هروب أبطال الرياضة المصريين.. بين تقاعس الوزير وفساد مسؤولي الاتحادات

ذات مصر

تتجدد في الشارع المصري الضجة التي أثارها هروب اللاعبين الرياضيين للعب باسم دول أخرى، أو قرارات بعضهم اللعب تحت راية دولة منافسة، لكن الضجة لا تتوقف عند الجدل الرياضي فحسب، بل تجاوزته إلى السؤال عن مسؤولية الحكومة عن مغادرة الكفاءات البلاد، وكذلك تحقيقهم فوزًا كبيرًا للدول التي يلعبون تحت رايتها.

إبراهيم غانم الشهير بـ«الونش»، نجح بالأمس في إدخال المنتخب الفرنسي للمصارعة الرومانية التاريخ، بعد فوزه بالميدالية الذهبية لبطولة العالم مع منتخب باريس في المصارعة الرومانية في وزن 72 كجم، لتكون الذهبية الأولى لباريس في تاريخ اللعبة، ليُثار الحديث بعدها عن نزيف الكفاءات والمواهب التي تشهدها مصر منذ عقود، في المجالات الرياضية وغيرها أيضًا.

ترجع واقعة هروب "الونش" إلى العام 2017، حيث كان يشارك مع منتخب مصر في بطولة العالم للشباب تحت 23 عاما في بولندا، إذ نزلت البعثة ترانزيت في مطار باريس قبل العودة إلى القاهرة، ليحتال "الونش" على زملائه اللاعبين ورئيس البعثة إبراهيم عادل مصطفي، قائلًا إنه سيتوجه إلي "الحمام" وكان معه جواز السفر وحقيبته، لتفاجئ البعثة بهرب اللاعب وعدم عودته، ليغادروا دونه.

وبعد هروبه تم تجنيس الونش، لدولة فرنسا حيث مثل المنتخب ببطولة أوروبا ثم عاد للمشارك ببطولة العالم وحقق المركز الخامس عالميا ثم حقق الميدالية البرونزية في بطولة زغرب الدولية بكرواتيا.

الونش ليس الوحيد

ليس الونش هو اللاعب الأول الذي هرب من المنتخب، حيث سبقه أكثر من لاعب أبرزهم طارق عبد السلام الذي سافر إلي بلغاريا بعد تعرضه للظلم من قبل الاتحاد، وحصل على جنسيتها ونجح في التتويج بذهبية بطولة أوروبا باسم بلغاريا، ولحقه بعد ذلك آخرون منهم اللاعب أحمد فؤاد بغدودة، الذي هرب من بعثة المنتخب للمصارعة في تونس بعد مشاركته في بطولة أفريقيا، وحصوله على الفضية أواخر مايو الماضي.

ليس هذا فحسب، بل لحقهم بعد ذلك، لاعب المصارعة أيضًا، سيف شكري، الذي هرب إلى بولندا، معلنًا عدم العودة مجددًا، بسبب عدم وجود الدعم اللازم رغم إنجازاته الكبيرة، وحصوله على بطولة أفريقيا.

بطل آخر في المصارعة، هو اللاعب محمود فوزي، الذي اختار أن يلعب تحت العلم الأمريكي في أولمبياد طوكيو عام 2021، بعد معاناته في الاتحاد المصري للمصارعة، رغم نجاحاته التي حققها، حتى وصل لأفض لاعب في عام 2017.

هروب نجوم الإسكواش

قبل هؤلاء وبعدهم، قرر لاعبون آخرون أن يمثلوا بلدانًا أخرى، منهم محمد الشوربجي، بطل العالم السابق والمصنف الثالث عالميًا، الذي اختار اللعب باسم إنجلترا، مبرر قراره بعدم تلقي أي دعم من الجهات المعنية في مصر خلال مسيرته، وأن إنجازاته السابقة تحققت بمجهوده الذاتي، وبه لحق أخوه، مروان الشوربجي، ليمثل إنجلترا أيضًا في لعب الإسكواش.

بطولات بعد الخروج

كالونش أيضًا، حقق لاعبون مصريون يمثلون بلدانًا أخرى بطولات وإنجازات رياضية، رفعت اسمهم والدولة التي ترعاهم عاليًا، منهم فارس حسونة، المصري الذي لعب باسم قطر في أولمبياد طوكيو عام 2021، ومنحها الميدالية الذهبية الأوليمبية الأولى في تاريخها، حيث فاز حسونة بالميدالية الذهبية في منافسات الرجال لرفع الأثقال في دورة الألعاب الأوليمبية وزن 96 كجم.

محمد الشوربجي أيضًا، حقق فوزًا في لعب الاسكواش بعد تمثيله إنجلترا بدلًا من مصر، حيث تُوج ببطولة بريطانيا الوطنية للاسكواش، وحقق لقبه الأول تحت علم إنجلترا بعدما انتصر في نهائي بطولة قطر للاسكواش أيضًا.

وبسبب إهماله في مصر عقب إصابته، لجأ المصارع طارق عبد السلام إلى بلغاريا، ليعلب تحت رايتها، والتي قدمت له الدعم المناسب ليتوج بالميدالية الذهبية في بطولة أوروبا 2017، إلى جانب عشرات النماذج الأخرى.

ويؤدي غياب كل من الرعاية والتقدير إلى هجرة الكفاءات والمواهب من مصر، ليس فقط في المجالات الرياضية، بل في المجالات العلمية أيضًا، ووفق العديد من الإحصاءات فإن هناك عشرات الآلاف من العلماء والخبراء المصريين يعيشون ويعملون في دول أخرى.