وزير الخارجية التركي يزور مصر غدًا.. هل تعود العلاقات إلى طبيعتها؟

مصر وتركيا
مصر وتركيا

يصل وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إلى القاهرة، غدًا السبت، بعد قطيعة دامت أكثر من 10 سنوات إثر خلافات سياسية كبيرة بين البلدين بسبب الدعم المستمر من أنقرة لجماعة الإخوان الإرهابية، وبث قنواتهم من داخل الدولة، بالإضافة إلى صراعات خارجية بين البلدين.

زيارة الوزير التركي، تأتي بعد تقديم القاهرة مساعدات إنسانية إلى تركيا، بعد الزلزال المروع الذي تعرضت له تركيا وأودى بحياة المئات، الأمر الذي قابلته تركيا.

زيارة السفير التركي إلي مصر 

المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، قال إن وزير الخارجية التركي، سيصل القاهرة غدًا، لتعزيز سبل التعاون المشترك بين البلدين، وأن الزيارة ستشهد توقيع اتفاقيات تعاون، وإطلاق حوار مُعمق حول مختلف جوانب العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك.

وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية أن  الوزير سامح شكرى سوف يستقبل نظيره التركى في لقاء ثنائي، بمقر وزارة الخارجية بقصر التحرير، وبعد ذلك  سيكون هناك مباحثات موسعة بحضور وفدى البلدين، على أن يعقب ذلك مؤتمر صحفي مشترك.

أزمات مستمرة بين البلدين

العلاقات المصرية التركية مرت خلال العقد الماضي بعديد الأزمات السياسية، والتي بدأت مع تصريحات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، حول ثورة 30 يونيو 2013، وتأكيده مرارًا وتكرارًا دعم الرئيس المصري الراحل، محمد مرسي، وجماعة الإخوان الإرهابية، بالإضافة إلى انتقاده للنظام المصري بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي.

الدعم التركي للجماعة الإرهابية، لم يتوقف فقط على تصريحات أردوغان والمسئولين الأتراك، لكنه امتد لتستضيف أنقرة قيادات الجماعة وتفتح ذراعيها لهم باستمرار، بالإضافة إلى السماح بإطلاق عدد من القنوات الإخوانية التي تحرص يوميًا على مهاجة مصر، فضلًا عن تنظيم مؤتمرات عدة لدعم الإخوان بحضور الرئيس التركي.

وازدادت الأمور سوءا بين البلدين بسبب الأوضاع في ليبيا، بإعلان تركيا نيتها توقيع اتفاقية أمنية مع حكومة الوحدة الوطنية الليبية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، والتي رفضتها مصر بشدة، ووصلت حدة الأزمة بين الطرفين إلى شن الجيش المصري هجمات عسكرية على مناطق لتنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، ومرتزقة مدعومين من أنقرة هناك.

العداء يتصاعد

الخلافات المصرية التركية تصاعدت مع إعلان مصر ترسيم الحدود البحرية مع دولة اليونان للبدء في التنقيب عن الغاز في شرق البحر المتوسط، والتي رفضتها تركيا، ووصفتها بغير القانونية، لتبدأ هي الأخرى مناوشات مع أثينا، قبل أن تطالب مصر بعدم توقيع الاتفاقية لمخالفتها القانون الدولي.

استمرت الأمور في السوء بين البلدين، حتى شهد عام 2021 “انفراجة” ببدء محادثات سرية بين البلدين لحل النقاط الخلافية وعودة العلاقات إلى طبيعتها، وأكد الرئيس التركي، في أكثر من مناسبة سعي بلاده إلى عودة العلاقات مع القاهرة.

وردت القاهرة على أنقرة بقائمة شروط، كان أبرزها تسليم قيادات الإخوان الموجودين في أنقرة، ووقف بث القنوات الإخوانية من هناك، بالإضافة إلى التزام أنقرة بحق الجوار بشأن الوضع في ليبيا، وعدم التدخل في شئونها وعلى مدار أشهر عديدة شهدت اجتماعات سرية وعلنية لم تكلل بالنتائج المرجوة.

السيسي وأردوغان وجهًا لوجه

محاولات التصالح ظلت مستمرة للتوافق حول الطلبات المصرية والتركية، وبدت الأمور في حال أفضل خلال افتتاح كأس العالم في قطر نهاية العام الماضي، حيث التقطت صورة ثنائية للرئيس التركي والمصري، بعد القطيعة بينهما لعقد كامل تقريبًا ورفضهما تبادل السلام في المحافل الدولية، ليبدأ الحديث عن عودة العلاقات الثنائية.

صورة السيسي وأردوغان في الدوحة، أعقبها موقف مصر الداعم لتركيا في أزمة الزلزال المدمر الذي تعرضت له مع سوريا وتسبب في خسائر كبيرة، لتعلن مصر عبر وزارة الخارجية إرسال مساعدات إغاثة إلى أنقرة، ويجرى وزير الخارجية المصري اتصالًا هاتفيًا مع نظيره التركي للتعزية في ضحايا الزلزال وتأكيد دعم القاهرة لبلاده في أزمتها.

وأشار المتحدث باسم الخارجية المصري، إلى أن وزير خارجية تركيا تلقى اتصال شكري بكل تقدير وامتنان، معربًا عن شكر بلاده للتضامن الذي أظهرته مصر مع تركيا في الكارثة المروعة. وتبدأ من جديد خطوات عودة العلاقات بين البلدين، ليبقى تساؤل حول إمكانية إنهاء الأزمة، وحل القضايا الخلافية؟