هل تبددت أهداف إسرائيل أمام مقاومة «حماس»؟

ذات مصر

توقع المحلل العسكري الإسرائيلي عاموس هارئيل انتهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة دون تحقيق أهدافها المعلنة، مشيرًا إلى أن هزيمة المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركة المقاومة الإسلامية «حماس» غير ممكنة في الوقت الحالي، في ظل استمرار تكبد جيش الاحتلال لخسائر في الجنود والمعدات خلال عدوان الاحتلال على سكان القطاع.

جاء ذلك في تحليل نشرته صحيفة «هآرتس» العبرية، قال فيه إنه لا توجد مؤشرات على أن حركة حماس قريبة من الانهيار، ولا تزال المقاومة الفلسطينية شرسة في الكثير من مناطق الاشتباك، مشيرًا إلي  أنه يتم نشر يوميا صور لقتلى الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، وأن معظمهم من جنود الاحتياط.

أهداف الاحتلال من عدوانه على غزة

واعتبر هارئيل أن وعود الجيش الإسرائيلي بالقضاء على حركة حماس، وإعادة جميع المحتجزين بالقوة والحرب وليس بالمفاوضات، وإعادة بناء جميع المستوطنات الحدودية المدمرة وإزالة التهديد الأمني عنها، من الواضح أن بعضها لن يتحقق، وفق قوله.

وأشار إلى أن تل أبيب سترضخ للضغوط الأمريكية بإنهاء الحرب قريبًا، بغض النظر عن تحقيق أهداف جيش الاحتلال من عدمه، مشددًا على أن تأثير الصعوبات الاقتصادية الهائلة والمتزايدة التي تواجهها تل أبيب، والعبء الواقع على جنود الاحتياط، يمكن أن تسهم جميعها في تقصير مدة العملية المكثفة داخل غزة.

واشنطن تضغط على تل أبيب لإنهاء العدوان

وكان موقع "بوليتيكو" نقل الجمعة الماضي عن 3 مسؤولين إسرائيليين قولهم إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أمهلت تل أبيب حتى نهاية العام لإنهاء حربها في غزة، في حين قال المتحدث باسم رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه يمكن إنهاء الحرب في غزة «بشرط تسليم قادة حركة حماس أنفسهم للجيش الإسرائيلي، وإعادة الأسرى من غزة».

وشدد هارئيل على أن عدم تحقيق أهداف الحرب على غزة سيضع الحكومة بمواجهة مشكلة، حيث يعتقد جزء كبير من الإسرائيليين أن تحرير المحتجزين يجب أن يكون على رأس أولويات الحكومة، وأن أي تأخير في إعادتهم يعد بمثابة فشل كبير، إضافة إلى أنهم يطالبون بالقضاء على حركة حماس.

أهداف الاحتلال في العدوان ورد المقاومة

الجدير بالذكر أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي وضعت أهدافًا لها عند بداية عدوانها الهمجي والغاشم على سكان قطاع غزة، وهي القضاء على أشكال المقاومة الفلسطينية كافة في القطاع وعلى رأسها حركة حماس وذراعها العسكري «كتائب القسام»، إضافة إلى إعادة الأسري لدي حركات المقاومة بالقوة وليس بالتفاوض، فضلًا عن إعادة السيطرة على غزة واحتلالها مرة أخري.

لكن بعضا من مسؤولي الاحتلال بدأوا يتحدثون عن عدم قدرتهم على تصفية جميع أفراد حركة حماس، فبدأوا يقولون في مؤتمراتهم إنهم يسعوا فقط إلى القضاء على قيادات الحركة، ثم حديثهم مؤخرًا بأنهم فقط يهدفون إلى القضاء على زعيم حركة حماس في القطاع «يحيي السنوار»، وهذا يوضح عدم مقدرة الاحتلال على تحقيق أهدافه بالقطاع التي أعلن عنها مسبقًا. 

في السياق ذاته، تشير كل المؤشرات الحالية على أرض الواقع أن الاحتلال لم يحقق أيا من أهدافه بعد مرور أكثر من شهرين على العدوان، فضلًا عن إعادة الأسري بالتفاوض عن طريق صفقة تبادل بإخراج بعض من الأسري الفلسطينيين من سجون الاحتلال مقابل إطلاق سراح الأسري في القطاع، وذلك وفق ما أرادت حركات المقاومة الفلسطينية في بداية الأمر، في انتظار معرفة مصير بقية الأسري خاصة وأن حركة حماس قالت في وقت سابق إنه لن يتم خروج أي أسير لديها بعد ذلك إلا بإنهاء كافة أشكال العدوان، فضلًا عن أن المقاومة أشارت في وقت سابق إلى أن تحرير كل الأسري لديها مرهون بخروج جميع الأسري المسجونين في سجون الاحتلال.

فجوة كبيرة بين عدد القتلي المعلن وما تنشره الصحف

ويُشار إلى أن العدد المعلن لقتلى جيش الاحتلال الإسرائيلي بغزة وصل إلى 110 منذ بداية الحملة البرية بالقطاع في 26 أكتوبر الماضي، من بينهم 39 قتيلا منذ نهاية الهدنة قبل 11 يوما، كما ارتفع العدد الكلي إلى 435 قتيلا من الجنود والضباط منذ عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي، حسبما أعلن جيش الاحتلال.

بدوره، تتحدث بعض وسائل الإعلام العبرية، مثل ما أشارت إليه صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن إصابة أكثر من 5 آلاف جندي بالمعارك في قطاع غزة وعدد كبير من القتلى، ووجود إعاقات جسدية لدي الجنود وإصابات خطيرة تصل إلى المستشفيات، فيما أفادت صحيفة «هآرتس» أنه توجد فجوة كبيرة بين أعداد الجرحى التي يعلنها الجيش مقارنة بالقوائم الجزئية التي أعلنتها المستشفيات.