مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى وسط إدانة كبيرة لانتهاك المقدسات

ذات مصر

اقتحم أكثر من 500 مستوطن ومتطرف يهودي المسجد الأقصى في رابع أيام عيد العُرش اليهودي، وسط حراسة أمنية مشددة، فيما نددت الفصائل الفلسطينية بهذا التصعيد وحذرت من "تداعيات خطيرة" يؤدي إليها هذا الاستفزاز.

وقال مسؤول في الأوقاف الإسلامية بالقدس المحتلة، إن قوات كبيرة من شرطة الاحتلال تنتشر في باحات المسجد الأقصى، وعند أبوابه وتفرض قيودا مشددة على دخول الفلسطينيين وبخاصة الشبان وتحتجز بطاقات هويات من تسمح لهم بالدخول.

ويتجول في أزقة البلدة القديمة مئات المستوطنين والمتطرفين اليهود ويؤدون صلوات تلمودية عند باب القطانين.

من جانبه، حذّر المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، من أن استمرار اقتحامات المستوطنين بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي سيؤدي إلى تداعيات خطيرة على المقدسات لا يمكن لأحد التكهن بنتائجها.

وقال أبو ردينة إن الاحتلال يحاول خلق وقائع جديدة في القدس الشرقية، مشيرا إلى أنه دون السيادة والأمن والمقدسات وموافقة الشعب الفلسطيني وقيادته الوطنية والتاريخية، لن يكون هناك أمن واستقرار.

وقالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن منع الاحتلال المصلين من الوصول إلى المسجدين الأقصى والإبراهيمي تصعيد خطير للحرب الدينية على المقدسات.

وأكد المتحدث باسم حركة "حماس" حازم قاسم، في بيان أن الشعب الفلسطيني لن يسمح بتمرير مخططات الاحتلال، داعيا المقاومة إلى تصعيد ضرباتها.

وقال مشير المصري إن تصاعد وتيرة الاقتحامات للمسجد الأقصى ستشعل المنطقة بأكملها وتصب الزيت على النار، مؤكدًا خلال وقفة جماهيرية نظمتها حماس في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، أن المقاومة ستواجه ما وصفه بعربدة الاحتلال في الأقصى.

وحذّرت حركة الجهاد الإسلامي من أن جرائم الاعتداء على المرابطين والمرابطات في المسجد الأقصى لا يمكن أن تمر دون رد.

وقفة تضامنية

وبالأمس، ذكرت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة، أن 1468 مستوطنا ومتطرفا يهوديا اقتحموا المسجد الأقصى بحماية من الشرطة الإسرائيلية.

ونظمت المؤسسات العاملة من أجل القدس والأقصى في قطاع غزة وقفة تضامنية مع مدينة القدس والمسجد الأقصى تنديدا باستمرار الاقتحامات والاعتداء على المرابطين والمرابطات في الأقصى.

وحذّر المشاركون في الوقفة التضامنية من خطورة وتداعيات المساس بالمسجد الأقصى، كما طالبوا علماء الأمة بتحمل مسؤولياتهم تجاه مدينة القدس والمسجد الأقصى.

ودعت المملكة الأردنية الهاشمية، أمس الاثنين، إسرائيل إلى الكف عن جميع الممارسات والانتهاكات في المسجد الأقصى واحترام التزاماتها بموجب القانوني الدولي.

وقال بيان لمتحدث وزارة الخارجية الأردنية، سفيان القضاة، إن على إسرائيل احترام التزاماتها وفق القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال في القدس الشرقية.

وطالب البيان إسرائيل بالكف عن جميع الممارسات والانتهاكات بحق المسجد الأقصى، واحترام حرمته.

من جانبه، قال مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في مدينة القدس إن المسجد الأقصى في "خطر كبير" في ظل الانتهاكات الإسرائيلية، داعيا الدول العربية والإسلامية إلى "وقف حالة التواطؤ والتهاون" بحق القدس.

جاء ذلك في بيان صدر عن المجلس، اليوم الثلاثاء، في أعقاب جلسة طارئة على ضوء الانتهاكات التي يتعرض لها المسجد الأقصى من قبل الاحتلال والمتطرفين اليهود تزامنا مع الأعياد اليهودية.

وبدأ "عيد العرش"، وهو آخر الأعياد اليهودية الثلاثة، الفصح والأسابيع والعرش، في 29 سبتمبر الماضي ويستمر حتى 6 أكتوبر الجاري، ويرتبط بذكرى تيه اليهود في صحراء سيناء وسكنهم تحت المظلات وفي الخيام.

وتجمع مئات المستوطنين والمتطرفين اليهود في الحرم الإبراهيمي ومحيطه في مدينة الخليل، وشرعوا برقصات وصلوات تلمودية وسط إجراءات أمن مشددة من قبل قوات الاحتلال التي أغلقت المنطقة أمام المواطنين الفلسطينيين ومنعت الوصول الى المسجد الإبراهيمي.

التطورات بالضفة

وفي الضفة الغربية، أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي النار على فتى فلسطيني، فجر اليوم، قرب مخيم الفوار جنوب مدينة الخليل.

يأتي ذلك في وقت جدد فيه المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، دعوته لإسرائيل والسلطة الفلسطينية بالامتناع عن اتخاذ خطوات تؤجج التوترات وتبعد الجانبين عن طريق السلام.

وأضاف "ميلر" أن هذه الإجراءات تشمل عمليات الهدم والإخلاء التي تقوم بها إسرائيل بحق الفلسطينيين.