الأتراك يزحفون إلى قاعدة "انجرليك" المتواجد بها قوات أمريكية ومخاوف من اقتحامها

ذات مصر

أعلنت هيئة الإغاثة التركية تنظيم مسيرة بالمركبات من إسطنبول ومختلف الولايات التركية في تجاه قاعدة "إنجرليك" الأمريكية بولاية أضنة، للتنديد بالدعم الأمريكي لدولة الاحتلال في حربها على غزة.

وكانت قافلة سيارات قد انطلقت من عدة ولايات تركية متجهة صوب ولاية أضنة التي تقع بها القاعدة العسكرية الأكبر في البلاد.

كما دعا حزب الرفاه ، الحكومة التركية إلى إغلاق قاعدة إنجرليك الأمريكية. وقاعدة كورجيك للرادار، التي أنشئت في ملاطية والتي تستخدمها الولايات المتحدة في حماية إسرائيل بحسب بيان صحفي صادر عن رئيس الحزب.

وأعلنت وسائل إعلام تركية مغادرة "قافلة الحرية من أجل فلسطين" لولاية قونية وسط تركيا، متجهة إلى قاعدة إنجرليك العسكرية بولاية أضنة حيث وجهتها الأخيرة. 

القافلة التي تنظمها هيئة الإغاثة الإنسانية "İHH​​​​​​​" التركية، انطلقت من إسطنبول ومرت بالعديد من الولايات التركية قبل وصولها إلى أضنة للتظاهر أمام القاعدة العسكرية الأمريكية تضامناً مع فلسطين. 

وانطلقت القافلة إلى أضنة من أمام مركز مولانا الثقافي بقونية، حيث رفع المشاركين فيه الأعلام التركية والفلسطينية. 

 وانطلق موكب مكون من 250 سيارة من مدينة إسطنبول متوجهة نحو قاعدة إنجرليك العسكرية مروراً بولايات تركية عدة، تضامنا مع الفلسطينيين في قطاع غزة.

وتعتبر قاعدة انجرليك أكبر القواعد التابعة لحلف شمال الأطلسي وتضم أسلحة نووية وتكتيكية.

تستخدم القاعدة بشكل رئيسي القوتان الجويتان التركية والأمريكية، ولكنها تستخدم ايضا من قبل القوة الجوية الملكية البريطانية وقوات جوية من دول أخرى منها السعودية.

وقاعدة انجرليك الجوية هي مقر السرب العاشر التابع لقيادة القوة الجوية التركية الثانية، كما أنها مقر السرب الـ 39 بالقوة الجوية الأمريكية.

وفي فترات التوتر بين أنقرة وواشنطن، تكررت دعوات ومطالبات عبر بعض وسائل الاعلام المقربة من الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بمنع القوات الامريكية من استخدام انجرليك في الحرب ضد تنظيم الدولة الاسلامية.

تقع قاعدة انجرليك الجوية قرب قرية تركية تحمل ذات الاسم قرب مدينة أضنة جنوبي تركيا، وتبلغ مساحتها نحو 1335 هكتارا أي ما يزيد عن 13 كيلو متر مربهع وهي قاعدة تابعة لحلف شمالي الاطلسي (ناتو) الى جانب قاعدة ازمير الجوية.

وتبعد القاعدة نحو 10 كيلومترات عن مركز مدينة أضنة التي يبلغ عدد سكانها حوالي 1,7 مليون نسمة وعلى بعد 32 كيلومترا عن ساحل البحر المتوسط..

ويوجد في القاعدة بضعة الاف من العسكريين اغلبهم امريكيون، اضافة الى المئات من افراد القوات الجوية التركية والبريطانية والسعودية.

وللقاعدة التي بدأت الولايات المتحدة بالعمل في بنائها في ذروة الحرب الباردة عام 1951 مدرج واحد يبلغ طوله 3,048 مترا اضافة الى نحو 57 حظيرة للطائرات.

ولعبت القاعدة دورا محوريا وكبيرا خلال الحرب الباردة اذ كانت طائرات التجسس الامريكية تنطلق منها لتحلق فوق اجواء الاتحاد السوفيتي السابق، وكانت تضم 150 رأسا نوويا نشرتها الولايات المتحدة في القاعدة فيما تتحدث تقارير عن تخزين 50 رأسا نوويا في القاعدة حاليا.

كما لعبت القاعدة دورا اساسيا في الجهد العسكري الامريكي في الشرق الاوسط منذ اواسط القرن الماضي حتى الان، ابتداءا من لبنان حتى الحرب ضد تنظيم الدولة الاسلامية.

وفي بادئ الأمر، رفضت تركيا استخدام القاعدة في الحرب على التنظيم من قبل الولايات المتحدة، مما اجبر الجيش الامريكي على اللجوء الى استخدام قواعده في دول الخليج او حاملات الطائرات وهذا ما كان يحد من قدرة الطيران على تقديم الدعم الجوي المباشر للقوات التي تقاتل التنظيم في العراق وسوريا.

وبعد مفاوضات ومساومات طويلة بين انقرة وواشنطن وبعد شن التنظيم هجمات دامية داخل تركيا وافقت انقرة اواسط 2015 على السماح للطائرات الامريكية المقاتلة بالانطلاق من هذه القاعدة التي لا تبعد كثيرا عن ساحة المعركة في سوريا لشن ضربات على مواقع التنظيم وتقديم الدعم الجوي لجماعات مسلحة تدعمها الولايات المتحدة.