أحمد عطا يكتب: التكوين في مواجهة «حي علي الفلاح»

ذات مصر

لو تتبعنا التطور التاريخيّ لهذا الكوكب، منذ قدم لنا أفلاطون عالم المعرفة وصولاً إلى إيلون ماسك والذكاء الاصطناعي، وما بينهما من ممرات تاريخيّة ضمت رسائل سماوية ورسلًا سمعنا عنهم وبعضهم لم نسمع عنهم، إنها رحلة معرفية شملت توليفة مختلفة من علوم الطب والهندسة والكثير من العلوم الطبيعية.

معنى هذا أن هذا الكون يقف خلفه هندسة إلهية حتي يصل بنا الحال لنكون مع موعد مع الذكاء الاصطناعي، ولكن علينا أن نتذكر قوله تعالي في سورة الفرقان (وخلق كل شيء فقدره تقديراً) صدق الله العظيم، لهذا نحن أمام معرفة شمولية شكلت وجسدت الحياة علي هذا الكوكب فسرته وتحدثت عنه ببراعة شديدة آيات القران الكريم.

لهذا كانت هناك حالة من التربص والكراهية للدين الإسلامي، وعلي رأس قمة الكراهية الماسونية العالمية في عصرنا الحاضر، والتي تسعي للقضاء علي الأديان وتفتيت الثوابت الاجتماعية وتكسير الحدود بين الدول ووضع إدارة العالم علي رأس حكومة واحدة، من خلال عملة موحدة وتأتي الصهيونية العالمية كأهم أدوات الماسونية العالمية.

وقد بدأ تنفيذ المخطط ببراعة شديدة وغفلة من الزمان بالربيع العربي الذي دمر حضارات أربع دول، وأضعف وأفقر المنطقة العربية، ثم وباء كورونا الذي استكمل مسيرة تدمير اقتصاديات الدول الهاشة، وهي الدول العربية، ثم الحرب الروسية الأوكرانية التي قضت على ما تبقى من أموال في المنطقة العربية، حتى صارت المنطقة العربية جاهزة تمامًا لعملية التفتيت الفكري والمجتمعي حتي تصبح بلا أخلاق وبلا دين وبلا أسرة وبلا هدف، فوقع الاختيار علي مجموعات عمل تقود التشكيك في الدين وفي وجود رب عظيم لهذا الكون حتي يفقد المسلم هوايته الدينية ويصبح غريبًا، كما فقد هوايته اللغوية.

فوقع الاختيار علي ألبرتو فرنانديز، وهو سفير سابق في الخارجية الأمريكية، أمريكي من أصل كوبي، يعني لا يؤمن بشيء، وقد وقع الاختيار قبل خمسة أعوام علي ألبرتو ليرأس قناة الحرة الأمريكية الناطقة باللغة العربية، وحسبما أكدت المصادر الخارجية داخل قناة الحرة وقتها، أن ألبرتو تولي من أجل أهداف محددة، وهي استهداف التراث الإسلامي وتشويهه والتشكيك في البخاري، ثم المرحلة التالية حتى 2030 التشكيك في النصوص الدينية؛ بل ودعم الشيعة الاثنا عشرية، لأنهم الصورة المشوهة من الإسلام، بهدف التخلي عن الدين وتركه، ومغادرة دور العبادة، وتربية أجيال حالية وقادمة على اللا دينية، وبالتالي انهيار كامل للمنظومة الأخلاقية.

والغريب أن ألبرتو وقع اختياره على الكاتب إبراهيم عيسي ليبدأ رحلة هدم التراث وتدميره، والتشكيك في صحيح البخاري، من خلال برنامج عن التراث، تُسجل حلقاته من العاصمة اللبنانية بيروت.

وقد وقع إبراهيم عيسي على عقد ضخم بقيمة 120 ألف دولار في السنة الواحدة. الغريبة أن ألبرتو خرج بعد عام واحد بواقعة سياسية قامت الإدارة الأمريكية بالتغطية عليها، واكتفت بإنهاء عقده وطرده من المحطة.

ورأت بعد ذلك الارتكازات الماسونية في العالم أن تدفع بالكاتب إبراهيم عيسي في أكثر من محطة، ليجادل ويناقش وينهي على البخاري وكتابه، ويشكك في الفقه الإسلامي تحت دعاوي التجديد والتنوير وتنقية التراث، حتى نعيش في عالم خالٍ من نكهة التطرف الإخوانية والجهادية والداعشية، وجميعهم صناعة بريطانية أمريكية لتدمير الإسلام، صعدوا جميعا مع طلعات الربيع الأمريكي.

الغريبة أن إبراهيم عيسى رفع شعار النضال الفكري لإنقاذ الإنسانية، بل أصبح لديه إيمان بأن المناضلين تتحطم أحلامهم على صخور الواقع، ولكن ما يغفله إبراهيم عيسى ورفاقه أن مصر دولة عصية التهمت الشيعة الذين فشلوا في نشر التشيع لأكثر من ألف سنة في مصر، وعليه أن يدرك أيضًا أن لهذا الكون ربا عظيما يدبره من خلال هندسة إلهية تصعب علي حيل ومخططات الماسونية العالمية.