أحمد عطا يكتب: إسقاط مكارثي تنقية المشهد السياسي الأمريكي أم إنذار مبكر

ذات مصر

جرت العادة ان المقدمات السياسية تؤدي الي نتائج اشبه بالصدمات الكهربائية ، ولكن عندما يتعلق  الأمر  بمستقبل دولة في حجم الولايات المتحدة الأمريكية، ومستقبل جناحيها  السياسي الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري ، كان لابد ان تكتب نهاية مكارثي رئيس مجلس النواب الأمريكي صباح امس والتخلص منه داخل أروقة المذبح السياسي  في سابقة لم تحدث في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.

ولكن هناك حزمة من الروائح السياسة  الكريهة التي تغلف المشهد السياسي الأمريكي  وتستهدف هذا العجوز وحزبه  الذي فقد القدرة علي إدارة اهم دولة في العالم في ظل إصرار وقتال  غريب وممنهج  من حزبه  لإعادة انتخابه مرة اخري في نهاية العام القادم ، حسب ما أكدت المصادر والمعلومات الخارجية – أن رئيس مجلس النواب الأمريكي تغاضي عن بيع وتهريب الأسلحة الأمريكية لنقاط ارتكاز مسلحة تنتشر داخل القارة الأفريقية، وهو الملف الذي تقدمت به فرنسا بعد ان نجحت المخابرات الفرنسية بأن كتائب العقاب الروسية التي تقاتل في الصفوف الأمامية قد استولت علي ٦٠٪؜ من السلاح الغربي والأمريكي، وأن باقية الأسلحة يقوم بتهريبها چنرالات سابقين في الجيش الأوكراني وبيعها لنقاط ارتكازات جهادية داخل القارة الأفريقية ، وان مشروع التنقيب عن الغاز في دولة موزمبيق وهو شراكة بين شركة توتال الفرنسية واكسون موبيل الأمريكية بقيمة ٢٠ مليار يورو بات هدفا للتنظيمات الجهادية مستخدمين السلاح الغربي ، ورغم ذلك لعب مكارثي رئيس مجلس النواب لأستمرار الدعم التسليحي لأوكرانيا وإخفاء التحذير الفرنسي  عن عملية  تهريب السلاح الغربي.

هذا بجانب الاتهامات  الثلاثية التي طالت نجل الرئيس بايدن والذي كان يحاكم  أمس في محكمة ديلاوري بالتزامن مع عزل رئيس مجلس النواب الأمريكي بتهم سلاح وتهرب ضريبي ومخدرات ، حتي ان صورته أثناء محاكمته هزت عرش ابيه چو  بايدن وحزبه ، ولكن يبقي الاتهام الأبرز وهو تورط شخصيات أمريكية رفيعة المستوي في طمس معالم الفساد التي تربط بين نجل الرئيس الأمريكي الحالي چو بايدن ورئيس أوكرانيا – بجانب امتلاك نجل بايدن واحدة من صالات القمار في أمريكا والتي تهرب عن دفع الصرائب عنها.

في نفس الوقت أكدت المصادر داخل الدوائر الأمريكية ان رئيس مجلس النواب الأمريكي ليس هو رأس الذئب الطائر، فهناك شخصيات أمريكية سيتم تصفيتها سياسياً خلال الأيام القادمة ، ربما أراد الديمقراطيون أن يطهروا  أنفسهم قبل الانتخابات الرئاسية  الأمريكية القادمة لأنقاذ سمعة الحزب وتعزيز ودعم بايدن وإعادة انتخابه في نوفمبر من العام القادم  لغلق الطريق علي تاجر الفراخ البانية  دونالد ترامب الرئيس السابق.

ولكن سيبقي السؤال الذي يفرض نفسه علي مستوي الدوائر السياسة داخل الولايات المتحدة الأمريكية هل سيعاد سيناريو فضيحة وتر چيت التي طالت الرئيس الأمريكي السابق ريتشارد نيكسون عام ١٩٧٢ عندما اتهم الرئيس بالتجسس علي مكاتب الحزب الديمقراطي المنافس له في مبني وتر جيت ، اماً ان الإدارة الأمريكية الحالية ارادت ان تنقي المشهد السياسي داخل الولايات الأمريكية وخارجها كنوع من صناعة ديمقراطية جديدة وتكشف عن ملفات فساد اخري خارج أمريكا علي طريقة “ودويها بالتي هي الداء”.

بالتالي تكون الولايات المتحدة الأمريكية عززت وجودها مرة اخري في منطقة الشرق الأوسط بعمليات كشف والتخلص من بؤر الفساد علي حسب ما تملكه من ادلة تكشف عنها في الوقت المناسب، وخاصة ان الولايات المتحدة الأمريكية باتت تخشي من الطموحات المشروعة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي يعزز علاقته بأسرائيل حتي يتفادي من المخالب الأمريكية من خلال شراكة استراتيجية مع إسرائيل ، لهذا أصر ان أطلق علي عام ٢٠٢٤ عام حرق الأنظمة الغربية و الشخصيات الأمريكية وخاصة فيما يتعلق بتهريب السلاح الغربي من أوكرانيا وبيعه لجماعات جهادية مسلحة في أفريقيا.