3 مسارات جديدة تهدد قناة السويس.. هل تنخفض إيرادات الممر الملاحي الأشهر؟

ذات مصر

أعلنت الهند خلال الاجتماع الذي جمع دول مجموعة العشرين العمل على إنشاء ممر اقتصادي جديد يربطها بأوروبا، ولم يكن هذا المسار الأول من نوعه، إذ سبق وقدمت الصين مسار مشابه يربطها بالقارة العجوز، بجانب آمال إسرائيل في امتلاك ممر بري-بحري يجعلها نقطة وصل بين آسيا وأوروبا، كل الممرات السابقة أثار تخوفات تقليل الاعتماد على قناة السويس، وهل تشكل تهديداً حقيقياً على الممر الأهم في العالم؟ 

ممر الهند الجديد: أسرع بنسبة 40% 

أعلنت الهند عن "الممر الجديد" والذي أطلق عليه  IMEC، وهو اختصار للتسمية الكاملة "ممر الهند والشرق الأوسط وأوروبا الاقتصادي"، على أن يشمل الدول الرسمية الموقعة على مذكرة التفاهم، وجمع السعودية والولايات المتحدة والهند والإمارات وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والاتحاد الأوروبي. 

ويتألف المشروع من ممرين منفصلين؛ الممر البحري الشرقي الذي سيربط موانئ الهند بالإمارات عبر بحر العرب، والممر البري الشمالي الذي سيربط السعودية بالسكك الحديدية بالبحر المتوسط ومنه إلى أوروبا.

ومن المفترض أن يساهم المشروع في تطوير وتوصيل شبكات ضخمة من البنى التحتية، بما في ذلك خطوط السكك الحديدية وتوصيل الموانئ لتسريع حركة السلع والخدمات، كما سيتم مد خطوط نقل الكهرباء والهيدروجين لتعزيز أمن إمدادات الطاقة العالمية، بالإضافة إلى توصيل كابلات البيانات.

من الناحية التجارية، سيوفر ممر IMEC وقتًا وتكاليف، حيث أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أن هذا الممر سيجعل التجارة بين الهند وأوروبا أسرع بنسبة 40%.. 

الحزم والطريق.. تخوفات من فرض سيطرة صينية

الطريق الصيني، يُعرف المشروع الضخم رسميًا باسم "الحزام والطريق"، وهو مبادرة صينية نشأت على أساس تاريخ طريق الحرير القديم، ويهدف هذا المشروع إلى ربط الصين بالعالم من خلال استثمار مليارات الدولارات في البنى التحتية على طول طريق الحرير، الذي يربط الصين بالقارة الأوروبية، وبالفعل، يُعتبر هذا المشروع أكبر مشروع بنى تحتية في تاريخ البشرية، حيث يشمل بناء موانئ وطرق وسكك حديدية ومناطق صناعية.

ويشارك في المشروع الصيني 123 دولة، وتهدف الصين من خلال هذا المشروع إلى تسريع وصول منتجاتها إلى الأسواق العالمية، بما في ذلك آسيا وأوروبا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية والوسطى.

بدأت محاولات الصين لإحياء طريق الحرير في بداية التسعينيات من القرن الماضي، حيث تم إنشاء ما يُعرف بالجسر البري الأوروبي الآسيوي الذي يربط الصين بكازاخستان ومنغوليا وروسيا، ويصل حتى ألمانيا عبر شبكة السكك الحديدية.

في نهاية عام 2013، تم الإعلان عن مبادرة الحزام والطريق من قبل الرئيس الصيني شي جين بينغ، وكان التركيز الأساسي في بداية المبادرة على استثمارات البنية التحتية وتطوير السكك الحديدية والطرق السريعة.

إسرائيل.. حلم امتلاك ممر 

ويتزامن مع المسارين السابقين، تصاعد أمال إسرائيل في امتلاك مسار يربط القارتين ببعض، وتنافس به قناة السويس، إذ تخطط الحكومة الإسرائيلية لإنشاء مسار لقطار فائق السرعة يحمل الركاب والبضائع، ويربط بين ميناء إيلات ومينائي حيفا وعسقلان. 

ويهدف هذا المسار إلى توفير خيار أكثر فاعلية للنقل، حيث يتمكن المسافرون وشركات الشحن من اختيار المسار الأنسب لهم، لكن تقارير إسرائيلية أشارت إلى أن القطار البري المزمع إنشائه يعاني من بعض العيوب مقارنةً بقناة السويس وتتمثل في تنوع سبل النقل بين البري والبحري في حين تعتمد قناة السويس على الطريق البحري، حيث يتم نقل الحاوية بواسطة وسيلة نقل واحدة.

ولا تتوقف طموحات إسرائيل عند هذا الحد، إذ اتفقت مع قبرص واليونان في بداية سبتمبر الحالي، خلال قمة عُقدت في نيقوسيا على تصدير الغاز الطبيعي ومصادر الطاقة المتجددة، وأن تكون مصدراً أساسياً في نقل الغاز الطبيعي إلى أوروبا.

قناة السويس.. هل هناك أمل في الصمود؟

قناة السويس تضم نحو 30% من حاويات الشحن في العالم ويمر بها يوميا عبر قناة السويس البالغ طولها 193 كيلومترا، ونحو 12% من إجمالي التجارة العالمية من جميع السلع، ما جعلها من أهم مصادر العملات الأجنبية، فقد ساهمت القناة في توفير ما يقرب من 60.23 مليار دولار للخزانة المصرية خلال العشر سنوات الماضية، ومع التوسعات التي تقوم بها الحكومة، ازدادت العائدات السنوية للقناة من 5.3 مليار دولار في عام 2013 إلى حوالي 9.4 مليار دولار في العام الماضي، مع الاخذ في الاعتبار ارتفاع معدلات التجارة العالمية.

تقارير عدة خرجت كلها تحاصر الممر الملاحي المصري، وتثير تساؤلات هل تنخفض الإيرادات حل عمل إحدى المسارات السابقة ويسحب البساط تدريجيا من قناة السويس بالمزايا التي تقدمها من سرعة توصيل؟

وفي وقت سابق، قال الخبير الاقتصادي، وائل النحاس، إن الممر الهندي الجديد المزمع إنشائه، قد يعرض قناة السويس لخسائر مرتفعة، وبالتالي سوف يؤدي إلى خفض إرادات الممر الملاحي الأشهر في العالم.