«ليست المرة الأولي».. دعوات تهجير سكان غزة تتزايد

ذات مصر

منذ بداية عدوان الاحتلال على قطاع غزة في أكتوبر الماضي، ازدادت نبرات الدعوات التي تدعو لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، مثل ما تم في النكبة الأولي عام 1948 من تهجير لغالبية السكان الفلسطينيين داخل وخارج البلاد.

النكبة الأولي 

مع اقتراب انتصاف القرن الماضي وبالتحديد في العام 1948 استيقظ الشعب الفلسطيني على مأساة كبيرة حدثت له، حيث استولت العصابات الصهيونية وعلى رأسها عصابات «ارجون واشتيرن والهجانا» على غالبية الأراضي الفلسطينية التاريخية، وذلك بعد محاولات للسيطرة على الأراضي الفلسطينية وتهجير أرضها منذ عام 1920 حينما بدأ الاحتلال البريطاني السيطرة على فلسطين.

وتزامنت النكبة مع إعلان هذه العصابات لدولة إسرائيل على أراضي فلسطين التاريخية، حيث تم تهجير أكثر من على 750 ألف فلسطيني وتحويلهم إلى لاجئين خارج وداخل البلاد، كما شملت الأحداث عشرات المجازر والفظائع وأعمال النهب ضد الفلسطينيين، وهدم أكثر من 500 قرية وتدمير المدن الفلسطينية الرئيسية وتحويلها إلى مدن يهودية. وطرد معظم القبائل البدوية التي كانت تعيش في النقب ومحاولة تدمير الهوية الفلسطينية ومحو الأسماء الجغرافية العربية وتبديلها بأسماء عبرية وتدمير طبيعة البلاد العربية الأصلية الموجودة في البلاد، وانتقل غالبية الفلسطينيين إلى الضفة الغربية وقطاع غزة، مع تواجد بسيط لبعض العرب داخل الأراضي المحتلة، عرفوا لاحقًا باسم «عرب 48».

حرب 67.. «نكبة أخري»

لم يتوقف الاحتلال الإسرائيلي عند هذا الحد، بل استمر في عدوانه بشكل كبير على الشعب الفلسطيني بالقتل والسجن والتعذيب وكافة الانتهاكات التي يمارسها المحتل، إلى أن جاءت نكسة عام 1967 ، حينما شنت قوات الاحتلال هجومًا واحتلالا على ما تبقي من الأراضي الفلسطينية، حيث استولت على الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة إضافة إلى سيناء، كما احتلت الجولان السورية أيضًا، وبدأ حينها مسلسل التهجير يعود مرة أخري، حيث تم تهجير عشرات الآلاف من الفلسطينيين من الضفة كما تم محو قرى بأكملها، وفتح باب الاستيطان في القدس الشرقية والضفة الغربية.

ظهور محاور للمقاومة المسلحة

الاحتلال كان يود تهجير جميع الفلسطينيين من أرضهم، لكن ظهور محاور المقاومة المسلحة فيما تبقي من السكان الفلسطينيين بالضفة وغزة، بدأ يُشتت هذه الفكرة عند الاحتلال وبدأت حركات المقاومة تناضل وتصعد ضد قوات الاحتلال في مناطق كثيرة، وخاصة مع بدأ انتفاضة الأقصى في بداية القرن الحالي، بدأ الفلسطينيون يقتنعون أن الحصول على حقوقهم ومنع تهجيرهم من أرضهم لن يتأتى إلا بوجود قوة مسلحة تدافع عنهم ضد هذا الاحتلال، وهو ما قلل نسبيًا فرص تهجير كل الفلسطينيين خارج أرضهم.

العدوان الحالي على غزة

مع استمرار العدوان لم تتوقف فكرة التهجير عن أذهان مسؤولي الاحتلال، إذ بين هذا العدوان أوهامهم القديمة التي يريدون تنفيذها بأي ثمن لتمرير مخططهم والاستفراد بكامل الأرض.

ومن ضمن هذه التصريحات، قال رئيس حزب «إسرائيل بيتنا» أفيجادور ليبرمان، مبررًا تهجير سكان قطاع غزة إلى سيناء، إن «ما حدث في غزة هو أن المصريين حولوها إلى مشكلة إسرائيلية ولن نتمكن من التعامل مع مشكلة غزة بفردنا».

وأضاف ليبرمان أنه يقدر «أن مليون ونصف من سكان غزة سيغادرون إلى سيناء»، مشيرًا إلى أنه «علينا الاستيلاء على محور فيلادلفيا وتدمير الأسوار والاهتمام بأمننا»، في إشارة واضحة إلى أهداف العدوان الحالي على القطاع بتهجير سكان غزة إلى مصر، وعلى الجانب آخر تهجير سكان الضفة إلى الأردن.

إدانة واستنكار عربي لفكرة التهجير

تناوبت تصريحات مختلفة من عدة مسؤولين عرب وعلى رأسهم مصر والأردن، والذي هم بالأساس معنيون بالأمر أكثر من غيرهم.

وتسارع المسؤولون المصريون والأردنيون إلى إدانة واستنكار هذه التصريحات في أكثر من مناسبة، حيث أكدوا على أنه لا تهجير لسكان قطاع غزة إلى سيناء ولا تهجير لسكان الضفة إلى الأردن، مع العلم أن الأردن يتواجد فيها الكثير من الفلسطينيين بسبب تهجير عدد كبير منهم في عام 1948 في النكبة الأولي.