علاء عوض يكتب: آبي أحمد يشعل نيران الحرب في القرن الأفريقي.. هل قناة السويس في خطر؟

ذات مصر

بعد  توقيع اليوم مذكرة تفاهم باطلة  مع دولة ارض الصومال غير المعترف بها دوليا وبمقتضي هذه المذكرة ستكون إثيوبيا أول دولة أفريقية تعترف بدولة أرض الصومال وتمنح أيضا حكومة أرض الصومال حصة في شركة الطيران الإثيوبية التي تحقق أرباح تتجاوز 5 مليار دولار سنويا مقابل حصول إثيوبيا علي قاعدة عسكرية وميناء بمساحة 20 كيلو متر علي البحر الأحمر وخليج عدن.

جدير بالذكر أن إقليم أرض الصومال يسعي للانفصال عن دولة الصومال الاتحادية منذ نهاية القرن الماضي.

وبالقطع هذه الاتفاقيه ستشعل غضب كل الشعب الصومالي الذي لديه عداء تاريخي مع الاحباش  الذين يقومون الآن بشن عدوان صريح علي سيادة الصومال بسرقة جزء من أرضه في أول يوم من العام الجديد.

وبذلك تكون اثيوبيا قد أغرقت منطقة القرن القرن الافريقي بأكمله في أزمة سياسية كبيرة  تضعه علي حافة هاوية  
الحرب والفوضي وعدم الاستقرار 
فمن المؤكد ان الصومال لن تصمت وفي يدها الكثير من الحلفاء و الأوراق
هنا لا اتكلم فقط عن حقوق الصومال التاريخية في اقليم اوغادين الذي تحتله إثيوبيا وشهد حرب بينهم في نهاية سبعينيات القرن الماضي ولولا دعم الاتحاد السوفييتي السابق عسكريا  لإثيوبيا لكان هذا الإقليم الآن جزء من دولة الصومال.

بل عن أوراق أخرى مشتعلة في نسيج المجتمع الحبشي فيمكن للصومال دعم نضال مليشيات فانو التابعة لعرقية امهرة ضد حكومة آبي أحمد وتقديم السلاح لها في حربها التي تخوضها الآن لاسقاط أبي أحمد.

كما يمكن أيضا لحكومة الصومال الاعتراف باستقلال إقليم تيجراي الاثيوبي ودعم حركة تحرير تيجراي 
والأهم أنه يمكن للصومال توجيه ضربة قاضية لحكومة آبي احمد عبر توقيع اتفاقية مع مصر  تسمح للقاهرة بإنشاء قاعدة عسكرية في الصومال خاصة ان العلاقة بين القاهرة ومقديشو أكثر من ممتازة في الفترة الأخيرة.

عبث آبي أحمد بسيادة الصومال لن يمر دون عقاب وثمن مؤلم للحبشة وسيأتي الرد الصومالي سريعا وانتهاك إثيوبيا لوحدة التراب الصومالي مستغلة ضعفها الناتج عن حربها الاهلية 
يؤكد أيضا  هدف إثيوبيا الخبيث من اشعال نيران الفوضي والحرب في السودان باحتضان قاطع الطريق حميدتي وعصابة الدعم السريع فهو وعصابته بالنسبة لاثيوبيا  حصان طروادة الذي من خلاله يمكن لها أن تسرق ارض الفشقة وكل ولاية القضاريف  السودانية وتصل من هناك للبحر الاحمر  عبر منفذ آخر  بصفقة مع حميدتي.

ولاشك ان تحركات آبي أحمد الأخيرة أحد أهدافها أيضا وضع مصر تحت ضغط حبشي مستمر فبعد سد النهضة، تأتي خطوته الأخيرة في شمال الصومال في ذلك الاتجاه بامتلاك احد مفاتيح المرور الي قناة السويس عبر بوابة البحر الأحمر الجنوبية بمضيق باب المندب وخليج عدن.

وللأسف يبدو أن بصمات الامارات للأسف حاضرة في المشهد فهي تملك تقارب كبير ومصالح مع آبي أحمد فهو مدين لها بحياته السياسية بعد أن انقذته من قبضة قوات تيجراي التي كادت ان تصل للعاصمة أديس أبابا في  العام 2022  وتسقط آبي احمد ولكن الدعم العسكري الإماراتي غير قواعد اللعبة.

وفي الوقت نفسه تملك أبوظبي نفوذ سياسي واقتصادي مؤثر  في اقليم ارض الصومال بما سمح بتسهيل تنفيذ تلك الصفقة المشبوهة التي سنجلب مزيد من الفوضي في البحر الاحمر في وقت يشهد فيه حرب معلنة من يمن الحوثي علي إسرائيل وامريكا وبريطانيا  بهدف فك الحصار الإسرائيلي عن غزة وإيقاف الحرب.

ولا شك أن إسرائيل أبرز المستفيدين  من حضور إثيوبيا وتواجدها علي خليج عدن و باب المندب فهي بذلك ضمنت وجود شرطي غير عربي يدين لها بالولاء وينفذ المهام المطلوبة منه.

وفي هذا السياق  ليس صدفة علي الاطلاق ان يتم توقيع الاتفاقية الإثيوبية مع ارض الصومال في هذا التوقيت الذي يفرض فيه حصار بحري علي ميناء ايلات الإسرائيلي  الذي حرم إسرائيل من شريان تجارتها مع اسيا وأستراليا  والجنوب الشرقي لافريقيا  مما جعل إسرائيل تعاني من نقص كبير في الإمدادات في وقت تشهد حملتها العسكرية علي غزة تعثر  افقد حكومة نتنياهو ثقة الجمهور اليهودي بشكل كامل.