بعدما خذلها المجتمع الدولي.. مصر تعيد توازن الحرب في غزة

ذات مصر

أعلن مسؤول أمريكي، ضمن الوفد المرافق لوزير الخارجية أنتوني بلينكن، صباح اليوم أن مصر وإسرائيل اتفقتا على السماح لمواطنين أمريكيين بمغادرة قطاع غزة عبر معبر رفح المصري، في وقت يعيش فيه سكان القطاع حصار شامل، لكن القرار الذي لم تعلنه مصر رسميا لم يدخل حيز التنفيذ بعد.

خروج مشروط

مصر التزمت الصمت بشأن فتح المعبر لمواطني دولة بعينها، وربطت السماح للأمريكيين بالمغادرة عبر معبر رفح باتفاق شامل يسمح لها بمد القطاع بمواد إغاثة؛ سلع غذائية ومستلزمات طبية، حتى تخفف من وطأة المعاناة الإنسانية في لسكان القطاع.

دخلت غزة يومها الثامن من الحصار والقصف الغاشم من قبل الاحتلال الإسرائيلي، فضلاً عن قطع الكهرباء والماء، ومحاولات لقطع الاتصالات والإنترنت، وتضامن دول أوروبية وحث إسرائيل على قصف القطاع بغض النظر عن الضحايا من المدنيين لا سيما الأطفال، ودعم الولايات المتحدة دولة الاحتلال بحاملة طائرات في ساحل البحر المتوسط.

في ذلك الوقت، كانت تسعى مصر بكل الطرق لكسر الحصار عن قطاع غزة، لكن دون خسارة المزيد من الأرواح، وظهر هذا جليا في اشتراط فتح المعبر للأمريكيين مقابل توصيل الإغاثة، وتجمع المصريين للتبرع بالدماء، وحشد الجمعيات الأهلية السلع الغذائية والمستلزمات الطبية والمواد البترولية، على المعبر في انتظار الوصول لاتفاق لكي تصل المساعدات دون أن تتعرض للقصف.

رفض تنفيذ مخطط صفقة القرن

قبل ذلك، أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي أن مصر تولي اهتماما بالقضية الفلسطينية، أكد أنها قضية العرب. وشدد الرئيس على ضرورة أن يكون شعبها -الفلسطينيين- صامد ومتواجد على أرضه، حتى لا تتم تصفية القضية. وذلك في إشارة للرفض القاطع لأمنيات إسرائيل في توطين الفلسطينيين في سيناء والأردن.

واجتمع اليوم سامح شكري وزير الخارجية مع نظيره التركي لبحث تطورات الوضع في غزة، وتتفق الرؤى بين البلدين فيما يخص القضية الفلسطينية، إذ قال شكري، إن البلدين يعملان على تخفيف الآثار الإنسانية الخطيرة عن سكان قطاع غزة.

أكد شكري أن حل الأزمة يبدأ بإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967، وطالب دول العالم باحترام القانون الدولي الإنساني بالتعامل مع المدنيين في غزة.

وشدد على أن ممارسات إسرائيل تعمق الاحتلال ولا حل إلا بإقامة دولة فلسطينية على حدود 67، مطالبا بالعودة إلى المباحثات لتحقيق السلام ومن ثم حل الدولتين، وأكد شكري أن  تبرير الانتقام الإسرائيلي وكأنه أمر مشروع يعد أمر«مشوّه».

أطنان المساعدات في الانتظار العبور لغزة

بالقرب من معبر رفح تكدست عشرات الشاحنات العملاقة تحمل مساعدات إغاثية لسكان غزة، في انتظار السماح بعبورها وتسليم المساعدات في الوجهة المستهدفة، وذلك في ظل اتفاق مفترض تنفيذه في القريب العاجل.

انطلقت قوافل مساعدات تابعة للتحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، الذي يضم العديد من المنظمات الخيرية ومؤسسة حياة كريمة، وتتواجد القوافل أمام معبر رفح تمهيداً لتسليم المساعدات لسكان قطاع غزة، وتحمل نحو 107 شاحنات محملة بكميات كبيرة من المساعدات الإنسانية، بما في ذلك ألف طن من المواد الغذائية واللحوم و40 ألف بطانية، وأكثر من 50 ألف قطعة ملابس، وأكثر من 300 ألف علبة من الأدوية والمستلزمات الطبية.

في الوقت نفسه، يتم تنفيذ أكبر حملة للتبرع بالدم تحت شعار "قطرة دم تساوي حياة" في جميع محافظات الجمهورية، بالتعاون بين التحالف الوطني ووزارة الصحة وبنك الدم، وتهدف الحملة إلى جمع كميات كبيرة من أكياس الدم اللازمة لعلاج المصابين في قطاع غزة