«الأورمان» تثير الغضب بتصويرها المحتاجين.. و«الأزهر»: لا يجوز كسر قلوب الفقراء

ذات مصر

أثارت صورة لجمعية الأورمان الخيرية، جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، بظهور مجموعة كبيرة من السيدات وهن يحاولن الاختباء من عدسات الكاميرا حتى لا تظهر وجوههن في الصورة خلال حصولهن على «كرتونة رمضان» التي توزعها «الأورمان» بمحافظة بني سويف. 

جمعية الأورمان تثير بصورة غضب السوشيال ميديا

ولاقت الصورة غضبًا واسعًا، ولم تكن المرة الأولى التي تطل علينا جمعية خيرية بصور تكشف وجوه الفقراء خلال تسليمهم تبرعات لتوثيق حصولهم على التبرعات لتقديمها للمتبرعين، وفي أحيان أخرى لإظهار الفقراء في وضع سيئ يحث الناس على التبرع.

الحالتان السابقتان وحالات أخرى تدر عادة انتقادات كثيفة سواء للجمعيات أو الأشخاص فكرامة الإنسان أيًا كان وضعه أو حالته مصونة من المفترض قانونًا ودينًا وعرفًا، لكن استغلال حاجة الإنسان من قبل ضعاف النفوس يؤدي إلى ذلك.

الأزهر الشريف يعلق 

ومن جانبه، أوضح الدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر الشريف، أن الواقعي في الصدقة أن تكون سرًا، تصديقًا لقول الله تعالى (إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِىَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتؤْتُوهَا الفُقَرَاءِ فَهُوَ خَيرٌ لَّكُمْ)، كما قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم: (ورجلٌ تصدَّق بصدقةٍ فأخفاها، حتى لا تعلم شمالُه ما تُنفق يمينه).

وأضاف لـ"ذات مصر"، أن الصدقة المقدمة من المؤسسة لا يجوز فيها كسر قلوب الفقراء والمحتاجين, وهو أمر يحتاج الحيطة والحذر ويكون التوثيق وفقا لكرامة الإنسان، منوهًا بأن الأمر يختلف بين المؤسسات الرسمية أو الخيرية والتي يكون الغرض منها الربح أو لها نسبة من الربح.

وتابع: “نحن في الأزهر مثلًا ننظم إفطاراً يوميًا للطلاب الصائمين، ولم ننشر صورًا للطلاب حفاظًا على كرامتهم”، مشيرًا إلى أن الإعلام يمكن أن يكون سببا في إظهار ما تفعله الجمعيات الخيرية بهدف جمع مزيد من التبرعات ولكن الأكيد هو ألا يكون المواطن سلعة للعرض.

تعليق إحدى المتطوعات على تصوير المحتاجين

وقالت نور حسين، إحدى المتطوعات في العمل الخيري، عن الصورة التي انتشرت أمس بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي، إنها تعمل بالعمل الخيري منذ 15 عامًا، موضحة أن أي مؤسسة خيرية تتعامل بجمع التبرعات من أماكن كثيرة ولكنها تريد إثبات أن هذه التبرعات ذهبت في مكانها الصحيح من خلال التصوير.

وتابعت: "هما مطلعوش وشوش الناس وكانوا ممكن صوروا والناس مش هتاخد بالها ولكن من الواضح إنهم مبلغين إنهم هيصوروا عشان الناس تاخد بالها واللي حابب يغطي وشه يغطي"، مبينةً أنهم يريدن بالتصوير نقل الصورة كاملة، وأن أموالهم ذهبت في مكانها الصحيح لأنه موضوع غير بسيط أو سهل.