مصير غامض.. من سيحكم غزة بعد الحرب؟

ذات مصر

بدأت اليوم الهدنة الإنسانية بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية بعد عدوان من دولة الاحتلال دام ٤٨ يوما، بعدما خلف العدوان نحو ١٥ ألف شهيد وعشرات المصابين، لكن كيف سيكون الوضع في فلسطين بشكل عام وغزة بشكل خاص بعد انتهاء الهدنة المقرر استمرارها ٤ أيام.

إسرائيل تتأهب

أعلن الجيش الإسرائيلي في وقت متأخر من ليلة الجمعة أنه يستغل فترة الهدنة التي تم الاتفاق عليها لمدة أربعة أيام مع حركة حماس للتحضير للمرحلة التالية من عمليته في قطاع غزة.

 متحدث جيش الاحتلال دانيال هغاري كشف في مؤتمر صحفي أنهم سيواصل استعداده للمراحل التالية من الحرب خلال فترة الهدنة.

 وأكد المسؤولون الإسرائيليون مرارًا أن الهدنة لا تعني وقفًا لإطلاق النار، وأن الحرب ستستأنف بعد انتهاء فترة الهدنة.

 وفي وقت سابق من اليوم، صرح وزير الدفاع يوآف غالانت أن الهدنة الحالية ليست سوى توقفًا قصيرًا ومؤقتًا، وأن إسرائيل ستستأنف العمليات بكامل قوتها العسكرية بعد ذلك. 

 وأضاف غالانت أنه سيتم توقف قصير ثم سيتم استئناف العمليات بقوة عسكرية كاملة، وأنه لن يتوقف حتى يتم تحقيق أهدافه، وهي تدمير حماس وإعادة الرهائن من غزة إلى إسرائيل. 

ويرى وزير الدفاع أن وجود 240 أسيرًا لدى للمقاومة أمر غير مقبول ولا يمكن التهاون معه. 

تم تنفيذ اتفاق الهدنة بين حماس وإسرائيل يوم الجمعة، حيث توقف القتال وتم إطلاق سراح حماس 13 إسرائيليًا من الرهائن المحتجزين لديها، مقابل إفراج إسرائيل عن 39 سجينًا فلسطينيًا.

السلطة الفلسطينية وأزمة حكم غزة 

أعلن الرئيس محمود عباس أن عودة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة ستتم من خلال عملية سياسية شاملة، لافتا إلى أن قطاع غزة هو جزء لا يتجزأ من دولة فلسطين، وأنه سيتحملون مسؤولياتهم بالكامل في إطار حل سياسي شامل يشمل الضفة الغربية والقدس الشرقية.

السيناريو ذاته تطرحه الولايات المتحدة، إذ أعرب وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، عن رغبته في رؤية قطاع غزة "موحدًا" مع الضفة الغربية بعد انتهاء الحرب.

وفي الوقت نفسه، أعرب حسن خريشة، نائب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، عن آرائه بشأن مرحلة ما بعد الحرب في غزة.

وقال إن الأمور ستكون عبارة عن إدارة مدنية وحكم عسكري بمشاركة المجتمع الدولي، وستكون السلطة الفلسطينية جزءًا من الإدارة المدنية للمنطقة المتضررة. 

يرى خريشة أن الظروف الحالية غير مناسبة لحكم القطاع من طرف غير مدعوم شعبيًا، وقال: أنه في ظروف مثل هذه، لا أحد يمكن أن يتوقع أن يقبل بالعودة إلى غزة على ظهر دبابة أمريكية أو إسرائيلية.

قوات دولية 

من وجهة نظر الرئيس عبد الفتاح السيسي فإن الدولة الفلسطينية المستقبلية يمكن أن تكون منزوعة السلاح وتضم قوات أمن دولية مؤقتة لتحقيق الأمن لكلا الجانبين. 

وقال السيسي خلال مؤتمر صحفي في القاهرة مع رئيس الوزراء الإسباني ورئيس الوزراء البلجيكي إنهم قد أعربوا عن استعدادهم لتحقيق هذا الحل من خلال توفير ضمانات قوات أمنية من الناتو أو الأمم المتحدة أو القوات العربية أو القوات الأمريكية، وذلك لضمان الأمن لكلا الدولتين، الدولة الفلسطينية والدولة الإسرائيلية. 

وأضاف السيسي أن الحل السياسي المطلوب يشمل إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967، مع القدس الشرقية كعاصمة لها، ولكن هذا الحل لا يزال بعيد المنال. 

جدير بالذكر أن الدول العربية رفضت اقتراحات بإرسال قوة عربية لتوفير الأمن في قطاع غزة بعد انتهاء العملية العسكرية الإسرائيلية الحالية ضد حماس التي تسيطر على غزة منذ عام 2007.

لمن حكم غزة؟

مع استمرار الحرب بين إسرائيل وحماس، يعتقد مسؤولون ومحللون أن عودة السلطة الفلسطينية لحكم غزة ستكون صعبة في حال نجاح إسرائيل في القضاء على حماس، وقد أشارت واشنطن إلى هذا الاحتمال، تساءل البعض عن الاحتمالات الممكنة وكيف ستكون المرحلة ما بعد الحرب؟

في تقرير حديث، أشارت "مجموعة الأزمات الدولية" إلى أن هناك فرصة ضئيلة لعودة السلطة الفلسطينية، التي ليست شعبية بشكل كبير، إلى غزة بعد الغزو الإسرائيلي، مشددة على أنها يجب ألا تعامل على أنها عدو.

ومن جهة أخرى رفضت حركة الجهاد الإسلامي، أي سلطة مستقبلية تفرض نفسها هناك، وأكدت أن أي قوات دولية أو عربية تحكم غزة ستعتبر قوات احتلال وستواجه المقاومة من الشعب الفلسطيني.

من جهتها، تؤكد حركة المقاومة الإسلامية حماس، أمها باقية مدام الشعب الفلسطيني في غزة باقٍ، لكن في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه المقاومة هل تستطيع الصمود أمام العدوان الإسرائيلي والصمت الدولي؟