سر لفظ "طلائع" وعلاقتها بـ فلسطين.. خبير بالجماعات الجهادية يكشف لـ«ذات مصر» رسائل كتائب الشهيد محمد صلاح

ذات مصر

أكد الخبير في حركات الإسلام السياسي والجماعات الجهادية الدكتور عمرو عبد المنعم أن مضمون الإصدار الجديد لما يسمي بكتائب الشهيد محمد صلاح لم يخرج عن سياق مجموعات وكتائب تنظيمي القاعدة وداعش  السابقة، لافتا في الوقت نفسه إلي أن الإصدار ركيك جدا من ناحية إخراج المادة الإعلامية ويدل علي أن خبراتهم  في مجالات الإعلام والترويج  له مازالت في مرحلة التكوين والتدريب.

 وأوضح في تصريحات خاصة لـ "ذات مصر" أن التنظيم استخدم في الإعلان اسم "طلائع" التحرير" مذكرا جمهور التيارات الجهادية بتنظيم الطلائع الذي أسسه فتحي الشقاقي مؤسس تنظيم الجهاد الفلسطيني والذي قتل في قبرص عام 1997، ثم تنظيم طلائع الفتح الذي اكتشف في عام 1993م وكان أربع مجموعات  تنظيمية منتشرة في كافة محافظات مصر.

وأشار إلي أن التنظيم استخدم اسم التحرير في إشارة لميدان التحرير ورمزيته لدي عموم الشعب المصري باعتباره رمزا لثورة 25 يناير.

وبحسب خبير الجماعات الجهادية فقد بدأ إصدار "طلائع التحرير" بدغدغة مشاعر الشباب المتحمس بعدد من المشاهد العنيفة والانتهاكات الجسيمة التي تحدث بشكل يومي في غزة وفلسطين  للنساء و الأطفال، وعقد مقارنة بينها وبين وبين ما يحدث في أفغانستان والعراق  واليمن والخليج العربي في رسالة بأن المشهد أصبح معتادا علي الصعيد الدولي والإقليمي وليس في غزة وحدها.

 ويري عبد المنعم أن الإصدار حمل الكثير من الدلالات الهامة والمحورية  التي تكشف كيف يفكر التنظيم وهل سيخرج بعمليات اخري في المرحلة القادمة وطريقته في الرصد والتنفيذ. 

وأوضح إن ما يحدث في غزة من انتهاكات وجرائم بحق الفلسطينيين تعد مادة خصبة لأي تنظيم ناشئ ويعتبر الدعامة الأساسية لفكرة الجهاد في سبيل الله بما تمثله من اثارة المشاعر الإنسانية والدينية وهي  متلازمة لخطاب جميع إصدارات  التنظيمات الجهادية الكبرى عبر العشر سنوات الماضية. 

وأكد أن الإصدار استخدم مصطلح اليهود وعملائهم وأنهم لهم بالمرصاد في محاولة لجذب وتجنيد عاصر جديدة الشباب المتحمس والمتأثر بما يحدث في غزة ، وخص بالذكر الشباب من دول الأردن ولبنان للحاق بركب التنظيم في المرحلة القادمة لأنها من الدول التي يهتم شبابها ويتأثر بالانتهاكات الصهيونية علي الأراضي الفلسطينية . 

ووفق خبير الجماعات الجهادية يحمل الإصدار أيضًا معلومات جديدة وربما لم تعرف عن القتيل الإسرائيلي" زيف كبير "  والذي قتل في  محافظة الإسكندرية  وأكدت المصادر الامنية الرسمية أنها عملية  قتل جنائية  حتي الآن ، إلا ان الإصدار  يكشف  أنها لأهداف سياسية  واتهمته بالتجسس لصالح إسرائيل ودعم أنشطة قتل الفلسطينيين في الأراضي العربية المحتلة ، وهو ما حمله الإصدار صراحة من خلال شرح طريقة  المجموعة في التنفيذ ،  فقدم الإصدار تحت عنوان "رصد الأهداف" عملية جمع المعلومات التكتيكية عن الهدف عبر  4 مجموعات  مختلفة  هي  مجموعة الرصد والمجموعة  الثانية وهي بروفة التنفيذ والمجموعة الثالثة هي مجموعة التنفيذ و الربعة والأخيرة هي مجموعة "  FeedBack " وهي  متابعة الحدث وتداعياته إعلاميا من خلال السوشيال مديا ونشر الإصدارات الخاصة به فيما بعد . 

 وأشار إلي أنه من الواضح ان مجموعة الرصد في هذا التنظيم قوية للغاية إذ قدمت مشاهد حية لإنتقالات الإسرائيلي وتردده علي بعض الأماكن العامة بل وحصلت المجموعة علي معلومات من شركات السياحة والفنادق التي كان يتردد عليها  الإسرائيلي في بعض الأماكن، بالإضافة لمعلومات عن الشركة الاستثمارية التي كان يديرها الإسرائيلي المقتول  والتي كان بداية  نشاطها باسم ok fruits وهي مجموعة تختص بالإنتاج الغذائي وانتقلت إلي تل ابيب وغيرت اسمها إلي مجموعة O.K Group . 

ويري عبد المنعم أن طريقة التنفيذ تقليدية وسريعة فقد كانت بطبنجة بخزينة وضع بها ثماني طلقات استخدم منها خمسة فقط وترك ثلاثة للتغطية علي عملية الهروب والانسحاب  في حالة  إذا تتبع المنفذ أحد فيقوم باستهدافه هو الاخر . 

وفي ختام حديثه، حذر خبير الجماعات الجهادية من تداعيات الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبرالماضي، مؤكدا أن الحرب تغذي مثل هذه الجماعات الصغيرة والمجموعات الهامشية وتشجعها علي الظهور، وتعدد مسمياتها واشكالها وتبنيها لاي  عمليات حتي ولو كانت بقصد جنائي، متوقعا وقوع "حدث كبير" خلال الأسابيع أو الأشهر القليلة المقبلة.