الحرب في السودان.. الخرطوم تحترق وسط تفاقم كارثة إنسانية

ذات مصر

لا تزال الاشتباكات العنيفة بين قوات الجيش والدعم السريع متواصلة في السودان، ومخلفة وراءها أزمة مأساوية يعيشها الشعب السوداني، وسط أزمة معيشية وارتفاع الأسعار بشكل فادح.

ومع استمرار المعارك والاشتباكات، تتواصل أيضًا الجولات الخارجية لرئيس مجلس السيادة السوداني الفريق عبدالفتاح البرهان، الذي عاد مؤخرًا من أوغندا، وقبلها إلى مصر وقطر وجنوب السودان وتركيا.

وفي كل زياراته، يؤكد البرهان ما قاله سابقًا بشأن نهاية الحرب، بأن أولويتة هي إنهاء التمرد وهزيمته، وهو قول لا يدع مجالًا للتفاوض على حل قبل حسم المعركة.

تشكيل حكومة جديدة

بعد اتخاذ البرهان مدينة بورتسوادان على ساحل البحر الأحمر مقرًا مؤقتًا، بعد مغادرة مقر قيادة الجيش وسط الخرطوم، عقب نحو 5 أشهر على اندلاع الحرب، تتراوح المعلومات عن اعتزامه تشكيل حكومة طوارئ لإدارة البلاد إلى حين التوصل إلى تسوية بين الفرقاء السودانيين.

وفي المقابل، هدّد قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان حميدتي، بتشكيل حكومة موازية في الخرطوم، قائلًا في تسجيل صوتي منسوب إليه إن قواته ستبدأ مشاورات لتشكيل ما سماها "سلطة مدنية" بالمناطق الخاضعة لسيطرتها.

وأضاف حميدتي، في تسجيل نُشر يوم الخميس الماضي، في حسابه على موقع "إكس"، أن قيام البرهان بتشكيل حكومة مقرها بورتسودان يعني الاتجاه نحو سيناريوهات حدثت في دول أخرى، بوجود طرفين يسيطران على مناطق مختلفة في بلد واحد.

وتابع قائد الدعم السريع أن مواقع الجيش السوداني في الشرق والشمال في متناول يد قواته، وأن بإمكانها دخول مدينة بورتسودان.

وتتزايد مخاوف السودانيين إثر تتابع التقارير عن إنشاء عاصمة بديلة في بورتسودان، وانقسام بلادهم بين الجيش وقوات الدعم السريع، مما قد يطيل في أمد الحرب.

الخرطوم تحترق

وتستمر الاشتباكات التي وصفت بـ"الأعنف" منذ بداية الحرب، بين الجيش وقوات الدعم السريع حول محيط القيادة العامة للجيش وسط العاصمة السودانية الخرطوم ومقري سلاح المهندسين وقاعدة كرري بأم درمان غربي العاصمة.

وأدى القصف الجوي والمدفعي، إلى دمار واسع طال عددًا من المباني الرئيسية، من بينها وزارة العدل وعدد من الهيئات الحكومية والخاصة التي احترق بعضها بالكامل.

وبعد إعلان الجيش، السبت الماضي، صد هجوم لقوات الدعم السريع على القيادة العامة للجيش ومواقع عسكرية استراتيجية أخرى؛ تجددت الاشتباكات، صباح أمس الأحد، باستخدام الأسلحة الثقيلة والمتوسطة وسط تحليق مكثف للطيران الحربي.

وأعلنت قوات الدعم السريع، تمكنها من قطع التواصل بين سلاح الإشارة والقيادة العامة، وسيطرتها على وحدات عسكرية ومبان مدنية قرب القيادة، إلا أن الجيش نفى أن تكون قوات الدعم نجحت في ذلك.

كارثة إنسانية

وعلى صعيد إنساني، قالت الأمم المتحدة، الخميس الماضي، إن أكثر من 5 ملايين سوداني اضطروا إلى مغادرة منازلهم منذ اندلاع القتال منتصف أبريل الماضي.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إن نحو 5.25 ملايين شخص في السودان هربوا إلى مواقع أخرى داخل البلاد أو في الدول المجاورة منذ بدء الصراع.

وأضاف المكتب، في تقرير له، أن أكثر من 4.1 ملايين شخص نزحوا إلى 3855 موقعا في جميع الولايات السودانية حتى 12 سبتمبر الجاري.

وتابع، أن أكثر من نحو مليون شخص نزحوا إلى البلدان المجاورة حتى 13 سبتمبر الجاري، موضحا أن غالبية الفارين توجهوا إلى أفريقيا الوسطى وتشاد ومصر وإثيوبيا وجنوب السودان وليبيا.

وكانتت منظمة "اليونيسيف – مكتب السودان" حذرت من أن الحرب في السودان وما صاحبها من نزوح وإغلاق للمدارس ونقص في الخدمات الأساسية تهدد مستقبل 24 مليون طفل سوداني.