هلال عبدالحميد يكتب: طوفان الأقصى.. البترول مقابل وقف العدوان ومد غزة بالعلاج والطاقة والطعام

ذات مصر

أصبح واضحًا للجميع أن القوة الوحيدة الفاعلة عند العرب هي قوة المقاومة، وهي  التي اثبتت نجاعتها في مقاومة الاحتلال الصهيوني والحاق الهزائم به، وكسر هيبته، وبعثرة أسطورة جيشه الذي لا  يُقهر في ٧ أكتوبرعلى أيدي مقاومة باسلة ومحاصرة،وخلال أسبوعين، لم تتمكن طائرات وصواريخ الكيان الصهيوني وداعميه من الغرب إلا على  قتل المدنيين، بينما المقاومة تدير معركتها باقتدار تحسد عليه، وغرفة عملياتها تعمل على مدار الساعة بشكل يفوق غرفة عمليات زعماء الحرب من الصهاينة وشركائهم ، بل الولايات المتحدة الامريكية تخوض الحرب جنبًا إلى جنب مع الكيان،وتشارك بقتل المدنيين بغزة الشعوب العربية تظاهرت، وكان هتافها ( واحد اتنين الجيش العربي فين ؟!!!!) 

ولكن لم تستجب أية حكومة عربية لنداء متظاهريها، ولو بالكلام، فكلام الحكام عن المقاومة، والتهجيرلا يختلف كثيرًا عن مصطلحات الصهاينة وشركائهم.

 فهل عَدِم العرب أية وسيلة للدفاع عن المدنيين بغزة- ولا أقول الدفاع عن المقاومة-؟!! هل عدمت الأنظمة العربية  حقًا أية وسيلة، ولو بسيطة للمساهمة في وقف العدوان على المدنيين ؟!!وهل وصل ضعفنا جميعًا إلى درجة اننا فقدنا كل صفاتنا كعرب كإغاثة الملهوف؟! ألم نعد قادرين حتى على إمداد أشقائنا المعرضين للقصف اليومي بالقذائف الحارقة والفسفورية، والذين يستشهد منهم المئات يوميًا، ألم نعد قادرين حتى على إمدادهم بشَرِبة ماء، أو كيس قطن وشاش لتضميد جراح مصابيهم ؟!!!

بلى نحن قادرون فعلى الرغم من ضعفنا العسكري إلا اننا نمتلك أسلحة تستطيع وقف الحرب فورًا، ولنا في الحرب الروسية الأوكرانية دروس، فالغرب والولايات المتحدة في بداية الحرب الروسية الأوكرانية كان يرتعدون خوفًا مثلنا تمامًا، ثم بدأوا يتعافون من رجفتهم الأولى، وفرضوا حصارًا اقتصاديًا شاملًا على روسيا، ومنعوها من تصدير حاصلاتها، وأسمدتها، وأقفوا التعامل مع بنوكها، بينما قامت هي باستخدام سلاح الغاز ضد أوربا، وحولت شتاءهم إلى جليد دون غاز للتدفئة.

سلاح البترول

 نستطيع نحن العرب أن نساعد أشقاءنا الفلسطينيين، ونوقف عدوان الصهاينة عليهم، ونمدهم بالعلاج والطعام والوقود، وذلك بالتهديد -لا أقول استخدام – بتوقف إمداد الغرب بالبترول والطاقة حتى  وقف عدوانهم على الشعب الفلسطيني، مجرد التهديد سيرفع أسعار الطاقة وسيكلف موازنات الغرب أعباءً خطيرة، ستجعل شعوبهم تضغط علي حكوماتهم وتجبرها على وقف العدوان على غزة، فالغرب الذي استعاض بطاقة روسيا بترول العرب سيجد نفسه على أبواب شتاء أشد قسوة، وربما يشعر ببعض معاناة شعبنا بغزة الذي يعيش بدون طعام أو ماء أو طاقة بينما يتعرض للمتفجرات الحارقة والفسفوريةً. 

التهديد باستخدام سلاح البترول ومنعه عمن يقتلون أطفالنا كفيل بوقف القتل والدمار والحصار، فلماذا لا نستخدمه ؟!

العرب يحتاجون لبعض الإرادة والثقة بالنفس، كما  فعلت وتفعل المقاومة، بعض الثقة والإدلاء بتصريحات، مجرد  تصريحات بوقف تصدير البترول، فما بالنا لو طالبنا الولايات المتحدة بسحب قواتها من قواعدها العسكرية التي تستخدم أراضينا العربية ؟!ألم تفعلها معظم دول شمال أفريقيا بعد انقلابها على زعمائها الموالين للمستعمر الفرنسي  القديم الجديد ؟! 

 وإذا كان حكامنا العرب لا يستطيعون نفع المقاومة فربما يستطيعون ضر المعتدين،  المتكاليين على شعبنا، وكما يقول شاعرنا العربي النابغة الجعدي :

إِذا أَنتَ لَم تَنفَع فَضُرَّ فَإِنَما 

يُرَجَّى الفَتَى كَيما يَضُرُّ ويَنفَع

 يا حكامنا العرب أنقذوا أطفالنا