بعد حادث إسقاط الطائرة.. أمريكا «للخلف دُر» أمام الدب الروسي

بايدن وبوتين
بايدن وبوتين

تفاقمت التوترات بين أكبر قوتين عسكريتين في العالم، بعد حادث إسقاط مقاتلات روسية لطائرة مسيرة أمريكية فوق مياه البحر الأسود، الثلاثاء، حيث وصفت واشنطن ذلك بأنه سلوك متهوّر ويفتقر إلى المهنية.

وكشفت القيادة الأوروبية للجيش الأميركي أن مقاتلة روسية من طراز «سوخوي-27» اصطدمت بطائرة أميركية مسيرة من طراز «ريبر» MQ-9 Reaper فوق البحر الأسود، الثلاثاء.

وقالت واشنطن إن الطائرة المقاتلة أسقطت الطائرة المسيرة الأميركية، وهو ما تنفيه روسيا.

أمريكا تتجنب المواجهة 

تعاملت أمريكا مع الحادث بمنطق ضبط النفس، لتجنب وقوع أي احتكاك عسكري مع الدب الروسي، قد يؤدي لنتائج لا تُحمد عقباها، خاصة في ظل الحرب الروسية الأوكرانية، ودعم أمريكا لكييف في مواجهة موسكو.

ورأى مراقبون أن حادث الطائرة الأمريكية لن يؤدي لتصعيد الجانبين؛ ولن يتخطى الأمر المناوشات على الصعيد الدبلوماسي بين الطرفين.

وعكست الردود الأمريكية حالة الضعف التي تبدو عليها واشنطن مع ولاية الرئيس الديمقراطي جو بايدن، الذي يواجه ضغوطا داخلية قوية، وتراجعا في شعبيته بشكل حاد مؤخرا.

وزير الدفاع الأمريكي: أعمال عدوانية وخطيرة وغير آمنة

وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، في مستهل اجتماع للبلاد الداعمة لمعركة أوكرانيا ضد القوات الروسية الأربعاء: «تعد هذه الحادثة الخطيرة جزءا من نمط أعمال عدوانية وخطيرة وغير آمنة، يقوم بها الطيارون الروس في المجال الجوي الدولي».

وأضاف: «تأكدوا أن الولايات المتحدة ستواصل التحليق والعمل في أي مكان يسمح به القانون الدولي. يتحتم على روسيا تشغيل طائراتها العسكرية بشكل آمن ومهني».

وأشار «البنتاجون» إلى أن مسيّرته كانت تقوم بمهمة روتينية عندما تم اعتراضها «بأسلوب متهوّر وغير سليم بيئيا وغير مهني»، فيما شددت روسيا على أن المسيّرة كانت خارج السيطرة، مؤكدة أن طائراتها لم تحتك بها بأي شكل من الأشكال.

وسبق أن قالت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون»، إن «طائرة مقاتلة روسية اصطدمت بجزء من مسيرة عسكرية أمريكية، ما أجبرنا على إسقاطها فوق البحر الأسود، دون كشف المزيد من التفاصيل حول الحادث».

ووفقا لوسائل إعلام أمريكية، فإن المسيرة الأمريكية كانت تنفذ عملية استطلاع في الأجواء الدولية فوق البحر الأسود، وأن التصادم وقع بعد تعقب مقاتلتين روسيتين المسيرة الأمريكية بطريقة غير مهنية أو آمنة.

روسا: لدينا القدرة على إيجاد الطائرة المحطمة

في المقابل، قال سيرجى ناريشكين، مدير جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي، إن بلاده لديها الموارد التقنية التي تمكنها من العثور على حطام الطائرة الأمريكية من دون طيار، المفقودة في البحر الأسود ودراستها.

وأضاف ناريشكين: «بالطريقة التي أراها، هناك مثل هذه القدرات الفنية»، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تقوم بنشاط الاستطلاع في منطقة البحر الأسود، باستخدام تقنيات مختلفة.

وأردف مدير جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي: «نحن نعرف ونفهم بالتفصيل الأهداف التي كان الأمريكيون يسعون لتحقيقها من خلال أنشطتهم الاستكشافية، واستخدام الوسائل التقنية بينما نحاول تحديد المنشآت والأراضي التي تهمهم بشكل أكبر».