قبل موجات الغضب.. الإسكندرية تواجه تسونامي بخطوات استباقية

صورة تعبيرة لظاهرة
صورة تعبيرة لظاهرة تسونامي

 أعلنت منظمة اليونسكو اعتماد الإسكندرية كأول مدينة في إفريقيا تطبق معايير للحد من مخاطر موجات تسونامي التي قد تواجه المحافظة التي تطل على البحر الأبيض المتوسط.

يُعدّ ارتفاع مستوى سطح البحر الناتج عن ظاهرة الاحتباس الحراري أحد أكبر التهديدات التي تواجهها الإسكندرية، تشير الدراسات إلى أنّ المدينة قد تفقد ما بين 20% إلى 40% من مساحتها بحلول عام 2050، ممّا سيؤثر على ملايين السكان.

وتأتي هذه الخطوة بعد الإنجازات التي حققها المعهد القومي لعلوم البحار والمصايد في نشر التوعية حول مخاطر موجات التسونامي، وذلك للتصدي للموجات الناجمة عن الزلازل في البحر المتوسط.

كيف واجهت الإسكندرية خطر ارتفاع سطح البحر؟

تنتيجة لتلك لجهود كرمت منظمة اليونسكو المحافظة، لتحقيقها المعايير الدولية في مجال الاستعداد لمخاطر موجات التسونامي. 

وتم استقبال محافظ الإسكندرية محمد الشريف، في مكتبه، حيث كان يمثل اللجنة الحكومية لعلوم المحيطات في اليونسكو وشغل منصب المسؤول عن برنامج زيادة الحد من مخاطر موجات التسونامي في البحر المتوسط وشمال الأطلسي. 

وفي السياق ذاته، أعلن المعهد القومي لعلوم البحار في بيان صحفي عن تفاصيل اعتماد منظمة اليونسكو لمحافظة الإسكندرية، بعد تحقيقها المعايير الدولية للاستعداد لمخاطر موجات التسونامي، مما جعلها أول محافظة في إفريقيا تتلقى هذا الاعتراف.

عرض المعهد القومي لعلوم البحار خططًا لمواصلة دعم المحافظة من قبل منظمة اليونسكو في إدارة البرامج التي تنفذها اللجنة التنسيقية الحكومية الدولية لنظام الإنذار المبكر لموجات التسونامي.

وتهدف هذه الجهود إلى التخفيف من آثار هذه الموجات في شمال شرقي المحيط الأطلسي والبحر المتوسط والبحار المتصلة، من خلال تنفيذ أجهزة الإنذار المبكر لموجات التسونامي وبرامج التدريب التي تقوم بها اللجنة.

مخاطر ارتفاع منسوب البحر على الإسكندرية عام 2050

أكدت الأمم المتحدة، في تقرير نشرته في 2022، أن حوالي ثلث مدينة الإسكندرية ستكون تحت الماء أو غير صالحة للسكن بحلول عام 2050، وتوقعت أن يضطر ربع سكان المدينة، البالغ عددهم 6 ملايين نسمة، لهجرة عروس البحر المتوسط مع عدم الاحتمالية الكبيرة لنجاة المعالم الثقافية والتراثية من الغرق. 

وتشير التوقعات الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، التابعة للأمم المتحدة، إلى أن مستوى البحر الأبيض المتوسط قد يرتفع بمقدار متر واحد خلال الثلاثة عقود القادمة، وهذا يُعد أسوأ سيناريو. ويؤكد خبراء الأمم المتحدة أن مستوى البحر الأبيض المتوسط سيرتفع بوتيرة أسرع مقارنةً بأي منطقة أخرى في العالم تقريبًا. ومن المحتمل أن يؤدي ذلك، كما يشير اللجنة، إلى غرق "ثلث الأراضي الزراعية الغنية في دلتا النيل"، بالإضافة إلى غرق "مدن هامة ذات تاريخ حافل مثل الإسكندرية".

وفقًا لتقرير التنمية البشرية لعام 2021، الذي صدر عن وزارة التخطيط المصرية بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، يتوقع أن يرتفع منسوب البحر المتوسط بمقدار متر واحد بحلول عام 2050 نتيجة للتغيرات المناخية العالمية.