شلل يصيب مصانع السيارات الأمريكية عقب اضراب 10 الآف عامل بالمصانع الكبرى

ذات مصر

نقلت وسائل إعلام أمريكية  اضراب ما يزيد عن عشرة الآف عامل في قطاع صناعة السيارات في الولايات المتحدة. انضموا إلى إضراب واسع النطاق ضد أكبر ثلاثة مصانع في ديترويت. مطالبين بزيادة رواتبهم بمدقار 40 % من الرواتب التي يتقاضونها.

وكان رئيس نقابة اتحاد عمال السيارات “شون فين”، حض عمال مصنعي فورد وجنرال موتورز في شيكاغو وميشيغن. على الانضمام إلى إضراب هو الأول الذي ينظّم ضد شركات تصنيع السيارات الثلاث الأكبر في ديترويت. وهي فورد وجنرال موتورز وستيلانتيس.

إضراب عمال مصانع السيارات الأمريكية يتفاقم.. والخسائر 15 مليار دولار -  الأسبوع

ودعا “فين” في رسالة بثت مباشرة على يوتيوب الجمعة، عمال مصنع التجميع التابع لفورد في شيكاغو إلى التأهب والإضراب. وعمال مصنع +لانسينغ دلتا تاونشيب+ التابع لجنرال موتورز إلى التأهب والإضراب أيضا.

وتابع: “أعضاؤنا الشجعان في هذين المصنعين هم موجة التعزيزات الجديدة في نضالنا من أجل عقود قياسية”.

ويطالب الاتحاد برفع الرواتب بنسبة 40% على أربع سنوات، وهو ما يعادل ما استفاد منه قادة المجموعات خلال السنوات الأربع الماضية. لكن شركات السيارات تعرض حاليا زيادة نسبتها 20 بالمئة فقط.

كذلك تجري النقابة مفاوضات لتمثيل العمال في مصانع فورد للبطاريات، وهو ما ترفضه الشركة إلى الآن.

 

وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد شارك  في وقفة تضامنية في ولاية ميشيغان مع عمال قطاع صناعة السيارات المضربين، معلنا تأييده لمطالب الحركة الاجتماعية غير المسبوقة.

وبواسطة مكبر للصوت، خاطب بايدن أعضاء نقابة "عمال السيارات المتحدين"، معتمرا قبعة المنظمة، مذكرا بـ"التضحيات" التي قدمها هؤلاء من أجل "إنقاذ القطاع" إبان أزمة العام 2008.

وقال الرئيس الأمريكي إن العمال يستحقون "زيادة كبيرة" في الراتب.

الرئيس بايدن شارك في الاعتصام وأيد مطالب المضربين

وبايدن هو أول رئيس أمريكي في المنصب يتوجه إلى موقع اعتصام.

ويأتي الدعم الرئاسي في نزاع اجتماعي قائم بين نقابة "عمال السيارات المتحدين" وشركات القطاع الثلاث الكبرى أي "جنرال موتورز" و"فورد" و"ستيلانتس"، ليذكر بالعلاقات الوثيقة التي نسجها بايدن خلال مسيرته السياسية مع نقابات العمال.

كما يسلط الضوء على أهمية ولاية ميشيغان، في حين يسعى الرئيس الديمقراطي للفوز بولاية رئاسية ثانية في انتخابات 2024، التي يمكن أن يواجه فيها خصمه في الاستحقاق الماضي، الرئيس السابق دونالد ترامب.

وميشيغان هي الولاية المركزية لحركة إضراب غير مسبوقة تؤثر على شركات القطاع الثلاث الكبرى في الولايات المتحدة.

 "فخور جدا" 

وقبل وصول بايدن كان عشرات العمال المضربين أمام مصنع في واين يعتصمون، رافعين لافتات تطالب بـ"إنقاذ الحلم الأمريكي" وقد أشعلوا نارا قرب خيمة.

وقال باتريك سمولر المشارك في الإضراب، في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية، "إنه حدث ضخم، إنه دعم كبير، لأنه يؤمن بالقضية التي نناضل من أجلها، هذا الأمر يجعلني فخورا جدا".

بعد لقائه المعتصمين أمام مصنع فورد، توجه بايدن للقاء مضربين أمام مصنع لجنرال موتورز في بلفيل الواقعة على مقربة، وحيث كان عمال بانتظاره.

وقال كريستي كوميتسكي، البالغ 44 عاما، أمضى تسعة منها بالعمل في هذا المصنع "آمل أن يكون قدومه ودعمه عاملين مساعدين لنا" وشدد على أن هذا الأمر "يظهر للشركات أننا نحظى بدعم الرئيس، وبقليل من الحظ ستقبل سريعا باتفاق".

من جهته، شدد كورتيس كرانفورد البالغ 66 عاما، والذي يقول إنه ناخب جمهوري "بسبب (ملفي) الهجرة والإجهاض"، على أن "اتخاذ (بايدن) موقفا علنيا وإعلانه دعم قضيتنا أمر بغاية الأهمية".

بوقفته التضامنية الثلاثاء، يسعى بايدن إلى سرقة الأضواء من منافسه الجمهوري الذي يعتزم التوجه إلى الولاية نفسها الأربعاء للتقرب من العمال الذين يبني آماله عليهم من أجل استعادة البيت الأبيض.

ويكفي ذلك لجعل هذا الإضراب التاريخي موضوع معركة سياسية.

كان ترامب، الذي أعلن عن رحلته قبل إعلان بايدن عن خطوة مماثلة، قد اتهم الرئيس الديمقراطي بتقليده. ووصف المتحدث باسمه جيسون ميلر زيارة جو بايدن بأنها "ليست أكثر من مجرد جلسة تصوير سيئة".

 مؤيد للنقابات 

بالنسبة لبايدن، يتمثل التحدي في إثبات أنه رئيس الطبقات العاملة، والمدافع عن النقابات، ومهندس التجديد الصناعي للولايات المتحدة.

الولايات المتحدة: إضراب آلاف العمال في مصانع تجميع سيارات | الميادين

لكن الرجل الثمانيني الذي تظهر الاستطلاعات أن شعبيته متراجعة ويتم التركيز على حالته البدنية في كل رحلة، يسير في حقل ألغام، إذ إن التحرك المطلبي الحالي يمكن أن يكون مدمرا للغاية للاقتصاد الأمريكي.

وكان الإضراب في شركتي صناعة السيارات "جنرال موتورز" و"ستيلانتس" قد اتسع نطاقه؛ بسبب عدم إحراز تقدم في المفاوضات النقابية، على عكس "فورد" حيث تم إحراز "تقدم حقيقي".

وكان بايدن قد شدد مرارا على وجوب أن توزع الشركات المصنعة "أرباحها القياسية" على العاملين لديها.

وردا على أسئلة عما إذا كان الرئيس يتحيز في الصراع الاجتماعي، فضلت المتحدثة باسم البيت الأبيض تجنب الإجابة، وشددت على أن جو بايدن يريد قبل كل شيء التوصل إلى اتفاق "يراعي مصالح الجانبين".

وأضافت: "نحن لا نتدخل في المفاوضات".