في زيارة ماكرون للصين.. هل ينجح الرئيس الفرنسي في اقناع بكين بالتخلى عن موسكو؟

ذات مصر

بدأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأربعاء زيارة رسمية تستمر3 أيام إلى الصين، برفقة رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في زيارة هي الأولى من نوعها للرئيس الفرنسي إلي بكين منذ 2019، للتباحث بشأن عدد من الملفات التي يأتى على رأسها ملف الحرب في أوكرانيا.

ويسعى ماكرون خلال الزيارة إلى تغيير خريطة الصراع في أوكرانيا، ومحاولة تغيير الموقف الصينى الداعم لموسكو من خلال إغراء بكين بفتح أبواب التعاون الإقتصادي معها، وكذا الضغط بسلاح الديون العالقة لـ«بكين» لدى الدول الأفريقية، التي تستطيع فرنسا مساعدتها في تحصيلها.

وتأتى أهمية زيارة ماكرون بعد زيارة سبقتها بعدة أسابيع من قبل الرئيس الصينى إلى روسيا، وأكد فيها  أهمية التحالف الثنائى بينهما لمواجهة التغيرات العالمية.

أوكرانيا تمثل قلب الحوار بين ماكرون وشي جي بينغ

ويطمح الرئيس الفرنسي من هذه الزيارة إلى محاولة تحييد الصين والوصول إلى صيغة توافقية بين القوى الغربية التي يمثلها من جانب وبين الصين من الجانب الآخر حول ملف الصراع في أوكرانيا على أساس مبدأ «المسؤولية الدولية والرغبة في إقرار السلام العالمي» الذي تبنته الصين مؤخراً، ونجحت إنطلاقاً منه في عمل وساطة تاريخية بين الرياض وطهران لإقرار السلام في الشرق الأوسط.

وقالت صحيفة لوفيغارو الفرنسية «رغم أن زيارة ماكرون لبكين تأتي في مع إرتفاع التوتر الدولي، لكن الرئيس الفرنسي يأمل في التأثير على الزعيم الصيني والعودة بمجموعة من الصفقات والعقود لصالح الشركات الفرنسية، وتؤكد الصحيفة على رغبة ماكرون في عرقلة التقارب بين بوتين وشي جين بينغ.

ويسعي ماكرون لدفع الموقف الصيني في إتجاه التخلي عن دعم موسكو فى صراعها مع القوي الغربية في أوكرانيا، بهدف تغيير خريطة الصراع لصالح القوي الأوروبية هناك.

وصرح ماكرون عقب وصوله أنه يمكن لبكين أن «تلعب دورا رئيسيا» لإيجاد «طريق يؤدي إلى السلام» في أوكرانيا، كما أكد ماكرون أمام الجالية الفرنسية في العاصمة الصينية أن « الصين اقترحت خطة سلام ، لتظهر بذلك إرادة لتولي مسؤولية ومحاولة شق طريق يؤدي إلى السلام.

الضغط على بكين بإستخدام سلاح الديون الإفريقية

تشير صحيفة لوبينيون أن معالجة قضية الديون الأفريقية تمثل أولوية على أجندة السياسة الخارجية الفرنسية في الوقت الراهن، خاصة أن الإليزيه يستعد لقمة يومي 22 و23 يونيو المقبل في باريس التي تهدف إلى تحديد اتفاقية مالية عالمية جديدة بين القوى الكبرى والدول النامية.

وتقول الصحيفة أن القوى الغربية وجدت طريقة جديدة للضغط على الصين وهي الديون الإفريقية، حيث وصل إجمالي ديون إفريقيا أكثر من خمسة أضعاف بين عامي 2000 و2020 ليصل إلى 696 مليار دولار، ويمتلك المقرضون الصينيون أكثر من 10 % من هذا الدين.

 

تقارب فرنسي أمريكى يتمحور حول أوكرانيا

وهاتف ماكرون  نظيره الأمريكي جو بايدن، قبل السفر للصين في مكالمة أعربا خلالها عن أملهما بأن «تنخرط الصين في جهود مشتركة لتسريع وضع حد للحرب في أوكرانيا وإرساء سلام مستدام»، وفقاً لتقارير الإعلام الفرنسى.

دور رئيسة المفوضية الأوروبية في الزيارة

تشير صحيفة «لاكروا الفرنسية» إلى أن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين حددت شروط الحوار مع بكين قبل الذهاب للزيارة، ومن الواضح من قراءة تصريحاتها أن العامل الحاسم في العلاقات الأوروبية الصينية في الفترة المقبلة سيتمثل في «موقف الصين من الوضع في أوكرانيا».

وتضيف الصحيفة أن هذه الزيارة قد تمثل «صفحة جديدة للعلاقات الأوروبية الصينية» خاصة أنه لم يعد من مصلحة أوروبا أن تنأى بنفسها عن الصين، في ظل تقارب موقف بكين وباريس حول التصدي للغزو الثقافي وقضايا المناخ الذي يمكن أن يمثل نقطة البداية للوصول للتوافق، وتتابع الصحيفة أن الزيارة يجب أن تحمل رسالة حازمة بشأن أوكرانيا إلى السلطات الصينية.

وتعرض باريس في إطار محاولة تغيير الموقف الصيني تكثيف العلاقات الإقتصادية على كافة المستويات، ودعم الصين فيما يتعلق برغبتها فى زيادة دورها السياسي عالمياً تماشياُ مع تعاظم دورها الإقتصادى، ويراهن ماكرون على القبول الصينى بذلك، وهو ما ستسفر عنه الأشهر المقبلة.