صناعة الدعاية تعاني.. لماذا اختفت شركات كبرى من خريطة «إعلانات رمضان»؟

إعلانات
إعلانات

سجل شهر رمضان 2023 «غياب» ماركات مصرية كبيرة عن الساحة الإعلانية، بعد اعتياد ظهورها على الشاشات في الشهر الكريم بحملات متنوعة على مدار السنوات الماضية. 

رمضان بلا إعلانات 

الحملات الإعلانية هذا العام غابت عنها شركات كبرى، وقلت مساحة البعض الآخر، مثل مجموعة العربي (توشيبا)، وشركات الزيوت والزبد النيوزيلاندي، فضلًا عن شركات الأغذية والألبان ومنها جهينة وشركات عقارية عديدة ومنها شركات المهندس نجيب ساويرس وبيبسي وكوكاكولا، وغيرها.

وتعد الدعاية والإعلان خلال شهر رمضان المبارك، من أساسيات الترويج للعلامات التجارية الكبرى في البلاد، وملجأهم لجذب أنظار المستهلكين إليهم، لكن الوضع تغير في السنوات الأخيرة بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة في البلاد، فضلًا عن محاولة الشركات تقليل إنفاقها في ظل الوضع الحالي.

يذكر أن حجم صناعة الدعاية والإعلان في العالم تجاوزت قيمته 857.7 مليار دولار خلال عام 2022، ويتوقع أن تقترب من تريليون دولار سنويًا عام 2024، عالميًا.

الصناع في مصر يعانون

صناع الإعلانات في مصر، أوضحوا أن سوقها يتراجع الآن بأكثر من 50% بسبب شح الدولار، وتراجع الإنتاج وعدم وجود فائض في الإنتاج وارتفاع تكلفة مستلزمات الإنتاج.

وأرجع رئيس إحدى شركات الزبد النيوزيلاندي والمورد الرئيسي له في السوق المصرية، أحمد صقر، اختفاء منتجاته من الخريطة الإعلانية إلى ارتفاع الأسعار في كافة القنوات الفضائية في ظل التضخم الموجود في البلاد، والذي يتزامن مع الأعباء الاقتصادية والاجتماعية على الشركات والمؤسسات، فضلًا عن شح العملة الأجنبية وعدم وضوح الرؤية بشأنها.

وأشار صقر، في تصريحات لـ«ذات مصر»، إلى أن عدم إفراج المواني المصرية عن مستلزمات الإنتاج الخاصة بشركته كان أحد الأسباب في الأزمة، مبينًا أن عام 2023 عام سيئ في تاريخ سوق الإعلانات، بعد تقلصها بشكل كبير مقارنة بالأعوام السابقة.

ومن جهته، قال أشرف خيري، رئيس شعبة الدعاية والإعلان باتحاد الصناعات: «كنا نشهد في هذا الوقت من العام في شهر رمضان الكريم نشاطًا مكثفًا طلبًا  لحملات الدعاية والإعلان على مختلف وسائل الإعلام، وخاصة التليفزيون، وإعلانات متعددة لشركات الصناعات الغذائية والعقارات والاتصالات والهواتف المحمولة، لكن  الأمر تغير».

وتابع في تصريحات لـ«ذات مصر»: «اختفت حملات إعلانية اعتدنا عليها طوال السنوات بسبب ارتفاع التكلفة وزيادة أسعار الخامات، علاوة على ارتفاع الأجور ما يجعل تكلفة الإعلان الواحد أكثر بكثير مقارنة بالسنوات الماضية، مشيرًا إلى أن قيمة صناعة الإعلانات في مصر كانت تقدر بـ5 مليارات جنيه».

العالم يعاني أيضًا

يشير تقرير حديث أصدرته مؤسسة e Marketer للأبحاث التسويقية، أن حجم الإنفاق على الإعلان بنحو 857.7 مليار دولار خلال عام 2022، ويمثل الإنفاق على الإعلانات الرقمية نحو 63.6%، حيث وصل حجم الإنفاق العالمي على الإعلانات الرقمية خلال 2022، إلى ما يقرب من 524.31 مليار دولار، كما ارتفع بأكثر من 180 مليار دولار مقارنة بـ335.6 مليار دولار في 2019. وبحسب التقرير يتجه الإنفاق على الدعاية الرقمية إلى الارتفاع ليصل إلى نحو 625.8 مليار دولار خلال عام 2024، ليمثل بذلك نحو 67.8% من إجمالي الإنفاق الإعلاني، ليقترب الإنفاق عموما من تريليون دولار

وتؤثر حالة عدم اليقين الحالية على لأسواق العالمية والارتفاعات المتلاحقة لمعدلات التضخم وما تمثله من ضغط على القوى الشرائية للأسر حول العالم؛ على مخصصات موازنة الإعلانات للشركات الكبرى كما تواصل العلامات التجارية تحديد أولويات إنفاقها في القنوات التي ستمنحها المرونة الرقمية والعائد الذي تسعى إليه.