«فورين بوليسي»: حزب الله لن يهاجم إسرائيل خوفًا من الغضب الأمريكي

ذات مصر

جاء إطلاق حزب الله اللبناني صواريخ باتجاه إسرائيل ردا على قتل تل أبيب لثلاثة من مقاتلي التنظيم اللبناني، بالتزامن مع إعلان الولايات المتحدة لتحريك حاملة طائرات إلى منطقة الشرق الأوسط، مما يوحي أن الولايات المتحدة قد تنخرط إذا ما توسعت الجبهات تجاه إسرائيل.

وكشف تقرير نشرته صحيفة “فورين بوليسي” الأمريكية أن تفكير حزب الله بفتح جبهة جديدة ضد  دولة الاحتلال الإسرائيلي، يشكل خطرا كبيرا لحزب الله ولبنان على السواء.

ولفتت الصحيفة إلى أن الضربات القليلة التي شنها حزب الله باتجاه إسرائيل ربما لا تتعدى جزء من إظهار التعاطف مع الفلسطينيين الذين يتعرضون لضربات قوية من إسرائيل، لكن التنظيم اللبناني لا يريد أن يتعرض لنفس الضغوط  الإسرائيلية لاسيما مع إعلان الولايات المتحدة التدخل في المنطقة.

توضح الصحيفة أن حزب الله يدرك الخطر الكبير الذي قد يواجهه وبلده لبنان إذا ما دخل في حرب مفتوحة، لافتة إلى أنه رغم أن الحزب يقصف إسرائيل في بعض الأحيان ويحاول شن الهجمات ردا على ضرب إسرائيل لمقاتله، لكن حرب شاملة بين الطرفين لم تندلع منذ عام 2006، إذ وجد العدوان، إسرائيل وحزب الله توازنا غير مستقر، حيث يستخدمان القوة بانتظام ولكنهما يبقيها أدنى التصعيد.

تتابع الصحيفة بالقول إن الدور الأمريكي يشكل جزءا من حسابات حزب الله، إذ أعلنت إدارة بايدن إرسال حاملة طائرات قتالية إلى شرق البحر المتوسط كتحذير لحزب الله وإيران من عدم التصعيد أكثر ضد إسرائيل، ويحرص حزب الله وراعيه الإيراني الحذر من أي مواجهة مباشرة مع القوات الأمريكية.

ويدرك حزب الله أن أي مواجهة مع القوات الأمريكية ستكون كارثية له، وقد تدمر قوته لاسيما مع تطور القدرات الهجومية الأمريكية وسرعة انتشارها.

ويضع حزب الله في باله أيضا، الوضع المتردي والصعب في لبنان وأن أي تدخل في الحرب قد يقود إلى فقدانه الكثير من الدعم داخل لبنان.

وتشير الصحيفة الأمريكية إلى أن لبنان يعاني العديد من المشكلات اليوم، أهمها اقتصاده الذي يعاني من سقوط حر، فالبطالة مرتفعة والفساد منتشر والنظام السياسي في البلاد معطل، وهناك تأخير في تشكيل الحكومة، وعندما تتشكل تفشل سريعا.

لذا، فإن الحرب مع إسرائيل من شأنها أن تؤدي إلى المزيد من الدمار في لبنان، ويبدو أن إسرائيل مستعدة لمزيد من التدمير والتعامل بشدة إذا ما شكل حزب الله تهديدا له، وفقا للصحيفة.

كما يدرك حزب الله أن أي حرب شاملة ستقود إلى تدمير شعبيته في الشارع اللبناني.

تختتم الصحيفة بالقول إن الخيار الأفضل بالنسبة لحزب الله هو إظهار التضامن مع حماس عبر بعض الرشقات الصاروخية وبعض التصريحات المعادية، ولكن بعد ذلك يلتزمون ضبط النفس، وهو ما فهمته إسرائيل من العملية المحدودة لحزب الله الأخيرة والتي توقفت عند هذا النحو، فقط بعض الصواريخ.