تونس تطالب دول عدم الانحياز بالضغط لإنهاء «المأساة الفلسطينية» المستمرة منذ 75 عاماً

ذات مصر

دعا وزير الخارجية التونسي، نبيل عمار، دول عدم الانحياز إلى ممارسة ضغط دولي لوقف العدوان على غزة وإنهاء "المأساة الفلسطينية" المستمرة منذ 75 عاماً.

وقال في كلمة خلال القمة التاسعة عشرة لحركة عدم الانحياز التي عقدت أخيراً في أنجولا: "نشدّد على ضرورة أن تدفع القمّة في اتّجاه تكثيف الضغط الدولي من أجل وضع حدّ فوري لمأساة الشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت الاحتلال والاستعمار منذ ما يزيد عن 75 عاماً ولجميع أشكال العدوان على قطاع غزّة وكلّ أرض فلسطين، بما أسفر عن سقوط آلاف الشهداء والمصابين، ما يرقى بهذه الجرائم الشنيعة إلى مرتبة الإبادة الجماعيّة بموجب القانون الدولي. وإنّ استمرار الوضع على ما هو عليه في هذه المنطقة الحسّاسة يُهدد الأمن والاستقرار في العالم، في حين سيكون لإنهاء العدوان إسهام مباشر في تنشيط الاقتصاد العالمي".

وأضاف: "وبقدر ما تثمّن تونس تضامن حركتنا ودعمها المتواصل للشعب الفلسطيني، فإنّها تؤكّد مساندتها لوحدة الموقف صلب الحركة، مع التذكير مجدّداً بمواقفها المبدئيّة الثابتة إزاء الوضع في فلسطين، وإدانتها الشديدة لاستمرار العدوان والاستعمار، ورفضها المطلق للمساواة بين المعتدي والمعتدى عليه. كما تسجّل تحفظّها على أيّة صياغات ضمن المُخرجات لا تتفق مع ثوابت هذا الموقف".

وتابع عمار بالقول: "لقد بلغت درجات النفاق، واللغة المزدوجة، وانعدام المسؤوليّة مستويات قياسيّة، بحيث يتمّ انتظار سقوط 25 ألف فلسطيني، معظمهم من المدنيّين، للإقرار بشكل علني بأنّ المعتدي موّل في السابق خصمه اليوم، وذلك، بأيّ غاية؟ محاولة إضعاف السلطة الفلسطينية، وفق تصريح لأحد كبار المسؤولين الدوليين".

وأكد أن التاريخ سيحفظ بأنّ "من يلقون القنابل وأكياس الدقيق في الوقت نفسه يظلّون مجرمين، وأنّ تونس وقفت، مرّة أخرى، على الجانب الصحيح في محكمة الإنسانيّة".

واعتبر أن القضيّة الفلسطينيّة "لا بد أن تظل في أعلى سلّم أولويّات الحركة إلى حين تحقيق العدالة في فلسطين من خلال استرجاع شعبها لأرضه السليبة وتجسيد دولته المستقلّة ذات السيادة على كلّ أرضه، وعاصمتها القدس الشريف".

كما التقى عمار نظيره الفلسطيني رياض المالكي على هامش أشغال قمّة الجنوب الثالثة لمجموعة 77 زائد الصين، التي تزامنت مع قمة عدم الانحياز.

وجدد "تأكيد تضامن تونس ودعمها الثابت للقضية الفلسطينية وتسخيرها لكل إمكانياتها لمساندة الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل استرداد حقوقه كافّة وإنهاء الاستعمار. وشدّد على أنّ نصرة الحق الفلسطيني يعدّ مسؤوليّة أخلاقيّة وقانونيّة محمولة على المجموعة الدوليّة بأسرها. كما أكّد رفض تونس التام لازدواجيّة المعايير في التعامل مع القضية الفلسطينيّة، واستعدادها المتواصل للانخراط الفاعل في أي جهود من شأنها إنهاء المظلمة التاريخيّة التي تتعرّض لها فلسطين".

فيما أعرب المالكي عن "مدى فخر القيادة الفلسطينية بموقف الرئيس قيس سعيّد، ووقوف تونس المبدئي والكامل إلى جانب الحق الفلسطيني، ما يمثّل دفعاً هامّاً لمسيرة النضال".

كما شدّد على الحاجة إلى مواصلة الضغط الدولي من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار ورفع العوائق المفروضة من قبل المحتلّ على دخول المساعدات الإنسانية إلى غزّة لتلبية الاحتياجات الإنسانية الهائلة والتصدي لمحاولات التهجير القسري.

وأكّد على أهميّة تكثيف المجموعة الدوليّة، وفي مقدّمتها الدول العربيّة، لتحرّكاتها لمنع تفاقم الوضع الكارثي الذي ألمّ بقطاع غزّة نتيجة العدوان الجبان للكيان الغاصب»، وفق بيان الخارجية التونسية.

واتّفق الطرفان على "مواصلة التشاور والتنسيق الوثيق في مختلف المحافل الإقليمية والدوليّة بشأن التعاطي مع مستجدات الأوضاع في فلسطين".

ومنذ السابع من أكتوبر الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي عدواناً متواصلاً على قطاع غزة، تسبب باستشهاد وإصابة عشرات الآلاف من الفلسطينيين، أبرزهم من النساء والأطفال.