الفساد يضرب وزارة الشباب والرياضة والوزير لا يعنيه سوى الكرسي

ذات مصر

أزمات تلو الأخرى تتفجر في وزارة أهم الوزارات في مصر، في الشباب والرياضة، حينما يهرب الشباب ويتدنى المستوى الرياضي، تحت قيادة الوزير أشرف صبحي الذي لا يخجل من الاعتراف بوجود فساد داخل وزارته وأنه يسعى لاقتلاعه لكن الغريب أن حديثه لا يخرج عن نطاق أنه «كلام» دون فعل.

يواجه وزير الشباب والرياضة، طلبات إحاطة أمام مجلس النواب غدًا، للرد على عدم وجود خطة واضحة لدعم الاتحادات الرياضية والرياضيين للمشاركة في دورة الألعاب الأولمبية المقامة في باريس 2024، طلب الإحاطة ربما لم يأت بجديد في ظل اتحادات رياضية تدفع الرياضيين إلى الهروب واحد تلو الأخر.

طلبات إحاطة بالزوفة

يمكننا الجزم أن أشرف صبحي استقبل أكثر عدد من طلبات الإحاطة في الحكومة الحالية خلال العام الماضي، إذ وجه له في فبراير 2023، نحو 136 طلب إحاطة وسؤال وطلب مناقشة عامة بشأن إنشاء وتطوير مراكز وبيوت الشباب والأندية والملاعب والاستادات، بالإضافة إلى استعراض أهداف الاستراتيجية الوطنية للشباب والتي لم تعلن للمواطنين ولا للنواب.

الوزير وقف في المجلس يؤكد حرص القيادة السياسية على دفع قطاعي الشباب والرياضة، وأن الجمهورية الجديدة لها تأثيرًا نفسيًا إيجابيًا على جميع شرائح المجتمع، دون التعرض إلى صلب الموضوع الذي استعدي إليه، لكنه أعلن تضامنه فيما يخص المخالفات مالية وإدارية في اتحاد كرة القدم، وأكد أنه لن يسمح بوجود فساد في وزارته. 

وبالرغم من إعلانه اتخاذ خطوات تنفيذية كبيرة تجرى على مستوى الرقابة الإدارية والجهاز المركزي للمحاسبات وغيرها، بهدف التعامل مع تلك الملفات، إلا أن الأمر كأنه لم يكن.

ومن ضمن الفساد الذي طال الوزارة، إغلاق مراكز شباب في العديد من مراكز الشباب بسبب عدم وجود موظفين وعمال، وبالتالي توقف الأنشطة الرياضية في تلك المراكز، وتلك القضايا عكست حالة الفساد في الوزارة.

ورد مسؤول في الوزارة في وقت سابق، على غلق مراكز الشباب، بأن الوزارة \توظيف العمالة اللازمة، وأن مجلس الهيئة لديه حق توظيف العمالة في مركز الشباب وتحديد مكافأة شهرية لهم في حالة نقص العمالة في المركز. ويستند ذلك إلى اللائحة الأساسية لمراكز الشباب رقم 36 لعام 2018، والتي تحدد اختصاصات مجلس الإدارة وتتضمن تعيين المدير التنفيذي والعاملين بالمركز وتحديد رواتبهم ومكافآتهم واتخاذ الإجراءات التأديبية وفقًا للوائح المعمول بها.

هروب جماعي

في العام الماضي، أنفجر الرأي العام أكثر من مرة بسبب هروب لاعبين رياضيين إلى بهدف التجنيس واللعب تحت على دولة أخرى، وذلك لأسباب عدة، منها الإهمال وعدم التقدير وأحيانًا المحسوبية.

وكانت القضية الأشهر، هروب لاعب المنتخب المصارعة الرومانية، أحمد فؤاد بغدودة، التي أثارت جدلاً واسعاً بعدما فقدت هرب من معسكر المنتخب في تونس. والد الشباب أحمد بغدودة قال إن نجله كان ملتزمًا برياضته، ولكن سوء الأحوال المعيشية وعدم تقدير جهوده وسنوات عمره من دون مقابل دفعه لاتخاذ قرار الهروب خارج مصر. وطالب المسؤولين الذين ينتقدون ابنه عبر وسائل الإعلام بأن يضعوا أنفسهم في موقعه ويفهموا كيف يمكنهم أن يعيشوا بالمبلغ الذي كان يتلقاه ابنه شهريًا والذي يبلغ 2200 جنيه فقط منذ شهرين، ونفى حصول ابنه على 7 آلاف جنيه كما يشاع.

ولم يكن بغدودة الهارب الوحيد، إذ هرب لاعب منتخب الشباب للمصارعة الحرة، أحمد حسن بوشا، في أغسطس 2017 بعد المشاركة في بطولة العالم في فنلندا. وبعد عامين، في عام 2019، هرب شقيقه حسن حسن بوشا أيضًا خلال بطولة العالم في المجر. وقبل ذلك، هرب المصارع طارق عبد السلام، لاعب المنتخب الوطني، إلى بلغاريا في عام 2016.

ولحقه زملائه، سيف شكري، لاعب المنتخب المصري للمصارعة، الذي هرب من معسكر في قيرغيستان استعدادًا لبطولة العالم تحت 23 سنة. ونشر سيف شكري منشورًا على صفحته في موقع فيسبوك، يظهر فيه أنه متواجد في العاصمة البولندية وارسو، وأعرب عن أسفه الشديد لأقاربه وأصدقائه وأنه لا يستطيع الرد على الجميع، وأكد أنه بخير وطمئن الجميع بأنه سيعود قريبًا.

كل هؤلاء اللاعبين هربوا في عام واحد، وغيرهم أخذوا المسار الشرعي، والحصول على جنسية أجنبية مثلما فعل محمد الشوربجي الذي حصل على الجنسية الإنجليزية وبعد أشهر قليلة لحقه شقيقة وسلك المسار ذاته. 

أشرف صبحي وتقاعسه عن عزل مرتضى

كان 2023 عامًا مثيرًا، إذ شهد عودة مرتضى منصور لرئاسة الزمالك بطريقة غريبة ومريبة بعدما لم يستطع أشرف صبحي، بصفته وزير الشباب والرياضة، أن يعزله من منصبه.

أثيرت العديد من التساؤلات حول الأسباب وراء تقاعس صبحي في تنفيذ القرارات، وهناك بعض الآراء التي تربط بين هذا التقاعس وعمله السابق في النادي، فقد بدأ صبحي حياته المهنية في قسم العلاقات العامة بنادي الزمالك، ثم رحل للعمل في مجال التسويق والاستثمار. وعاد مرة أخرى للنادي في عام 2017 بعدما تم تعيينه في منصب مستشار اقتصادى واستثمارى لمجلس إدارة النادى متطوعًا بصلاحيات كاملة بقرار.

وتعرض صبحي لانتقادات حادة من قبل جماهير كرة القدم بسبب تقاعسه في تنفيذ القرارات المتخذة ضد مرتضى منصور، المعزول من قبل اللجنة الأولمبية، وذلك بالرغم من أهمية الأزمة التي يعيشها نادي الزمالك.