دلالات زيارة السيسي المفاجئة للسعودية

ذات مصر

في زيارة مفاجئة، سبقها تمهيد إعلامي لإزالة التوتر الرسمي في العلاقة بين البلدين، زار الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم، المملكة العربية السعودية، في زيارة استغرقت بضع ساعات، التقى خلالها الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين، خاصة على الصعيدين السياسي والاقتصادي وتوسيع نطاق الاستثمار.

 الخبر المفاجئ لم يخرج من السعودية أو مصر، بل من وكالة الأنباء الألمانية " «د. ب.أ»، وإن كان هناك مؤشرات واضحة في نهج تعامل بعض وسائل الإعلام الرسمية والتابعة للحكومتين، مع ملف العلاقات السعودية المصرية.

إلى جانب ما أوردته صحيفة اليوم السابع من بيانات عن متانة العلاقة وعمقها، وصفت صحيفة عكاظ السعودية أن العلاقات المصرية السعودية بالعلاقات التاريخية، ومبنية علي التعاون الاستراتيجي والتنسيق المستمر، تجاه القضايا التي تهم البلدين علي الساحتين الإقليمية والدولية.

ليس خفيا أن العلاقات المصرية السعودية تمر بمرحلة توتر  غير مسبوقة، على خلفية اعتراض المملكة على استمرار الدعم المالي في ظل خطط إصلاح الاقتصاد المصري الحالية، وهو ما تبعه حملات تراشق إعلامية متبادلة، لم تتوقف إلا بأوامر عليا.

لذا تحمل هذه الزيارة الكثير من الدلالات في ظل مشهد إقليمي متشابك والتطورات التي تشهدها الساحة من تحالفات، أبرزها الاتفاقية التي جمعت طهران والرياض في بكين، إلى جانب الموقف العربي من عودة سوريا للجامعة العربية، وهو الموقف الذي تتبناه مصر في الوقت الحالي في ظل الزيارات الرسمية المتبادلة بين وزيري خارجية البلدين مؤخرا.

 المطالب السعودية 

وبحسب مصادر سياسية، وضعت السعودية 5 مطالب أساسية لاستئناف العلاقات واستمرار الدعم الاقتصادي، أبرزها إقالة الإعلاميين الذين أساؤوا للملكة ضمن موجة التراشق المتبادل خلال الأشهر الماضية.

كان الرئيس عبدالفتاح السيسي أكد أن مصر تقدر علاقاتها الطيبة مع جميع الدول ولا تقبل الإساءة للأشقاء في المملكة العربية السعودية أو الانسياق وراء الفتن، ما يعني تفهم الجانب المصري الغضب السعودي من مقالات الإعلاميين المصريين.

كما طالبت الرياض مصر بسرعة إنهاء إجراءات نقل السيادة السعودية على جزيرتي تيران وصنافير و التخلي عن تحفظاتها بخصوص مضيق تيران.

السعودية طالبت أيضا بوقف مصر عن دعم روسيا من خلال التصدي لإقامة القاعدة العسكرية البحرية في السودان باعتبارها خطرا يهدد الأمن القومي.

كذلك، ترغب الرياض في استضافة كل المراكز الرئيسية لمنتدى البحر الأحمر، وتقليص الدور المصري في السوان، في ظل استضافة مصر القوى السياسية السودانية باستمرار.

الاشتباك اليمني

بلا شك، سيتطرق لقاء الرئيس المصري وولي العهد السعودي محمد بن سلمان الموقف اليمني من دعم إجراءات إثيوبيا لسد النهضة.

وكان وزير الخارجية اليمني  أحمد عوض بن مبارك، قد أكد خلال زيارته إلى إثيوبيا، قبل نحو 10 أيام، تضامن بلاده ودعمها كل الخطوات التي تقوم بها أديس أبابا بغية تحريك عجلة التنمية، تصريحات فهمت من الجانب المصري بدعم اليمن لتقويض حقوق مصر في سد النهضة. 

إلا أن وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك، نفى اليوم الأحد، أن يكون قد استهدف مصر خلال زيارته إثيوبيا الأسبوع الماضي، منتقدا في ذات الوقت حملة على منصات التواصل الاجتماعي تطالب بإقالته، عقب تصريحات أدلى بها في أديس أبابا أعقبتها تغيير السلطات المصرية إجراءاتها بشأن زيارة وإقامة اليمنيين على أراضيها.

وقال الوزير بن مبارك عبر تويتر: «تابعت خلال اليومين الماضية حملة إعلامية منظمة استهدفتنا شخصياً إثر قيامنا بخطوات إصلاحية لمعالجة وضع الملحقيات الفنية في سفاراتنا وهو أمر اعتدناه".

وأضاف: «لكن ما لا يمكن قبوله أبداً أن يستخدم الاستهداف الشخصي للإساءة لعلاقتنا المتينة والتاريخية مع مصر من خلال فبركات لا أساس لها من الصحة".

كما هنأ وزير الخارجية اليمني مصر بمناسبة ذكرى انتصار الجيش المصري على إسرائيل واستعادة سيناء في أكتوبر 1973، قائلا «خالص التهاني في ذكرى نصر العاشر من رمضان لمصر وشعبها وقياداته الحكيمة».