلم -عرضنا تنظيمها فوافق نشطاء المعلمين، وبصفتي معلمًا وأمينًا لتنظيم حزب المحافظين كتبت بنود الدعوة  وهي مناقشة:
1- مشكلة تثبيت الأساسي عند ٢٠١٤ 
2- إعادة تعييين الـ ٣٦ ألف معلم
3- تنفيذ أحكام القضاء بإنهاء الحراسة واجراء انتخابات لنقابة المهن التعليمية 
4- تعديل قانون المهن التعليمية رقم ٧٩ لسنة ٦٩ 
5- سد عجز المعلمين بجميع أنحاء الجمهورية
6- تشكيل لجنة من الأجهزة الرقابية لمراجعة صناديق النقابة 
 طلبات بسيطة ومفهومة وقانونية، ومن صميم عمل الأحزاب وبرامجها، فما الذي يزعج السَلَطَات، ولماذا يتم القبض على زهران وهو ليس منظم حفل تكريم المعلمين؟!!

عرفنا لماذا يحب المعلمون زهران، لأنه معهم وبين صفوفهم ويعرف أوجاعهم..  فلماذا تكرهه الحكومة، وتحبسه؟!... اعتقد لأنه يكشف فسادًا واضحًا في النقابة وفي الوزارة، والحكومة تعشق الفاسدين، وتفتح لهم خزائنها وتقتطع لهم اقطاعياتها، وتكره من يكشفهم، فالحكومة تدافع عن الفاسدين كأطفالها، هل هناك أم تكره أطفالها المدللين، وتستخدم الحكومة عصاها الغليظة في تأديب وحبس كل من تسول له نفسه ويجيب سيرة أطفالها المدللين، الغارقين في فساد اقطاعياتها، في كل شبر بمصرنا المحروسة؟