إيران تطالب فصائلها في العراق وسوريا بتقليص الهجمات على المصالح الأمريكية

ذات مصر

أفاد مسؤولون إيرانيون وأمريكيون، اليوم الثلاثاء، بأن إيران طلبت من الفصائل المسلحة التي تدعمها الحد من هجماتها على الأهداف الأميركية، في ظل قلقها من إشعال حرب مفتوحة مع الولايات المتحدة، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.

وقالت الصحيفة إن طهران بذلت جهوداً حثيثة لكبح جماح الفصائل الموالية لها في العراق وسوريا، بعدما شنت الولايات المتحدة سلسلة من الضربات الجوية، رداً على سقوط ثلاثة من أفراد القوات الأمريكية، في يناير، مشيرة إلى أن تلك الفصائل "قلصت هجماتها على القواعد الأمريكية بعد ضربات واشنطن".

وفي ظل مخاوف إقليمية من أن يؤدي تبادل الهجمات إلى تصعيد الصراع بالشرق الأوسط، قال المسؤولون الأمريكيون إن الفصائل "لم تشن أي هجمات على القواعد الأمريكية في العراق منذ الضربات التي نفذتها واشنطن في 2 فبراير الجاري، بينما لم تشهد سوريا سوى هجومين محدودين منها".

وقال مسؤولون إيرانيون وأمريكيون للصحيفة إنه في ظل اشتداد الهجمات التي يشنها المسلحون الموالون لطهران، شعر القادة الإيرانيون بالقلق من أن تكون مساحة الحرية الممنوحة للفصائل المسلحة قد "بدأت تأتي بنتائج عكسية وقد يدفعها للحرب".

وقال مسؤول أمريكي آخر إن وزارة الدفاع "مستعدة لضرب المزيد من الأهداف التابعة للفصائل المسلحة، إذا لزم الأمر"، بيد أنها رأت أن شن المزيد من الضربات الآن "سيأتي بنتائج عكسية".

وأفادت الصحيفة، استناداً إلى مسؤولين إيرانيين وعراقيين، بأن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني لعب دوراً في تقليص هجمات الفصائل المسلحة الموالية لإيران.

وأوضح المسؤولون أن السوداني أبلغ قادة الفصائل في بلاده وقائد "فيلق القدس"، التابع للحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني، بأن الهجمات المستمرة على القوات الأمريكية "أدت إلى تعقيد المفاوضات بين بغداد وواشنطن بشأن انسحاب قوات التحالف من العراق".

وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن نتيجة المشاورات مع قاآني تمثلت في استراتيجية جديدة تدعو الفصائل المسلحة العراقية إلى وقف كل الهجمات على القواعد الأمريكية في العراق، بما في ذلك إقليم كردستان بشمال البلاد والسفارة الأميركية في بغداد.

أما في سوريا، فقد أفاد مسؤولون إيرانيون وتقديرات استخباراتية أمريكية بأنه قد طُلب من الفصائل تقليص كثافة الهجمات على القواعد الأمريكية، تجنباً لسقوط قتلى.

وبمجرد أن انحسرت هجمات الفصائل المسلحة على الأمريكيين، أحجمت الولايات المتحدة عن استهداف واحد على الأقل من كبار قادة الفصائل عقب ضربات 2 فبراير "تجنباً لتقويض الهدنة وتفادياً لإثارة المزيد من الأعمال العدائية"، وفقاً لما ذكره مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون).

وأعلنت بغداد الشهر الماضي اتفاقاً مع واشنطن على بدء محادثات حول مستقبل التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق من أجل وضع جدول زمني لانسحاب القوات وإنهاء مهام التحالف.

ويرى العراق أن وجود التحالف الدولي أصبح عاملاً لعدم الاستقرار، بسبب الضربات التي تشنها الولايات المتحدة على الجماعات المسلحة العراقية التي تهاجم قواعدها، وهي هجمات زادت وتيرتها منذ أن بدأت إسرائيل حربها على قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي.

من ناحية أخرى، قال إيرانيون مطلعون على الاستراتيجية الجديدة للصحيفة الأمريكية إن الفصائل التي تنشط في كل من لبنان واليمن "ستواصل أعمالها بنفس الوتيرة".

وحذر عضوان في الحرس الثوري الإيراني على دراية باستراتيجية طهران الجديدة من أن هجمات جماعتيْ "حزب الله" اللبنانبة والحوثيين اليمنية ستشتد، إذا شنت إسرائيل هجوماً على رفح في جنوب قطاع غزة، بحسب الصحيفة.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أكد في تصريحات لشبكة "CBX News"، الأحد، أن الجيش سيشن هجوماً برياً في رفح، حتى إذا تم التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى مع حركة "حماس"، لكنه قال إن هذه العملية سيتم تأجيلها بعض الوقت في حالة إبرام هذه الصفقة.