ترمب يُعوِّل على جورجيا لحسم ترشيح الحزب الجمهوري «حسابيًّا»

ذات مصر

يعول الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب على أن يحسم، اليوم الثلاثاء، حسابياً ترشحه إلى انتخابات الرئاسة الأمريكية عن حزبه الجمهوري، عندما يخوض الانتخابات التمهيدية في بعض الولايات ومنها جورجيا، إحدى ساحات الملاحقات القضائية التي تعكّر صفو حملته.

وبات ترمب (77 عاماً) وحيداً في الانتخابات التمهيدية لاختيار مرشح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر، بعدما أزاح من دربه كل المنافسين، وآخرهم نيكي هيلي التي انسحبت من السباق الحزبي في 6 مارس، في ظل الفارق الكبير بينها وبين ترمب.

لكن من أجل اختياره رسمياً، يتوجب على ترمب الحصول على حد أدنى من المندوبين الذين من المفترض أن يصوّتوا لصالحه في المؤتمر العام للحزب الجمهوري المقرر في الصيف، والذي تتمّ خلاله تسمية المرشح.

وعلى ترمب أن يجمع 1215 مندوباً لضمان ترشيحه، وهو ما زال يحتاج الى 140 صوتاً، علماً بأن عدد المندوبين المطروح في انتخابات الثلاثاء هو 160.

دور جورجيا الحاسم

وتجرى الانتخابات التمهيدية، اليوم الثلاثاء، في هاواي وواشنطن وميسيسيبي، إضافة إلى جورجيا، حيث يحتفظ الملياردير الأمريكي بذكريات جيدة ومريرة.

فهذه الولاية الواقعة في جنوب شرقي الولايات المتحدة بجوار فلوريدا، عادة ما تصبّ أصواتها في الانتخابات الرئاسية لصالح مرشح الحزب الجمهوري، وهذا ما حصل في انتخابات 2016، اذ منحت الولاية أصواتها لترمب على حساب منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون.

إلا أن الرياح عاكست ترمب عام 2020، إذ كانت جورجيا من الولايات التي رجّحت خسارته أمام الرئيس جو بايدن، ما حرمه ولاية ثانية متتالية في البيت الأبيض.

وكان الفارق بين ترمب وبايدن في جورجيا 12 ألف صوت فقط، وعوض أن يقرّ الرئيس الجمهوري بخسارته في هذه الولاية، قام بالضغط على عدد من المسؤولين الانتخابيين المحليين، وطلب منهم في اتصال هاتفي أن "يعثروا" له على أصوات تكفي لسدّ تخلّفه عن بايدن.

وفي أعقاب نشر هذا التسجيل الصوتي، وجّهت سلطات الولاية الاتهام لترمب بمحاولة قلب نتيجة الانتخابات فيها، فيما دفع ترمب ببراءته من تهم "الابتزاز" وارتكاب عدد من الجرائم سعياً لقلب نتيجة الانتخابات في الولاية.

وحضر إلى سجن مقاطعة فولتون في أتلانتا، حيث أخذت بصماته والتقطت له صورة جنائية قبل إطلاق سراحه بكفالة 200 ألف دولار، واللقطة التي ظهر فيها ترمب عبوساً وعاقداً حاجبَيه ومُحدّقاً في الكاميرا، كانت تاريخية بوصفها أوّل صورة جنائيّة لرئيس أميركي سابق.

وترمب ملاحق في أربع قضايا جنائية، إذ يسعى من خلال التماسات عدّة إلى إرجاء محاكمته إلى أبعد أجل ممكن وفي كل الأحوال إلى ما بعد الاستحقاق الرئاسي.

ويتوقع أن تؤدي جورجيا في 5 نوفمبر دوراً محورياً مشابهاً لما قامت به في الشهر ذاته قبل 4 أعوام، فالانتخابات المقبلة ستكون على الأرجح مواجهة متجددة بين المتنافسَين ذاتهما، أي بايدن (81 عاما) وترمب، إذ ترجح الاستطلاعات أن يكون الفارق بينهما في جورجيا ضئيلاً كذلك.

وحضر بايدن وترمب إلى جورجيا، السبت، في إطار حملتهما الانتخابية التي يتواجهان فيها على قضايا شتّى بينها سنّ الرئيس الحالي ومسائل الهجرة.

وتوجه بايدن الى أتلاتنا، حيث يسعى لاستقطاب الناخبين من أصول إفريقية واللاتينيين، بينما حدّد ترمب في اللقاءات مع مناصريه، انتقاداته اللاذعة للمهاجرين الذين يدخلون الولايات المتحدة عبر حدود المكسيك، كما كرّر السخرية من سنّ بايدن وقدراته الذهنية والجسدية.