«الكل مقابل الكل».. هل تنجح صفقة تبادل الأسرى بين حماس إسرائيل؟

ذات مصر

منذ عملية طوفان الأقصى التي فاجأت الاحتلال الإسرائيلي وأسر أكثر من 200 شخص (بين أجانب وإسرائيليين) وتبطش إسرائيل في الرد على حركة المقاومة الإسلامية مما أدى إلى مقتل أسرى في عمليات القصف، فضلاً عن عدم اكتراثها بعد مرور 36 يومًا على العملية بمحاولة التفاوض لإعادة الأسرى، في حين كانت المبادرة تأتي من المقاومة الأمر الذي سبب حرجًا للاحتلال.

تبادل الأسرى مع حماس

مع تضارب الأنباء بشأن عملية تبادل الأسرى والتي أعلن عنها متحدث المقاومة أبو عبيدة في تسجيل سابق، كما أعلن عنها يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي للمقاومة أن لا مانع لديه من عقد صفقة تبادل، على أن يطلق سراح كل الفلسطينيين في السجون والمعتقلات الإسرائيلية مقابل كل الأسرى لدى المقاومة.

اللحظات الأولى من عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي 

لم يأبه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع ملف الأسرى منذ أول يوم، حتى أن عائلات الأسرى اعتصمت أمام مبنى الوزراء وفي الشوارع منددين بسياساته الفاشلة في إدارة إسرائيل، وكاد الأمر أن يتوسع بدأت الاعتصامات تتوسع، وخوفًا من أن تصبح الاعتصامات مثل كرة الثلج وتكبر يومًا بعد يوم، ألتقى نتنياهو بعائلات الأسرى برفقة زوجته التي زعمت أن زوجها يعمل جاهدًا في إدارة الملف.

نتنياهو مع عائلات الاسرى

في الأيام الأولى من قصف طيران الاحتلال، أطلقت حركة المقاومة الإسلامية سراح اثنين من الأسرى، دون انتظار رد وتبادل، في صفقة أطلقت عليها المقاومة لدواعي إنسانية، وتلى ذلك إطلاق سراح امرأة واثنين من أطفالها، وأعقب ذلك امرأة عجوز وابنتها.

كانت تسير وتيرة إطلاق سراح الأسرى من قبل المقاومة الإسلامية بوتيرة بطيئة، في ظل مفاوضات قطرية ومصرية لإطلاق سراح المزيد من الأسرى، لكن في الوقت الحالي تلوح في الأفق أنباء عن عقد صفقة تبادل أسرى بين المقاومة والاحتلال.

مؤشرات صفقة تبادل الأسرى

ذكر موقع إخباري أمريكي اليوم أن المفاوضات بين إسرائيل وحركة حماس بشأن صفقة تبادل الأسرى والأسرى الأطفال وصلت إلى مرحلة متقدمة، لكن هؤلاء المسؤولين، أكدوا أن حال تم التوصل إلى الصفقة، فإنها ستكون مؤقتة ومحدودة. 

موقع "بوليتكو" الأمريكي أشار في تقرير نقلًا عن مصادر، أن الصفقة من المرجح أن تشمل عددًا قليلًا من الأطفال وكبار السن الإسرائيليين، بما في ذلك أشخاص يحملون جنسيات مزدوجة، بمن فيهم أمريكيون.

أسرى فلسطينيين بعد إطلاق سراحهم من سجون الاحتلال- صورة أرشيفية

ذكر الموقع أيضًا أن إعلان وقف رسمي لإطلاق النار في شمال قطاع غزة ساعد في تحقيق تقدم في مفاوضات التبادل، بوساطة الوسطاء القطريين والمصريين.

وفي وقت سابق، وافق نتنياهو على وقف إطلاق نار إنساني يستمر لمدة 4 ساعات يوميًا، بناءً على طلب أمريكي وتحت ضغوط من إدارة الرئيس جو بايدن، واستمر هذا الوقف لمدة أسبوعين تقريبًا.

إسرائيل تماطل 

دخلت حرب إسرائيل على غزة شهرها الثاني، ولم تتوقف طائرات الاحتلال عن استهداف المدنيين في المدارس أو المستشفيات أو حتى الأماكن التابعة للأمم المتحدة، وما تزال إسرائيل حائرة في العثور على الأسرى، ما دفع نتنياهو إلى إعادة التفكير في عقد صفقة لتبادل الأسرى.

لكن حذر المسؤولون من أن هناك العديد من القضايا العالقة التي يمكن أن تعرقل الصفقة، بما في ذلك عدم تقديم حماس قائمة شاملة بالأسرى المحتجزين لديها في غزة، كما طلبت المقاومة وقف إطلاق نار أو هدنة إنسانية لمدة أسبوع، وإدخال مساعدات إنسانية وإغاثية والوقود إلى غزة.

الوضع الصحي في غزة خرج عن السيطرة

بوادر رضوخ نتنياهو لشروط المقاومة ظهرت بعدما وافق على الهدنة الإنسانية، في حين حذر مسؤول أمريكي من إمكانية تعثر وتدهور المحادثات في أي وقت، مشيرًا إلى أنه لا توجد أي تأكيدات حول الاتفاق حتى الآن.

ربما هذا يتفق مع ما قاله نتنياهو، بعد لقائه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في تل أبيب، حينما أكد أنهم مستمرون بقوة وأنه يرفض الهدنة المؤقتة التي لا تشمل إطلاق سراح الرهائن، في حين أنه وافق على الهدنة.

التخلي عن الجنسية الإسرائيلية 

يوم الأربعاء الماضي، أعلنت هيئة البث الإسرائيلية أن أهالي الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس يحصلون على جوازات سفر أجنبية بهدف تعزيز جهود الإفراج عنهم حال عقد صفقة تبادل، ولتكون فرصهم أكبر في إطلاق سراحهم.

وفي مؤتمر صحفي عقده أهالي الأسرى، أعلنوا موافقتهم على صفقة التبادل الكاملة التي أعلن عنها أبو عبيدة ومن بعده السنوار، وأبدوا خوفهم على حياة ذويهم.

عائلات الأسرى اليهود 

من جانبها، ذكرت وزارة الخارجية القطرية أن وسطاء قطر لن يتمكنوا من تأمين إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة بدون فترة هدوء.

وقال ماجد الأنصاري، المتحدث باسم الوزارة، خلال مؤتمر صحفي "يجب ربط إطلاق سراح أي رهينة بفترة من الهدوء التي تساعد على نجاح عملية الإفراج، وهذا أمر لم نشهده منذ فترة".