يوم خدع أهل سيناء إسرائيل.. ذكرى مؤتمر الحسنة 1968

ذات مصر

مع زيارة رئيس مجلس الوزراء، مصطفى مدبولي، اليوم إلى سيناء، وتأكيده أن "كل ذرة رمل في سيناء مستعدين نبذل فيها ملايين الأرواح بس محدش يقرب منها"، تعود إلى الأذهان ذكرى مؤتمر الحسنة الشهير، الذي أقامته قوات الاحتلال الإسرائيلي قبل 55 عامًا، وتحديدًا في 31 أكتوبر عام 1968.

تحضر ذكرى المؤتمر، الذي نظمته إسرائيل فى مدينة الحسنة وسط سيناء بحضور سائل الإعلام العالمية، في ظل أزمة إنسانية في غزة جراء قصف إسرائيلي متواصل، ووسط أنباء حاضرة بقوة هذه الأيام، عن تهجير أهل غزة إلى مصر وتسكينهم في سيناء.

مؤتمر الحسنة 

بعد احتلال إسرائيل لشبه جزيرة سيناء عام 1967، بدأت تخطب ود القبائل والأهالي، وتحريضهم على الاستقلال بسيناء وإعلانها دولة مستقلة للقضاء على تبعيتها لمصر وإثبات عدم أحقيتها في استرداد سيناء مرة أخرى.

حشدت دولة الاحتلال في محاولة تحقيق أهدافها، كل طاقاتها وإمكاناتها لنزع سيناء من مصريتها وعروبيتها، حيث التقى وزير دفاع الاحتلال آنذاك، موشية ديان، بعدد من مشايخ سيناء مغدقًا عليهم الهدايا والأموال في سبيل إقناعهم بالفكرة وتحويل سيناء إلى دولة مستقلة.

بعد محاولات كثيرة، اجتمع ديان بالشيخ سالم الهرش وبعدد من كبار المشايخ معلنين موافقتهم على المقترح مبدئيا، إلا أنهم طالبوا بمهلة للحصول على إجماع شيوخ القبائل في سيناء.

وفي 31 أكتوبر عام 1968 أعدت إسرائيل عدتها لإعلان سيناء دولة منفصلة، وحشدت وكالات الأنباء وعشرات القنوات العالمية وكبار القيادات، من أجل اللحظة الحاسمة وفي الوقت نفسه كانت المخابرات المصرية تتحرك لاجهاض المحاولة الإسرائيلية.

خديعة أهل سيناء

في الـ31 من أكتوبر عام 1968، ومع بدء حديث قادة إسرائيل في المؤتمر، نوه موشي ديان في كلمته، بأن شيخ مشايخ سيناء، سالم الهرش، سيتولى حكم المملكة أو الإمارة المرتقبة.

لكن "الهرش"، فاجأ الإسرائيليين وخاطبهم مازحا: "أنتم تريدون إعلان سيناء دولة مستقلة، فهل ستضعون صورتي على الجنيه السيناوي إذن؟".. فأومأ ديان برأسه مبتسمًا، ففاجأه الهرش بالقول: "إن باطن الأرض أولى لنا من ظاهرها إنْ قبلنا أن تكون أرض سيناء غير مصرية، فمن أراد التفاوض على أرض سيناء فليتفاوض مع الزعيم جمال عبد الناصر، رئيس جمهورية مصر العربية".

وعقب المؤتمر، اكتشف قادة دولة الاحتلال بالخديعة التي أذاقها لهم مشايخ سيناء، فقامت سلطات الاحتلال باتخاذ إجراءات قمعية وعنيفة ضد أهل سيناء، واعتقلت 120 من المشايخ والمواطنين، أما الشيخ سالم الهرش، فقيل إنه استطاع الهروب من سيناء عبر الأردن، ومنها إلى مصر وقام الرئيس جمال عبدالناصر بتكريمه وأهداه نوط الامتياز من الطبقة الأولى.

"سيناء أغلى جزء على المصريين"

وفي زيارته لسيناء اليوم، التقى رئيس الوزراء، مصطفى مدبولي، مع شيوخ وعواقل سيناء، بمقر الكتيبة 101 في مدينة العريش، حيث أكد أن "سيناء أغلى جزء على قلب أي مصري، ولن نسمح بأى صورة من الصور أو نتخلى عن متر واحد من هذه الأرض".

وأعلن مدبولي بدء المرحلة الثانية للمشاريع التنموية في شمال سيناء، مؤكدا أن الرؤية الموجودة اليوم تشمل تنمية كل مناحي الحياة في شمال سيناء، وستكون من أفضل المناطق على مستوى الجمهورية في كل شيء.

كما أشار مدبولي إلى تأكيد الرئيس السيسي خلال الفترة الأخيرة أن مصر لن تسمح أبدا بحل أو تصفية قضايا إقليمية على حسابها، منوهًا بأن هذه رسالة مهمة يجب التشديد عليها. في إشارة لما يتداول عن تهجير الفلسطينيين إلى سيناء.

وفيما يتعلق بمحاولات التهجير إلى سيناء أيضًا، شدد الرئيس السيسي غير مرة على أن هذا أمر مرفوض تمامًا، وأن مصر لن تسمح بحدوث هذا على أي حال من الأحوال.