أول أيام ما بعد الهدنة.. بداية تاريخ أسود تسطره إسرائيل

ذات مصر

انتهت الهدنة، وعادت الأوضاع كما كانت عليه بعد 7 أكتوبر الماضي، حيث تبادلت إسرائيل وحماس اللوم على الآخر في انهيار الهدنة الهشة التي سمحت بتبادل عشرات الرهائن والأسرى، وأحيت الآمال لفترة وجيزة في اتفاق أكثر صرامة.

استيقظ سكان قطاع غزة قبل وقت قصير من انتهاء الهدنة في الساعة السابعة صباحًا على نشر إسرائيل مزاعم اعتراضها قذيفة أطلقت من داخل القطاع المحاصر، ولم ينتظر جيش الاحتلال لحظات حتى أعلن استئناف العملية العسكرية وبدأ شن هجمات على القطاع.

هدنة قصيرة

الهدنة التي بدأت الجمعة الماضية، سمحت بإدخال مساعدات إغاثية ومستلزمات طبية لم تدخل القطاع منذ بدء العدوان في أكتوبر الماضي، خوفًا من استهدافها من قبل طيران الاحتلال عقب عبورها معبر رفح المصري.

وسطاء دوليون قالوا إن المحادثات مستمرة أمل إحياء الهدنة بسرعة، على الرغم من أن المسؤولين الإسرائيليين أعربوا عن تصميمهم على مواصلة حملتهم للقضاء على المقاومة الفلسطينية.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أكد أن العودة للقتال بهدف تحرير الرهائن والقضاء على حماس، وضمان عدم عودة القطاع لسلطة المقاومة. وهي المبررات ذاتها التي عادة ما يكررها في أي لقاء.

ومن جهتها، قالت حماس في بيان إنها عرضت إطلاق سراح المزيد من الرهائن، ومن بينهم كبار السن، لكن إسرائيل اتخذت" قرارًا مسبقًا باستئناف العدوان الإجرامي”. 

الهدنة التي استمرت أسبوع واحد أطلق على إثرها سراح أكثر من 100 رهينة إسرائيلية ومزدوجة الجنسية، مقابل إطلاق إسرائيل سراح 240 سجينًا ومعتقلًا فلسطينيًا محتجزين في السجون الإسرائيلية، كما منعت إسرائيل شن الغارات على القطاع، والتعهد بعدم ضرب المساعدات التي ستدخل من مصر.

لماذا لم تستمر الهدنة بين إسرائيل وحماس؟

الهدنة التي استمرت لمدة لأيام معدودة لم ترغب إسرائيل في تمديدها، وقالت إن حماس فشلت في إطلاق سراح عدد كبير من الرهائن من غزة كما وعدت، وزعمت أن حماس في يوم الهدنة الأخير أطلقت سراح ثمانية رهائن يوم الخميس، أي أقل باثنين مما كان متوقعا. 

وذكرت تقارير صحفية أن المفاوضات بين الجانبين وصلت إلى طريق مسدود بشأن الجولة المقبلة المحتملة من تبادل الرهائن والأسرى، حيث طالبت حماس إسرائيل بالإفراج عن المزيد من الأسرى مقابل إطلاق سراح الرهائن المتبقين. 

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس في بيان اليوم: "يؤسفني بشدة أن العمليات العسكرية بدأت مرة أخرى في غزة، والعودة إلى الأعمال العدائية تظهر فقط مدى أهمية التوصل إلى وقف إطلاق نار إنساني حقيقي".

الاستمرار في الهدنة من وجهة نظر نتنياهو يعطي أولوية لحركة حماس في تنظيم صفوفها والجاهزية لعودة القتال مرة أخرى بقوة، بالإضافة إلى فرض الرأي العام في إسرائيل على رئيس الوزراء التهدئة حتى يتوصل لإطلاق سراح شامل لكل الأسرى لدى المقاومة.

ما بعد الهدنة: عدوان غاشم على المدنيين

مصر وقطر كان لهما الدور الأبرز في نجاح المفوضات وإتمام الهدنة التي خفضت مستويات القتل، وحتى آخر لحظة كانت هناك مؤشرات لتمديد الهدنة ليومين آخرين لكن لم يحدث الأمر. 

وأعلنت قطر أنها مستمرة في المفاوضات حتى في وسط القتال، ونددت بالغارات الجوية وأكدت أنها تعرقل جهود الوساطة.

شنت إسرائيل غارات قصفت خلالها 200 هدف في قطاع غزة، وذكر جيش الاحتلال أن الهجمات كانت في جنوب غزة، ولا سيما في خان يونس ورفح، في حين اقتحمت القوات البرية التابعة للجيش الإسرائيلي بتدمير مباني في القطاع.

سريعًا، بدأ مسؤولو الصحة في غزة بعدما قُتل ما لا يقل عن 100 شخص في غزة منذ استئناف القتال، وفقًا لأشرف القدرة، المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة.

ومنح وقف القتال منذ يوم الجمعة الماضي سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة مهلة قصيرة من الضربات الإسرائيلية المدمرة. 

جدير بالذكر، أن حركة حماس شنت يوم 7 أكتوبر، هجمات متنوعة على أهداف تتبع دولة الاحتلال في نطاق غلاف غزة، وتوسع الأمر حتى الداخل المحتل، وأسفر اليوم عن قتل نحو 1200 شخص وأسر 240 رهينة، في حين شنت إسرائيل حملة عسكرية أسفرت عن استشهاد أكثر من 15000 شخص.