سبوبة الـ3 ملايين جنيه تشعل النار في بورسعيد.. مشروع رأس مال «سري» يكشف فساد منظومة التعليم

ذات مصر

كشفت مصادر بوزارة التربية والتعليم، العديد من ملفات الفساد المرتبطة بالوزارة، ورئيس الإدارة المركزية للتعليم العام، هالة عبد السلام، خلال توليها مسؤولية وكيل مديرية التربية والتعليم في محافظة بورسعيد.

مشروع رأس مال «سري»

قبل أشهر قليلة من الآن، علم مدير التعليم الفني في إدارة شمال في مديرية التربية والتعليم بمحافظة بورسعيد، فتحي سليم، عن طريق الصدفة، بوجود مشروع رأس مال في مدرسة المناصرة الصناعية العسكرية المشتركة لتصنيع الزي العسكري لمدارس التأسيس العسكري، على خلاف المعتاد.

الإجراءات القانونية المتبعة في تلك الحالة، أن تُعلم المديرية التي تتولى إدارتها وكيل وزارة التربية والتعليم في المحافظة، إدارة التعليم الفني التابع لها المدرسة لمراقبة ومتابعة تنفيذ المشروع، ثم تبدأ المدرسة في التصنيع.

تحكي المصادر أن مدير التعليم الفني في إدارة شمال التعليمية، عند علمه بذلك من مدير المدرسة حسن شوقي سعد الدين، تساءل حول كيفية حدوث ذلك دون علمه رغم أن المسؤولية الرئيسية للإشراف تكون عليه، ليرسل في اليوم التالي خطابًا إلى مدير إدارة شمال التعليمية بالواقعة.

وبين الخطاب أن خلال زيارة متابعة في 30 أغسطس، اكتشف مدير التعليم الفني، أن مدير المدرسة أخبره بوجود مشروع يجرى تنفيذه بالفترة المسائية، وأن عدد الطلاب المتقدمين 60 طالبًا وطالبةً، منوهًا بعدم تمكنه من الحصول على أي أوراق بشأن مشروع رأس المال.

وأوضح الخطاب أنه عند سؤال الموجه المالي والإداري لإدارة شمال، لمدير المدرسة عن الأوراق الخاصة بالمشروع ودفتر 20 و22 للمتابعة المالية والإدارات والمصروفات أفاد سكرتير المدرسة بأن الملف كاملًا بحوزة مسؤول التشغيل، محمد عاشور، وأنه غير موجود بالمدرسة.

خطابات «دون نتيجة»

توضح المصادر أن الخطاب الأول المرسل في 3 سبتمبر 2023، لم يرد عليه ليتبع بخطاب آخر في 7 سبتمبر الماضي، لتؤدي الإدارة واجبها القانوني بمتابعة المشروع ماليًا وإداريًا حسب اللوائح المنظمة لمشاريع رأس المال بالمدارس الفنية.

ووفق المستندات التي اطلعت عليها «ذات مصر»، فصدر خطاب من إدارة المدرسة موجه إلى إدارة شمال التعليمية بوجود مشروع رأس المال عن شهر أغسطس لتصنيع الزي العسكري لمدارس التأسيس العسكري.

وبتاريخ 7 سبتمبر الماضي، بعد إرسال مدير التعليم الفني في إدارة شمال، صدر خطاب آخر، موجه إلى إدارة شمال التعليمية صدر خطاب يفيد بتعاقد المدرسة مع محافظ بورسعيد لتنفيذ المشروع في 8 أغسطس 2023، مشيرًا إلى الانتهاء من المشروع في 7 سبتمبر ومراجعته في نفس اليوم من قبل الموجه المركزي المخزني بالقاهرة.

محاولات الرقابة الفاشلة

عقب وصول خطاب من إدارة شمال التعليمية، شكلت لجنة في 7 سبتمبر برئاسة مدير التعليم الفني بالإدارة، لسرعة متابعة مشروع رأس المال، وانتقلت اللجنة في نفس اليوم إلى مقر المدرسة لتجدها مغلقة في الثانية ظهرًا (فترة تنفيذ المشرع) وجرى التواصل مع مديرها الذي حضر بعد 45 دقيقة.

وكشفت مذكرة قدمتها إدارة التعليم الفني، أن اللجنة بعد وصولها إلى ورشة التصنيع في المدرسة لم تعثر سوى على بعض القمصان والبنطلونات المغلفة وغير المغلفة، ليرد مدير المدرسة أن المشروع انتهي من تنفيذه، وأن منتجاته جرى وضعها في المخزن.

نفي ادعاءات المدير

وشددت مصادر في المديرية لـ«ذات مصر»، على أن ادعاءات مدير المدرسة بتنفيذ المشروع في أقل من شهر لا يمكن تحقيقها خصوصًا أن الماكينات الموجودة داخل ورشة التصنيع «متهالكة» وعدد الطلاب العاملين في المشروع لا يمكنهم تنفيذه في شهر.

وقالت المصادر، إن المطلوب في المشروع يقترب من 19 ألف قطعة متنوعة، وأن هذا العدد لا يمكن أبدًا تنفيذه في شهر واحد خصوصًا أن العمل في المدرسة يكون في الفترة المسائية فقط، بالإضافة إلى عدم توفر الماكينات التي تنجز المهمة في تلك الفترة.

وأوضحت المصادر أن المشروع الذي بلغ إجمالي عوائده قرابة الـ3 ملايين جنيه، لا يعلم كيفية تنفيذه خصوصًا بعد إطلاع المسؤولين على فاتورة الكهرباء الخاصة بالمصنع والذي وجد أنها أقل من الشهرين السابقين.

وذكرت المصادر، أنه جرى تقديم شكاوى لإدارة التعليم الفني بإدارة شمال، وكذلك المديرية لكشف الفساد، لكنه صدر تعليمات بعدم الحديث عن الواقعة أو التحقيق فيها بدعوى أنها «أمر سيادي».

كشف المستور

المصادر كشفت لـ«ذات مصر»، أن أسعار المنتجات المعلنة من المدارس أغلى بكثير من نظيرتها المطروحة في الأسواق، مبينة أن المدرسة لجأت إلى حيلة لشراء ملابس المشروع من ورش تصنيع الملابس في قرية سلامون القماش.

وأوضحت المصادر، أنه جرى التقديم بعديد الشكاوى إلى وزير التربية والتعليم، رضا حجازي، في شهر ديسمبر الماضي، بعد فشل الحصول على المعلومات بشأن المشروع من وكيل مديرية التعليم في المحافظة، وأنه بالفعل أرسلت لجنة في مطلع العام الجاري لكن لم يعلن عن أي قرار.

وشددت المصادر على صدمتها بعد صدور قرار وزير التربية والتعليم، في شهر فبراير الماضي، بتولي الدكتورة هالة عبد السلام، رئاسة الإدارة المركزية للتعليم العام في الوزارة، متابعةً: «الوزير كافئ الفاسد وخلاه رئيس إدارة دون كشف المستور».

مستندات قضية مديرية التعليم ببورسعيد

مستندات قضية مديرية التعليم ببورسعيد
مستندات قضية مديرية التعليم ببورسعيد
مستندات قضية مديرية التعليم ببورسعيد
مستندات قضية مديرية التعليم ببورسعيد
مستندات قضية مديرية التعليم ببورسعيد
مستندات قضية مديرية التعليم ببورسعيد
مستندات قضية مديرية التعليم ببورسعيد
مستندات قضية مديرية التعليم ببورسعيد
مستندات قضية مديرية التعليم ببورسعيد
مستندات قضية مديرية التعليم ببورسعيد
مستندات قضية مديرية التعليم ببورسعيد
مستندات قضية مديرية التعليم ببورسعيد
مستندات قضية مديرية التعليم ببورسعيد
مستندات قضية مديرية التعليم ببورسعيد
مستندات قضية مديرية التعليم ببورسعيد
مستندات قضية مديرية التعليم ببورسعيد
مستندات قضية مديرية التعليم ببورسعيد
مستندات قضية مديرية التعليم ببورسعيد
مستندات قضية مديرية التعليم ببورسعيد
مستندات قضية مديرية التعليم ببورسعيد
مستندات قضية مديرية التعليم ببورسعيد
مستندات قضية مديرية التعليم ببورسعيد
مستندات قضية مديرية التعليم ببورسعيد
مستندات قضية مديرية التعليم ببورسعيد