«في اليوم العالمي للتعليم».. «فسحة سماوية» لطلاب غزة والضفة

ذات مصر

بينما يحتفل العالم، اليوم الأربعاء الرابع والعشرين من يناير باليوم العالمي للتعليم، يأتي هذا اليوم كمن هو قبله من الأيام وسط الدمار الذي يعيشه الشعب الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة الذي يتعرض لعدوان شرس منذ 110 أيام من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.

العدوان ألقي بظلاله على الحياة التعليمية كما غيرها من أشياء أخري تم تدميرها في القطاع المحاصر، حيث في ظل القصف الذي لا يتوقف جوًا وتوغل الاحتلال في القطاع برًا، أدي إلى دمار كامل في الحياة التعليمية في قطاع غزة والضفة الغربية.

ويتعرّض قطاع التعليم في غزة بكوادره ومرافقه ومنشآته لاستهداف ممنهج من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي بهدف جعل غزة مكانًا غير قابل للحياة، وبيئة تفتقد لأدنى مقومات الحياة والخدمات، والقضاء على مستقبل الأجيال المقبلة، وإنهاء حقها في العلم والمعرفة التي هي من أبسط حقوق الإنسان.

لكنه هو الاحتلال الذي يعيث في الأرض فسادًا بغير حسيب دولي ولا رقيب عربي يردعه عن فعلته التي أهلك بها الحرث والنسل في قطاع غزة، وأهل غزة يرجون العدل في زمن انتشر فيه الجور بلا رادع ويطلبون الأمان والعيش بكرامة بدون احتلال.

فسحة سماوية للطلاب 

وفي هذا السياق، أفادت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية باستشهاد 4510 طالبًا، بينما جُرح 7911 طالبًا في القطاع منذ بدء العدوان.

الأمر لم يتوقف على الطلبة فقط، حيث أشارت الوزارة إلى أنّ الاحتلال استهدف في عدوانه الطاقم التعليمي والإداري، حيث استشهد 231 معلمًا وإداريًا في قطاع غزة، كما أُصيب 756 في القطاع.

وثلاثي العملية التعليمية لم يسلم هو الآخر من عدوان الاحتلال، حيث طال العدوان 281 مدرسة حكومية و65 تابعة لوكالة "الأونروا" في قطاع غزة، 83 منها تعرّضت لأضرار بالغة، و7 للتدمير بالكامل.

كما طال العدوان الإسرائيلي 90% من الأبنية المدرسية والتربية الحكومية التي تعرّضت لأضرار مباشرة وغير مباشرة، إضافة إلى أنّ 29% من الأبنية المدرسية لا يمكن تشغيلها لتعرّضها لهدم كلي أو أضرار بالغة. بينما تُستخدم 133 مدرسة حكومية مراكز للإيواء في قطاع غزة.

الدمار التعليمي انتقلت آثاره إلى الضفة

كعادة الاحتلال الذي يعيث في كافة الأراضي فسادًا، فلم يتوقف دماره في القطاع التعليمي على قطاع غزة، إذ انتقل أثره إلى الضفة الغربية التي يحتلها بشكل كامل ويسيطر عليها.

حيث أفادت الوزارة أن عدد الشهداء الطلبة من الضفة الغربية منذ بداية العدوان على قطاع غزة إلى 41 شهيدًا إضافة إلى 282 جريحًا، فضلًا عن 85 تلميذًا اعتقلهم الاحتلال في ظل حملته المسعورة من الاقتحامات والاعتقالات في الضفة الغربية.

كما اعتقل الاحتلال 71 كادرًا تعليميًا سواء كان معلمًا أو إداريًا، فضلًا عن 6 من الجرحى جراء الاقتحامات المتكررة من الاحتلال لمدن وبلدات الضفة.

ولجأت 55 مدرسة في الضفة الغربية إلى التعليم عن بعد، نظرًا لوجودها في مناطق الاشتباكات مع جيش الاحتلال والمستوطنين، إضافة إلى الاعتداء على 42 مدرسة حكومية في الضفة.

ويبلغ عدد الطلبة في محافظات الضفة الغربية وقطاع غزة، أكثر من مليون وأربعمئة ألف طالب، من بينهم 915.327 طالبًا/ة في 3642 مدرسة حكومية، إضافة إلى 342.955 طالبًا/ة في 384 مدرسة تابعة للأونروا، و149.870 طالبًا/ة في 487 مدرسة خاصة.

انتهاكات بحق الجامعات

وفي المرحلة الجامعية، استهدف الاحتلال خلال عدوانه على قطاع غزة المستمر منذ 110 أيام، مباني في جامعتي "الإسلامية" و"الأزهر"، فضلًا عن تفجير بعض الجامعات ونسفها بالكامل بعد تحويلها إلى ثكنات عسكرية، على غرار جامعة "الإسراء" جنوب مدينة غزة.

بدوره، أفاد "المرصد الأورو متوسطي لحقوق الإنسان" باستشهاد 94 من أساتذة الجامعات، ومئات المعلمين وآلاف الطلبة في إطار جريمة الإبادة الجماعية الشاملة، التي يرتكبها الاحتلال في غزة.

ووفقًا للمرصد، تضمّ قائمة الشهداء الأكاديميين 17 شخصية من حملة درجة البروفيسور، و59 من درجة الدكتوراه، و18 من درجة الماجستير.