«جرائم الحرب» في حق الأطفال.. الرجل الأبيض لا يرحم

ذات مصر

أعادت المجازر الإسرائيلية في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، ضد الأطفال تحديدًا، إلى الأذهان المجازر اللاإنسانية التي ارتكبها الرجل الأبيض في حق «ملائكة الرحمة» دون رحمة أو حتى مراعاة لأي قيم إنسانية أو حقوقية قديمة كانت أو جديدة.

تتواصل الهجمات على الأطفال في عديد البلدان التي تشهد صراعات عنيفة منذ 30 عاماً، وقد أدت الصراعات إلى نزوح أكثر من 30 مليون طفل، وعادة ما يتعرضون للاستعباد وسوء المعاملة والاستغلال.

وفق تقارير حقوقية، يعيش منهم في طي النسيان دون وضع قانوني رسمي في بلدهم الجديد وعاجزين عن الوصول إلى التعليم والرعاية الصحية من أفغانستان إلى مالي، إلى جنوب السودان واليمن وغيرها الكثير، تغض الأطراف المتحاربة عن إحدى أهم وأبسط قواعد الحرب وهي حماية الأطفال.

أطفال غزة «أشلاء»

قتل مؤخراً في حرب غزة وإسرائيل آلاف الأطفال، حيث قالت الأمم المتحدة إن القوات الإسرائيلية قتلت خلال شهر من حربها على قطاع غزة ما يفوق عدد الأطفال الذين قتلوا في 22 صراعاً مسلحاً حول العالم خلال أربع سنوات.

وزارة الصحة الفلسطينية ذكرت أن عدد قتلى الأطفال تجاوز 6 آلاف طفل حتى الآن.

وقالت الأمم المتحدة إن هذا العدد يفوق عدد الأطفال الذين قتلوا في الصراعات المسلحة في 22 بلداً حول العالم منذ عام 2020.

هولوكوست «ألمانيا النازية»

ومن غزة إلى ألمانيا، والتي قررت أن تمارس نفس جرائمها التي حاولت مرارًا وتكرارًا التخلص من وصمتها، بدعمها جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد الأطفال والنساء في قطاع غزة المحاصر منذ نحو عقدين، لتعيد إلى الأذهان «ألمانيا النازية».

كان الأطفال هم أكثر ضحايا النازية تأثرًا، فقتل النازيين الأطفال الذين اعتبروهم خطرًا لأيديولوجيتهم، قتل الألمان وحلفائهم حوالي 1.5 مليون طفل منهم اليهودي وأطفال الغجر وأطفال ألمان معاقين عقلياً وجسمياً وأطفال بولنديين.

وفي عام 1939 أصدر هتلر أمراً بقتل الأطفال المعاقين والأشخاص في عملية تي4، وكانت الأساس للهولوكوست، وفي المحرقة اليهودية كان الأطفال على وجه الخصوص معرضين للخطر، فقد دعا النازيون لقتل أطفال الجماعات "غير المرغوب فيها" أو الجماعات "الخطيرة".

يمكن تصنيف مصير هؤلاء الأطفال كالاتي: أطفال قتلوا عند وصولهم لمراكز القتل التي أقامها النازيون، أطفال قتلوا مباشرة بعد الولادة أو في المؤسسات الاجتماعية، والأطفال الذين ولدوا في الأحياء اليهودية ومعسكرات الاعتقال النازية.

أمريكا وأطفال العراق

واحة الديمقراطية في العالم، وحاملة لواء القيم والإنسانية هي الأخرى ارتكبت العديد من المجازر في حق الأطفال، فبعيدًا عن الإبادة الجماعية التي تعرض لها السكان الأصليين من الهنود الحمر، هناك جريمة أكبر كانت في بداية القرن الحالي.

قوات الاحتلال الأمريكي في العراق لم تفوت أي «رزيلة» دون ارتكابها وتلويث يديها بها، فلم يسلم منها الرجال والنساء داخل وخارج سجن أبوغريب، أو حتى في طرقات الشوارع والأزقة على أرض بلاد الرافدين، لتطال أطفال العراق الأبرياء أيضًا.

منظمة الأمم المتحدة، قالت إنها تحقق من ارتكاب 315 ألف فعل جسيم ضد الأطفال أثناء النزاعات على مستوى العالم بين عامي 2005 و2022، مشيرة إلى مقتل أكثر من 9000 طفل في العراق.

مأساة تطارد الأطفال في أفغانستان

لم يختلف الوضع في أفغانستان عن العراق، فخلصت منظمة أنقذوا الأطفال البريطانية في تقرير لها إلى أن 5 أطفال في المتوسط يتعرضون للقتل أو يصابون بجروح كل يوم في أفغانستان منذ 14 عامًا.

وقالت المنظمة إن البيانات المستمدة من الأمم المتحدة أظهرت أن 26.025 طفل تعرضوا للقتل أو التشويه ما بين 2005 و2019، وحثت المنظمة الخيرية الدول المانحة على حياة مستقبل أطفال أفغانستان قبيل انعقاد اجتماع مهم في مدينة جنيف السويسرية، وتعتبر أفغانستان من ضمن أخطر 11 بلداً على الأطفال في العالم، حسب منظمة أنقذوا الأطفال.

تأثير الحروب على الأطفال

الأطفال هم الأكثر تضررًا من اندلاع الحروب وتؤثر في نفسيتهم الصحية حيث يظهر عليهم أعراض الاضطراب النفسي بعد أسابيع أو في غضون 3 أشهر، من بينها أعراض مثل: ألم العضلات والإسهال وعدم انتظام النبض، والصداع واضطرابات في الشهية، وتتزامن مع أعراض أخرى نفسية تسيطر على المصاب مثل: نوبات الفزع والخوف والاكتئاب والقلق والشعور بالذنب، وقد تصل إلى الأفكار والميول الانتحارية.

وأظهرت الدراسات أن الأطفال والأسر الذين يعيشون في مناطق الحرب مثل قطاع غزة أو الذين يفرون منها معرضون بشكل متزايد لخطر المعاناة من مشاكل الصحة العقلية.

وقالت الدكتورة مونيكا باريتو أخصائية علم النفس السريري في مستشفى أورلاندو هيلث أرنولد بالمر للأطفال "لقد رأينا مواقف حرب سابقة مثل ما يحدث في أوكرانيا".