أشرف رشاد.. من الظل إلى الظل

ذات مصر

خلال السنوات الأخيرة ظهر اسم شاب صعيدي من الظل في سماء السياسة بعد أحداث ثورة 30 يونيو المجيدة، ليعتلي القمة سريعًا ويتصدر المنصات والشاشات، لكن سنوات الصعود انهار فجاءةً ليسقط في الظل من جديد، إنه رئيس حزب مستقبل وطن السابق، أشرف رشاد.

أشرف رشاد في الصعيد

رشاد جاء إلى القاهرة من قلب صعيد مصر، وتحديدًا من محافظة قنا، ليبدأ رحلة الصعود في عالم السياسة من ظل صديقه محمد بدران، رئيس حزب مستقبل وطن الأسبق، الذي كان أصغر رئيس حزب في مصر.

المهندس الشاب ينتمي لقبيلة الأشراف في محافظة قنا، وتبين تصريحاته أن أسرته لم تكن مهتمةً بالعمل العام أو السياسي إطلاقًا كونها «صوفية الهوى»، عكسه تمامًا، مشيرًا إلى أنه بدأ خطواته برئاسة اتحاد طلاب مدرسة الشهيد عبد المنعم رياض الثانوية (2000- 2001).

الشاب الصعيدي، استمر في طريقه ليكون رئيسًا لاتحاد طلاب إدارة قنا التعليمية في المرحلة الثانوية، ثم لاحقًا رئيسًا لاتحاد طلاب كلية الهندسة جامعة أسيوط (2003 - 2004)، فرئيس اتحاد طلاب جامعة أسيوط، لتنطلق من هنا علاقته مع بدران.

الليبرالي الثوري

على عكس المعتاد، لم يكن رشاد مؤمنًا بالفكر السياسي السائد في مصر بالانتماء إلى حزب الرئيس، ليقرر الانضمام إلى الحزب المصري الديمقراطي، يحكي المهندس، أنه انطلق في الحزب ليكون أمينًا للشباب بالحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي بمحافظة قنا، ثم أمانة التنظيم، ثم أمينًا للحزب بمحافظة قنا، وعضو الهيئة العليا للحزب.

أدرك رشاد عقب ثورة 30 يونيو 2013، الخريطة السياسية الجديدة في مصر، ليقرر فورًا الاستقالة من الحزب، والانضمام إلى صديقه بدران في حزب مستقبل وطن «الوليد» والذي لاقى دعمًا وتأييدًا سياسيًا واقتصاديًا.

استقر رشاد بجوار صديقه الذي وصفه ذات مرة، بـ«الصديق الوفي ومشروع العمر»، لتكون انطلاقتهما معًا نحو القمة، ويتولى منصب المسؤول الإداري والمالي لحملة «مستقبل وطن»، ومن ثم أصبح الأمين العام للحزب، لتكون انطلاقته الحقيقية في مسيرته السياسية.

رشاد رئيسًا لكل شيء

استمر رشاد مع بدران، حتى غاب الأخير «غصبًا» عن المشهد بزعم استكمال تعليمه في الولايات المتحدة الأمريكية، هنا تبدلت أحوال الأول ليكون رئيسًا دون قرار للحزب لفترة وصلت إلى نحو عام تقريبًا.

بعد رحيل بدران تولى كافة شؤون الحزب، وهو أمين عام للحزب، ليجري التغييرات والتطورات التنظيمية في المواقع القيادية بأمانات الحزب، فضلًا عن إعادة تقسيم قطاعات الحزب على مستوى الجمهورية.

بعدها وتحديدًا في عام 2016 أعلن رشاد رئيسًا لحزب مستقبل وطن دون انتخابات أو حتى قرار هيئة عليا، لتكتمل معها مناصبه بعد حصوله على عضوية البرلمان عن قائمة في حب مصر بقطاع الصعيد، ثم رئيسًا للهيئة البرلمانية للحزب لتجتمع كل المناصب الممكنة في يده.

في تلك الفترة عاش رشاد «ملكًا» فأصبح يحكم ويتهم ويصرح يمينًا ويسارًا، فلم يترك فرصة لدعم الرئيس عبدالفتاح السيسي، أو خطوة لتأييد الحكومة في كافة قراراتها الممكنة، في انتظار مكافأة لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن.

العودة إلى الظل

بعد نحو 4 أعوام قُرر فجاءة عزل رشاد من رئاسة الحزب لصالح المستشار عبدالوهاب عبدالرازق قبيل رئاسته لمجلس الشيوخ، في عام 2020، والاكتفاء بدور رشاد كنائب رئيس في الحزب، ورئيسًا للهيئة البرلمانية.

بعد القرارات الصادرة عن الحزب اختفى رشاد جزئيًا عن المشهد فلم يظهر وجه على الشاشة كما كان في السابق، أو حتى تصريحاته تحت قبة البرلمان كزعيم للأغلبية، وأصبح مختفيًا في الظل خوفًا من قرار جديد يبعده أكثر.

لم يسلم الصعيدي الشاب من القرارات المفاجئة داخلت أروقة الحزب، ففور انعقاد البرلمان قبل يومين، أعلن الحزب استبعاده من رئاسة الهيئة البرلمانية، وتولي رئيس لجنة الزراعة بمجلس النواب، اللواء هشام الحصري، رئيسًا للهيئة البرلمانية للحزب.