اعتبره الركن المحوري في القاعدة الصلبة في محور المقاومة

الجمعية العربية للعلوم السياسية تصدر بيانًا عقب استشهاد حسن نصر الله

ذات مصر

أصدرت الجمعية العربية للعلوم السياسية بيان الجمعية العربية للعلوم السياسية  (القاهرة - بيروت) عنوانه: “بيان حول استشهاد القائد المقاوم/ السيد/ حسن نصر الله” وقد ذيل  بكل من الأمين العام : أ.د. حسان الأشمر ونائب الرئيس، أ.د. حسن جوني ورئيس اللجنة أ.د. جمال زهران.

فقدت الأمة العربية والإسلامية.. ومحور المقاومة.. السيد/ حسن نصر الله (الأمين العام لحزب الله).. شهيداً على طريق القدس، وهو الركن المحوري في القاعدة الصلبة في محور المقاومة، وذلك في وقت عصيب للغاية. فقد كان صاحب الوعد الصادق.. والأمين.. والمخلص للقضية العربية القومية.. وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. وذلك فقد كان يدرك أن أهم مسئولياته هي تحرير فلسطين وبيت المقدس.. وبشكل كامل، وإنهاء الوجود الصهيوني للأبد. وقد تحمل مسئولية حزب الله، بعد اغتيال السيد/ عباس الموسوي (الأمين العام الأول للحزب)، على يد الصهاينة، وذلك عام 1992م، واستمر قائداً مغواراً على مدار أكثر من ثلاثة عقود، استطاع أن يبني مؤسسة حزبية متكاملة، وأن يبني قوة عسكرية إضافية للدولة اللبنانية، حامية للشعب اللبناني في مواجهة العدو الصهيوني، وترجم ذلك في تحرير لبنان من الاحتلال الصهيوني الذي كان وصل إلى بيروت، عام 2000م، وأجبر العدو الصهيوني على مدار (33) يوماً متصلة، عام 2006م، ازاء العدوان الصهيوني الذي استهدف إعادة الأمور إلى ما قبل عام 2000م، ولكنه استطاع أن يواجه الجيش الصهيوني، وتراجع وانسحب يجر أذيال الهزيمة والعار، ويحقق الانتصار الثاني على العدو الصهيوني.

        إلا أن العدو الصهيوني، قام بتنشيط خيار "الاغتيالات"، بصورة فجة، وذلك بعد الشعور بالهزيمة القاسية في عملية "طوفان الأقصى"، في السابع من أكتوبر، وشعوره أمام المقاومة الفلسطينية بقيادة حماس والجهاد، بالخزي والعار. لذلك فقد تجاوز كل الخطوط الحمراء، باغتيال القائد/ إسماعيل هنية (رئيس المكتب السياسي لحماس)، ثم اغتيال القائد الحاج/ فؤاد شكر (القائد العسكري لحزب الله)، واغتيال قيادات إيرانية في داخل القنصلية الإيرانية في دمشق (سوريا). وتابع العدو الصهيوني، خلال الأيام الماضية، باستخدام العنف المفرط، بشكل إرهابي، حتى أضحى يتصرف بجنون، بلا سقف.. بلا حدود.. بلا حسابات، وبلا قواعد، فدمر عمارتين كان فيها (14) قيادة من قيادات الصف الأول بالحزب، بل لم يتوقف عند ذلك، بأن وجه كل قدراته العسكرية وبطائرات أمريكية، وصلت به إلى استخدام ما يقرب من (100) طن متفجرات، لتدمير (4) عمارات، كان فيها السيد/ حسن نصر الله، فراح شهيداً على طريق القدس.

        فالسيد/ حسن نصر الله.. راح ضحية عمل إجرامي، لن يمر مرور الكرام، بل ستكون له عواقب وخيمة من الآن فصاعداً، بعد أن بدأت الحرب الشاملة والكبرى، على طريق تحرير فلسطين من النهر إلى البحر، وتحرير بيت المقدس من دنس الصهاينة. فما بعد استشهاد السيد/ حسن نصر الله، سيكون وبالاً على العدو الصهيوني، ومن يوظفه في أمريكا والغرب الأوروبي الاستعماري، حيث سقط المشروع الصهيوني الاستعماري في طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر وبعد عام كامل، وبدأ الانهيار الكامل من الداخل الصهيوني، وآن أوان رحيله.

        وقد أقدم العدو الصهيوني على جريمته الشنعاء هذه، باغتيال السيد/ حسن نصر الله، نتيجة هزيمته الفادحة في غزة، والتي أراد أن يفترسها، فأعاق ذلك حزب الله بقيادة أمينه العام، الذي اشترط وقف العدوان على غزة، والانسحاب الكامل لجيش الكيان، كشرط لوقف حزب الله للساحة اللبنانية كجبهة إسناد لشعبنا العربي في غزة. وقد كشف العدو الصهيوني في عجزه وفشله وهزيمته، باللجوء إلى خيار الاغتيالات، وتدمير حي الضاحية ببيروت، على من يسكنها من المدنيين (أطفال – نساء – شيوخ)، كما كشف عن غطرسته، واستخدام أساليب إرهابية، بتوظيف آليات تكنولوجية في محاولة قتل وإصابة ما يقرب من خمسة آلاف مواطن لبناني، في جريمة غير مسبوقة في التاريخ، بتفجير أجهزة (البيجر)، عن بعد!!

        لقد رحلت أيها الزعيم.. السيد/ حسن نصر الله، بجسدك فقط، ولكنك ستظل هائماً بروحك.. في روحنا.. تلهمتا الاستمرار في النضال والمقاومة والإخلاص، ولم تكن مجرد رمز لبناني، بل رمز نضالي للعروبة والإسلام والإنسانية. وستظل ذكراك حية في نفوس كل محبيك، ودافعاً للعطاء المتدفق من أجل تحرير فلسطين والقدس.

        نحن نثق في جمعيتنا العربية للعلوم السياسية، بأن حزب الله برجاله، ونظامه المؤسسي والقيادي، لقادر على تجاوز هذه المحنة الكبرى والأليمة، وإعادة ترتيب البيت من الداخل، واختيار القيادات التي تواصل النضال والمقاومة، والنصر قريب بإذن الله.

        ومن حسن الطالع، أن يستشهد، سيد المقاومة، السيد/ حسن نصر الله، في نفس يوم رحيل الزعيم/ جمال عبد الناصر، رمز المقاومة الأول وهو 28 سبتمبر/ أيلول، وبعد (54) عاماً من الرحيل، ولذلك فإن رحيلهما في نفس اليوم، لهو فأل حسن، بأن النصر قريب، وقد اقتربنا منه بإذن الله.

وختاماً: قال تعالى: "يا أيتها النفس المطمئنة.. ارجعي إلى ربك راضية مرضية.. فادخلي في عبادي.. وادخلي جنتي". صدق الله العظيم. لقد أديت واجبك بأمانة وإخلاص ووطنية وعروبة، يا سيد/ حسن، ولن ننساك.. وسيظل التاريخ يذكرك بكل فخر واعتزاز. نام قرير العين.. ونحن على الدرب سائرون.. مقاومون.