معوض جودة يكتب: تاريخ اليهود الأسود في أوروبا من الطرد إلى القتل حرقا

ذات مصر

 تقل صدمتنا في اكتشاف حقيقة الانحياز السافر لأمريكا ودول أوروبا قليلا عن صدمتنا في المجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد أهل غزة المدنيين.

ذاك الكيان الذي عانى اضطهاد النازية له فأتى إلينا بعقده ليضطهد شعبا أعزل كل جريرته أنه سمح لليهود بالتواجد على أرضه بعدما لفظته أوروبا وطردته من بلدانها كأنه وباء يجب القضاء عليه.

يقول تاريخ اليهود أن وعد بلفور لهم بإقامة وطن في فلسطين كان في جزء منه يهدف للخلاص التام من تلك الفئة التي ما إن وجدت في مكان ما حتى أفسدته وزرعت الشقاق والخلاف فيه.

وكأنها النطفة الملعونة التي حملت بعض الملوك والقادة على الأمر بحرقهم أو قتلهم أو نفيهم على أقل تقدير

فقد طردت انجلترا اليهود عام 1290 ثم طردتهم دول أخرى مثل المجر عام 1349 وفرنسا 1394 والنمسا 1421 ونابولي 1510 وميلانو 1597 وإسبانيا 1492 والبرتغال 1497 وآخر من نكل بهم كان أدولف هتلر مستشار ألمانيا في الحرب العالمية الثانية حيث أحرق وقتل منهم مئات الآلاف.

كانت بدايات الخلاص منهم في بريطانيا خلال عامي 1189 و1190 فقد وقعت مذابح عنيفة ضد اليهود في لندن ويورك بسبب اتهام اليهود بقتل أطفال والاقراض بفائدة كبيرة.

وبعدما ﺍﻧﺘﺸﺮ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻓﻰ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭﻇﻬﺮﺕ ﺑﻴﻮﺕ ﺍﻟﺪﻋﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﻤﻼﻫﻰ ﻭﺍﻟﺨﻤﺎﺭﺍﺕ التي يمتلكها اليهود ﻣﻤﺎ ﺍﺿﻄﺮ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺇﺩﻭﺍﺭﺩ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﺬﻯ ﺿﺎﻕ ﺑﻮﺟﻮﺩ هم ﻓﻰ ﻣﻤﻠﻜﺘﻪ ﻷﻥ ﻳﺼﺪﺭ ﻗﺮﺍﺭﺍً ﻓﻰ ﻋﺎﻡ 1290ﻡ ﻳﻘﻀﻰ ﺑﻄﺮﺩ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻣﻦ ﺇﻧﺠﻠﺘﺮﺍ ﻭﺃﻋﻄﻰ ﻟﻬﻢ ﻣﻬﻠﺔ ﺛﻼﺛﺔ ﺷﻬﻮﺭﻟﻤﻐﺎﺩﺭﺓ ﺍﻟﺒﻼﺩ، ولم يسمح لهم بالعودة إلا بعد نحو 400 عام.
وفي فرنسا هاجم ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﻮﻥ ﺍﻷﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻳﺔ ﻭﻫﺪﻣﻮﺍ ﺍﻟﻤﻌﺎﺑﺪ ﻭﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻳﺔ ﻟﻮﻻ ﺗﺪﺧﻞ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ .
ﻭﻓﻰ ﻋﺎﻡ 1306ﻡ ﺃﺻﺪﺭ ﻣﻠﻚ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻓﻴﻠﻴﺐ ﺍﻷﻭﻝ ﺃﻣﺮﺍً ﻣﻠﻜﻴﺎً ﺑﻄﺮﺩ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﺭﺍﺿﻰ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻭﺑﻌﺪ ﻓﺘﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﺩ ﺗﻤﻜﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﺮﻭﺏ ﺇﻟﻰ ﺩﺍﺧﻞ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻭﺣﺪﺛﺖ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﺼﺎﺩﻣﺎﺕ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﻛﺘﺸﻔﺖ ﺑﻌﺾ ﺟﺮﺍﺋﻢ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻣﻦ ﺫﺑﺢ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﻴﻦ ﻓﻌﺎﺩﺕ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﻃﺮﺩ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ.

 وعندما صار فيليب أغسطس ملكا على البلاد الفرنسية ضاق بهم ذرعا ما حمله على أخذ أموالهم، قبل أن يطردهم من مملكته.

وفي عهد الملك سانت لويس،أعاد اليهود مرتين إلى بلاده وسمح لهم بالاقامة في فرنسا قبل أن يتراجع ويقوم بطردهم مرتين، كل ذلك قبل أن يأتى شارل السادس، ويطرد اليهود نهائيا من كل أنحاء فرنسا.

وقام بعض ملوك أوروبا بالأمر بقتل الكثير من اليهود ونهب أموالهم، وأجبر بعضهم على التنصر، وقتلوا أحيانا أو  أهلكوا سواء بالإغراق فى البحر أو بالإحراق بالنار. 

ففي روما  وبعدما أسقطوا الإمبراطورية الرومانية بعقود أصدر البابا بولس الرابع مرسوما يتهم اليهود بقتل المسيح عليه السلام رسميا، وألغى المرسوم جميع حقوق الجالية اليهودية وفرض قيودًا دينية واقتصادية علىهم فى الولايات البابوية، وحظر عليهم امتلاك الأراضي أو البيوت وكذلك ممنعوا من ممارسة الطب بين المسيحيين

وفي أسبانيا أصدر الملك فريناند وزوجته الملكة إيزبيلا، ملوك قشتالة وليون وأراغون،  مرسوم عام 1492 بنفي اليهود من بلادههم ولا يسمح لهم بالعودة، ومن يخالف ذلك يكون عقوبته الإعدام.

وفي النمسا عام 1421 طرد اليهود من النمسا، ولكنهم لم يختفوا تماما.ثم  أصدر ماكسيمليان الأول مرسومًا أمر فيه بطرد جميع اليهود من ستيريا في عام 1496.
وفي عام 1215م أصدر البابا أنوسنت الثالث بابا روما مرسوما يحتم على اليهود ارتداء شارات تميزهم عن بقية المواطنين وتشكلت لجنة بابوية للتحقيق فى أسباب الحروب الكثيرة بين دول أوروبا المسيحية بعدما تبين أن لليهود ضلع كبير فى اشعالها.

اتهم اليهود بإلقاء ﻣﻴﻜﺮﻭﺑﺎﺕ ﻓﻰ ﺁﺑﺎﺭﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻭﻣﺼﺎﺩﺭﻫﺎ ﻓﻰ ﺃﻟﻤﺎﻧﻴﺎ ﻣﻤﺎ ﺃﺩﻯ ﻻﻧﺘﺸﺎﺭ ﻭﺑﺎﺀ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﻋﺎﻡ 1350ﻡ ﻓﻘﺎﻡ ﺍﻷﻟﻤﺎﻥ ﺑﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻧﺘﻘﺎﻣﻴﺔ ﺿﺪﻫﻢ ﻭﻓﺘﻜﻮﺍ ﺑﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﻣنهم  وفر ﺍﻟﺒﺎﻗﻮﻥ ﻣﻨﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺧﺎﺭﺝ ﺃﻟﻤﺎﻧﻴﺎ ﺗﺎﺭﻛﻴﻦ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻏﺎﺭﻗﺔ ﻓﻰ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﻣﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ..
ﻭﻓﻰ ﺗﺸﻴﻜﻮﺳﻠﻮﻓﺎﻛﻴﺎ عام 1380 ﺃﺻﺪﺭﺕ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺸﻴﻜﻴﺔ ﺃﻣﺮﺍً ﺑﻄﺮﺩ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺛﻢ ﺣﺎﻭﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺳﺮﺍً ﻋﺎﻡ 1562ﻡ ﻣﻤﺎ ﺷﺠﻊ ﺍﻟﻤﻠﻜﺔ ﻣﺎﺭﻯ ﺗﺮﻳﺰﺍ ﺇﻟﻰ ﺇﺻﺪﺍﺭ ﺃﻣﺮ ﺑﻄﺮﺩﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻋﺎﻡ 1744ﻡ .

ﻭﻓﻰ ﻋﺎﻡ 1421ﻡ ﺻﺪّﻕ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﺒﺮﻳﺨﺖ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻣﻠﻚ ﺍﻟﻨﻤﺴﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺮ ﺑﻄﺮﺩ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻼﺩ ..
ﻭﻓﻰ ﻋﺎﻡ 1424ﻡ ﻗﺎﻡ ﻣﻠﻚ ﻫﻮﻟﻨﺪﺍ ﺑﻄﺮﺩهم من بلاده أيضا.
ﻭﻓﻰ ﺃﺳﺒﺎﻧﻴﺎ ﺃﺻﺪﺭ ﻓﺮﻧﺎﻧﺪﻭ ﺃﻣﺮﺍً ﺑﻄﺮﺩ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻋﺎﻡ 1492ﻡ ﻭﻧﺘﻴﺠﺔ ﺫﻟﻚ ﻫﺎﺟﺮﺕ 70 ﺃﻟﻒ ﺃﺳﺮﺓ ﻳﻬﻮﺩﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺮﺗﻐﺎﻝ ﻭﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ..
ﻭﺍﺳﺘﺸﺮﺕ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﻭﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻭﺍﻻﻧﺤﻼﻝ ﻓﻰ ﺍﻟﺒﺮﺗﻐﺎﻝ ﻓﺘﻢ ﻃﺮﺩﻫﻢ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﺎﻡ 1498ﻡ .
ﻛﻤﺎ ﻃُﺮﺩ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻣﻦ ﺇﻳﻄﺎﻟﻴﺎ ﻋﺎﻡ 1540ﻡ ﻭﻓﺘﺤﺖ ﺑﻮﻟﻨﺪﺍ ﺃﺑﻮﺍﺑﻬﺎ ﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺍﻟﻤﻄﺮﻭﺩﻳﻦ ﻣﻦ ﺩﻭﻝ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﻛﻤﺎ ﺍﺳﺘﻘﺒﻠﺘﻬﻢ ﺃﻳﻀﺎً ﺩﻭﻝ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﻭﺩﻭﻝ ﺷﻤﺎﻝ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻭﺧﺎﺻﺔ
ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﺗﻮﻏﻠﻮﺍ ﻓﻰ ﺑﻮﻟﻨﺪﺍ ﻭﺑﻠﻐﺖ ﺩﺭﺟﺔ ﺗﺤﻜﻢ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻓﻰ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺒﻮﻟﻨﺪﻳﺔ ﺃﻧﻬﻢ ﻓﻜﺮﻭﺍ ﻓﻰ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﺩﻭﻟﺔ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺽ ﺑﻮﻟﻨﺪﺍ