السيسي يرفض توديع قادة غربيين شاركوا في قمة القاهرة للسلام

ذات مصر

كشف مصدر لذات مصر أن الرئيس السيسي رفض توديع قادة غربيين شاركوا في قمة القاهرة للسلام والتي عقدت بالأمس واستمرت لجلسة واحدة فقط.

وكان العشرات من قادة الدول ورؤساء الحكومات قد شاركوا في القمة التي دعت إليها مصر لبحث وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والضغط لإدخال المساعدات الإنسانية والطبية والوقود لسكان القطاع المحاصر منذ 17 عاما.

ومن أبرز القادة الذين حضروا للمشاركة بالقمة رئيس وزراء بريطانيا ورئيسة وزراء إيطاليا ورئيس وزراء أسبانيا، وشارل ميشيل رئيس المجلس الأوروبي، وملوك وقادة عرب وظهر واضحا انحياز القادة الغربيين إلى إسرائيل وما ترتكبه من جرائم ضد الفلسطينيين.

وحرصت مصر على العمل لوقف إطلاق النار في غزة والعمل على إدخال المساعدات الإنسانية لسكان القطاع ورفض التهجير القسري لأهالي غزة إلى سيناء أو أي مكان آخر.

 وظهر جليا خلال جلسة المؤتمر التباين الكبير في المواقف بين وجهة النظر العربية الداعية لوجوب وقف إطلاق النار فورا والسماح بإدخال المساعدات والعودة لمفاوضات السلام على مبدأ حل الدولتين وبين وجهة نظر الساسة الغربيين الذين روجوا لحق الكيان في الدفاع عن نفسه وترديد نغمة القضاء على حركة حماس من قبل إسرائيل، كما لم يدن المتحدثون الغربيون فكرة الاحتلال بتهجير أهالي القطاع إلى سيناء أو مناطق أخرى.

وأعلنت مصر في بيان لها عقب انتهاء فعاليات القمة أن موقفها ثابت ومعلن ويدعو إلى وقف الحرب الدائرة التى راح ضحيتها الآلاف من المدنيين الأبرياء علي الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي…..يطالب باحترام قواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني ... يؤكد الأهمية القصوى لحماية المدنيين وعدم تعريضهم للمخاطر والتهديدات… ويعطى أولوية خاصة لنفاذ وضمان تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية وإيصالها إلى مستحقيها من أبناء قطاع غزة…. ويحذر من مخاطر امتداد رقعة الصراع الحالي إلى مناطق أخرى فى الإقليم….

وأضاف البيان إلى أن مصر تطلعت أيضاً إلى أن يطلق المشاركون نداءً عالمياً للسلام ... يتوافقون فيه على أهمية إعادة تقييم نمط التعامل الدولى مع القضية الفلسطينية على مدار العقود الماضية. وبحيث يتم الخروج من رحم الأزمة الراهنة بروح وإرادة سياسية جديدة تمهد الطريق لإطلاق عملية سلام حقيقية وجادة… تُفضى خلال أمد قريب ومنظور إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة علي حدود يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية.

إن المشهد الدولي عبر العقود الماضية كشف عن قصور جسيم فى إيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية… لكونه سعى لإدارة الصراع، وليس إنهائه بشكل دائم…اكتفى بطرح حلول مؤقتة ومُسكنات لا ترقى لأدنى تطلعات شعب عانى على مر أكثر من ثمانين عاماً من الاحتلال الأجنبي ومحاولات طمس الهوية وفقدان الأمل. كما كشفت الحرب الجارية عن خلل في قيم المجتمع الدولي في التعامل مع الأزمات، فبينما نري هرولة وتنافس علي سرعة إدانة قتل الأبرياء في مكان، نجد تردداً غير مفهوم في إدانة نفس الفعل في مكان آخر.. بل نجد محاولات لتبرير هذا القتل، كما لو كانت حياة الإنسان الفلسطيني أقل أهمية من حياة باقي البشر.

إن الأرواح التى تزهق كل يوم خلال الأزمة الراهنة، والنساء والأطفال الذين يرتجفون رُعباً تحت نيران القصف الجوى علي مدار الساعة…. تقتضى أن تكون استجابة المجتمع الدولي علي قدر فداحة الحدث. فحق الإنسان الفلسطيني ليس مستثنى ممن شملتهم قواعد القانون الدولي الإنساني أو الاتفاقيات الدولية المعنية بحقوق الإنسان. والشعب الفلسطيني لابد أن يتمتع بكافة الحقوق التي تتمتع بها باقى الشعوب، بدءاً بالحق الأسمى، وهو الحق فى الحياة، وحقه في أن يجد المسكن الآمن والرعاية الصحية اللائقة والتعليم لأبنائه…. وأن تكون له قبل كل شيء دولة تُجسد هويته ويفخر بالانتماء لها.

إن جمهورية مصر العربية، صاحبة المبادرة بالدعوة إلى قمة السلام، تعرب عن تقديرها العميق للدول والمنظمات التي استجابت لتلبية الدعوة رغم اعتبارات ضيق الوقت.

وتؤكد بهذه المناسبة، أنها لن تألو جهداً في استمرار العمل مع جميع الشركاء من أجل تحقيق الأهداف التي دعت إلى عقد هذه القمة، مهما كانت الصعاب أو طال أمد الصراع. وسوف تحافظ مصر دوماً علي موقفها الراسخ الداعم للحقوق الفلسطينية، والمؤمن بالسلام كخيار استراتيجي لا حياد أو تراجع عنه، حتى تتحقق رؤية حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية، اللتين تعيشان إلى جوار بعضهما البعض في سلام.

وفى إطار سعي مصر نحو تحقيق تلك الأهداف السامية، لن تقبل أبداً بدعاوى تصفية القضية الفلسطينية علي حساب أي دولة بالمنطقة…. ولن تتهاون للحظة في الحفاظ علي سيادتها وأمنها القومي في ظل ظروف وأوضاع متزايدة المخاطر والتهديدات.. مستعينة في ذلك بالله العظيم، وبإرادة شعبها وعزيمته.