وسط سخط إسرائيلي.. دول أوروبية تعترف بـ«الدولة الفلسطينية»

ذات مصر

أعلنت ثلاث دول أوروبية، صباح اليوم الأربعاء، الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين، متعهدين بتنفيذ  القرار في الثامن والعشرين من مايو الجاري، وسط سخط من الاحتلال الإسرائيلي وتثمين فلسطيني بتلك الخطوة.

واعترفت إسبانيا، وإيرلندا إلى جانب النرويج بالدولة الفلسطينية، في ظل استمرار حرب الإبادة الحالية على أهالي قطاع غزة منذ أكثر من 230 يومًا على التوالي وتواصل بسالة المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال وقوتها في الميدان.

إسبانيا تعترف بالدولة الفلسطينية 

في غضون ذلك،  قال رئيس الوزراء الإسباني "بيدرو سانشيز" خلال مؤتمر صحفي أمام البرلمان في مدريد، "إنه بعد الاتفاق سنعترف بالدولة الفلسطينية، بعد سلسلة كاملة من المحدثات في الفترة الأخيرة".

وأكد أن إعلان بلاده سياسة خارجية تحترم القانون الدولي في فلسطين، وتصويت إسبانيا في الأمم المتحدة على عضوية كاملة لدولة فلسطين كان لدعم هذا القرار.

وأضاف سانشيز: "نقول للفلسطينيين الأبرياء بأننا معهم رغم التدمير والحصار فإن دولة فلسطين ستبقى في قلوبنا".

وأشار المسؤول الإسباني إلى أنه تم الاعتراف بدولة فلسطين من أجل السلام والعدالة والانسجام في المواقف الفلسطينية الإسبانية، لأنه هناك حل واحد للصراع وهو حل الدولتين وهذا الحل ضروري للتوصل لاتفاق.

ونوه سانشيز على أنه من أجل العدالة، يجب تحقيق رغبة المجتمع الدولي في تحرير الأراضي الفلسطينية، مشيرا إلى أن اعتراف بلاده سيمثل حجر أساس للعودة للكرامة.

هذا الاعتراف سيساهم في فتح الطريق أمام الدول الأوروبية الأخرى للاعتراف بدولة فلسطين، وهناك دول أوروبية أخرى سترافقنا في الاعتراف بالدولة الفلسطينية في الأيام المقبلة، والاعتراف خطوة الأولى وسنواصل مساندة الفلسطينية بكل قوتنا، حسبما أردف سانشيز، الذي حاول جاهدًا في الفترة الأخيرة إلى الحصول على تأييد أوروبي للاعتراف بالدولة الفلسطينية.

إيرلندا على النهج نفسه 

من جهته، قال رئيس الوزراء الإيرلندي سايمون هاريس، صباح اليوم إن بلاده ستعترف بالدولة الفلسطينية، داعيًا الدول الأوروبية الأخرى إلى اتباع هذا النهج.

وشدد هاريس على أن شعب فلسطين يستحق مستقبلا مليئا بالأمل والسلام، مؤكدا أنه لا مستقبل للنسخة المتطرفة من الصهيونية التي تغذي عنف المستوطنين والاستيلاء على الأراضي.

وأضاف رئيس الوزراء الأيرلندي أنه "لا يمكن أن يكون هناك سلام بدون المساواة، ومن المهم ألا يتم تفسير قرارنا بشكل خاطئ".

في سياق متصل، أشار متحدث باسم الحكومة الأيرلندية إلى أن هناك اتصال وتنسيق مستمر بين العديد من عواصم الاتحاد الأوروبي بشأن هذه القضية بما في ذلك مدريد.

تضامن نرويجي مع القرار والانضمام له

بدورها، أعلنت النرويج، اليوم، الاعتراف رسميا بدولة فلسطين على حدود 1967 "وفق ما يتماشى مع القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة".

جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك لرئيس الوزراء النرويجي يوناس جار ستوره ووزير خارجيته إسبن بارث إيدي.

وأوضح رئيس الوزراء النرويجي أنه "في خضم الحرب التي سقط فيها عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، ينبغي علينا أن نبقي البديل الوحيد حياً والذي يقدم حلاً سياسياً لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين".

وأشار إلى أن هذا القرار "يتيح في نهاية المطاف استئناف مسار تحقيق حل الدولتين ومنحه زخما جديدا".

وتابع في حديثه خلال المؤتمر الصحفي أن الاعتراف بفلسطين "يبعث برسالة قوية إلى الدول الأخرى بأن تحذو حذو النرويج وعدد من الدول الأوروبية الأخرى وتعترف بدولة فلسطين".

في السياق نفسه، صدر بيان عن الخارجية النرويجية قائلة بإنه "تم إبلاغ السلطات الفلسطينية والإسرائيلية بقرار الحكومة الاعتراف بدولة فلسطين".

النرويج تدعم وتسعى جاهدة لدفع حل الدولتين، وأن الاعتراف بفلسطين كدولة "يؤكد على موقف النرويج الثابت منذ فترة طويلة بأن الحل الدائم للصراع في الشرق الأوسط لا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال حل الدولتين"، وفق ما أشار البيان نفسه.

استنكار من دولة الاحتلال

وتعقيبًا على القرار، قالت وزارة خارجية الاحتلال الإسرائيلي في بيان، صباح اليوم: "أمر وزير الخارجية يسرائيل كاتس بالعودة الفورية للسفيرين الإسرائيليين في أيرلندا والنرويج إلى إسرائيل، لإجراء مشاورات على خلفية قرار الدولتين إعلان اعترافهما بدولة فلسطين".

ونقل البيان عن كاتس قوله: "اليوم أوجه رسالة حادة إلى أيرلندا والنرويج، مفادها أن إسرائيل لن تتجاهل هذا الأمر بصمت".

وأضاف: "لقد أمرت للتو بعودة السفيرين الإسرائيليين من دبلن وأوسلو إلى إسرائيل لإجراء مشاورات عاجلة"، واصفًا القرار بأنه "استعراض غباء"، على حد تعبيره.

ترحيب فلسطيني بالقرار.. ودعوة للسير على المنوال نفسه 

وعلى جانب آخر، اعتبرت رئاسة السلطة الفلسطينية أن قرار الدول الثلاث بالاعتراف بالدولة الفلسطينية يعد بمثابة "دفعة إيجابية تعكس حرص تلك الدول على دعم الشعب الفلسطيني وحقوقه الثابتة والمشروعة في أرضه ووطنه"، داعية الدول الأخرى للسير على هذا النهج والاعتراف بالدولة الفلسطينية.

وأشارت إلى أن "قرار الدول الثلاث، في هذه الاوقات، يأتي مساهمة من الدول المؤمنة بحل الدولتين كخيار يمثل الإرادة والشرعية الدولية، في إنقاذ هذا الحل الذي يتعرض للتدمير الممنهج جراء السياسات الإسرائيلية، خاصة من خلال استمرار حرب الابادة الجماعية في قطاع غزة".

كما ثمنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) هذ القرار، مشيرة إلى أنها خطوة هامة في إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، مطالبة الدول الأخرى بأن تسير على نفس هذا النهج.

ويشار إلى أنه منذ عام 1988، اعترفت 139 دولة من أصل 193 دولة عضو في الأمم المتحدة بالدولة الفلسطينية، كما تعتبر فلسطين عضو غير دائم بالأمم المتحدة منذ العام 2012، ولم تحصل على العضوية الكاملة بعد.

الجدير بالذكر أن 8 أعضاء في الاتحاد يعترفون بالدولة الفلسطينية وهم بلغاريا وبولندا والتشيك ورومانيا وسلوفاكيا والمجر والسويد، إضافة إلى قبرص، فضلًا عن هؤلاء الدول الثلاث بعد قرارهم اليوم.